درر السمط

 درر السمط

قال الشيخ الفقيه العالم المحدث الحافظ أبو عبد الله محمد ابن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن الأبار القضاعي رحمه الله تعالىورضي عنه آمين ( 1 ) : { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } ( 2 ) : فروع النبوة ( 3 ) والرسالة / وينابيع السماحة والبسالة . صفوة آل أبي طالب ، [ 1 ] وسراة ( 4 ) بني لؤي بن غالب . الذين حياهم ( 5 ) الروح الأمين ، وحلاهم الكتاب المبين فقل في قومشرعوا الدين القيم ، ومنعوا اليتيم أن يقهر والأيم ( 6 ) : ما قد من أديم / آدم أطيب من أبيهم طينة ، ولا أخذت [ 2

الأرض أجمل من مساعيهم زينة . لولاهم ما عبد الرحمن ، ولا عهد الإيمان وعقد الأمان . ذؤابة أشابة ، فضلهم ما شانه نقص ولاشابه ، سرارة محلتهم [ 3 ] سر المطلوب ، / وقرارة محبتهم حبات القلوب . أذهب الله عنهم الرجس ( 1 ) ، وشرف بخلقهم الجنس ،فإن تميزوا فبشريعتهم البيضاء ، أو تحيزوا فلعشيرتهم الحمراء . من كل يعسوب كتيبة ( 2 ) ، منسوب لنجيب ونجيبة . نجارة الكرمودارة [ 4 ] الحرم : / نمته العرانيين من هاشم * إلى النسب الأصرح الأوضح ( 3 ) إلى نبتة فرعها في السما * ومغرسها سرةالأبطح أولئك السادة أحيي وأفدي ، والشهادة بحبهم أو في وأؤدي . 1 { ومن يكتمها فإنه آثم قلبه } ( 4 ) 

حيها أوجها على السفح غرا * وقبابا بيضا ونوقا حمرا ( 1 ) / [ 5 ] فصل أي صفحات شربت ماء بشرها الصفاح ، وترحات ماشفي تباريحها إلا السفاح ( 2 ) . { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا } ( 3 ) . يا لهفا للملة وهت مقاعدها ، وهوت فراقدها ،فتسلط الأنقص على الأكمل ، / واختلط المرعي بالهمل { إن في ذلك لآيات [ 6 ] للمتوسمين } ( 4 ) . شد ما شالت النعامة ، ومالتالدعامة ، وآلت إلى الاستكانة الزعامة . تالله ما راعت تلك الأحداث ، حتى قعد مقعد الشيخين ( 5 ) الأحداث . ولي أمر الأمة الأغمار، فسفكت الدماء / [ 7 ] ونهبت الأعمار ، واسى ابن عمر لاعتزاله يوم قتل عمار ( 6 ) . فود الإسلام - إذ جد به الاصطلاح وأعياالاجتماع بعد الافتراق ، وحيا

بغير الحياة أهل الشام أهل العراق - لو ( 1 ) عمر عمر فلازمه [ 8 ] النساء ( 2 ) ، وسالمه الصباح والمساء ، حتى لا يراق دم ، ولا / يراقب ندم ، { ولو شاء الله ما اقتتلوا ، ولكن الله يفعل ما يريد } ( 3 ) . كان بعده كسر الباب سببا لتقطع الأسباب . والمقدور كائن . جدد الحتف ، وجرد السيف ، فأبيح حمى المهاجرين والأنصار ، وأتيح لأهل البيت يوم كيوم الدار : [ 9 ] * تلك الرزية لا رزية مثلها () * / فصل يا لك أنجم هدايد ، لا تصلح الشمس لهم عن آية . كفلتهم في حجرها النبوة . فلله تلك النبوة { ذرية بعضها من بعض } ( 5 ) . سرعان ما بلى منهم الجديد ، وغرى بهم الحديد . نسفت [ 10 ] أجبلهم الشامخة ، وشدخت غررهم الشادخة . فطارت / بطررهم الأرواح ، وراحت عن جسوسهم الأرواح ، بعد أن فعلو الأفاعيل ، وعيل صبر أقتالهم وصبرهم ما عيل

يود أعداؤهم لو أنهم قتلوا * وأنهم صنعوا بعض الذي صنعوا ( 1 ) تذامروا والردى موجه يلتطم ، وتوامروا والقنا يكسر بعضه بعضاويحتطم . فإن يكونوا ما / عرجوا في مراقي الملك ، فقد درجوا [ 11 ] في مهاوي الهلك : ونحن أناس لا توسط عندنا * لنا الصدر دون العالمين أو القبر ] ( 2 ) وعلى هذا فقد نجموا ونجبوا مع الحتوف الشداد ، والسيوف الحداد ، والتمر أنهي على الجداد ( 3 ) . ما أعجب كلمة أبيهم ، ظهر صدقها فيهم : " بقية السيف أنمى عددا ، وأنجب ولدا " ( 4 ) { ولا تحسبن / الذين قتلوا في سبيل الله [ 12 ] أمواتا } ( 5 ) . رضوا في ذاته رضا ، فمشوا إلى الموت ركضا ، " إنا والله لا نموت حبجا كما يموت بنو مروان 

تسيل على حد الظبات نفوسنا * وليست على غير السيوف تسيل ( 1 ) فصل أي بني الطلقاء ، ما أقعدكم عن الإبقاء ، وأقامكم إلىالعنقاء كبرت [ 13 ] أن تصاد ( 2 ) . / فعليكم الاقتصاد ، ولا تقيموا الرقب والأرصاد ، إياكم والشماتة ، فلن تدركوا ذلك الإحياء ولاتلك ] ( 3 ) الإماتة : فيم الشماتة إعلانا بأسد وغى * أفناهم الصبر إذ أبقاكم الجزع لا غرو أن قتلوا صبرا ولا عجب * فالقتلللصبر في حكم القنا تبع ( 4 ) [ 14 ] * الحق أبلج والباطل لجلج * ( 5 ) { فلا تغرنكم الحياة / الدنيا } ( 6 ) . ربما ارتاب ناظر ( 7 ) في هلكة العلوية وملكة الأموية . وشفاء ما به قريب ، إن كان له من الفهم نصيب : الأنبياء أشد الناس بلاء

ثم الذين يلونهم ( 1 ) ، فضلا عمن يلدونهم . { إنا وجدنا آباءنا على أمد } ( 2 ) . فصل ( 3 ) ما كانت خديجة لتأتي بخداج ( 4 ) ،ولا الزهراء / لتلد إلا [ 15 ] أزهر ( 5 ) كالسراج ، مثل النحلة لا تأكل إلا طيبا ، ولا تضع إلا طيبا ( 6 ) . خلدت بنت خويلد ليزكوعقبها من الحاشر العاقب ( 7 ) ، ويسمو مرقبها على النجم الثاقب لم تخد ( 8 ) بمثلها المهاري ( 9 ) ، ولم يلد له غيرها من المهاريآمت من بعلوتها قبله ، لتصل السعادة بحبلها حبله . ملاك / العمل خواتمه ( 10 ) . رب ربات حجال أنقذ [ 16 ] من فحول الرجال

وما التأنيث لاسم الشمس عيب * ولا التذكير فخر للهلال ( 1 ) هذه خديجة من أخيها حزام ( 2 ) أحزم ، ولشعار الصدق من شعاراتالقص ألزم . ركنت إلى الركن الشديد ، وسددت للهدى كما هديت للتسديد . يوم نبئ خاتم الأنبياء ، وأنبئ ( 3 ) بالنور [ 17 ] المنزلعليه / والضياء . فصل وكان قبيل المبعث ، وبين يدي لم الشعث ، يثابر على كل حسنى وحسنة ، ويجاور شهرا من كل سنة ، يتحرىحراء التعهد ( 4 ) ، ويزجي تلك المدة في التعبد . وذلك الشهر المقصور على التبرر ( 5 ) المقدور فيه رفع التضرر ، { شهر رمضانالذي أنزل فيه القرآن } ( 6 ) . [ 18 ] فبيناه / لا ينام قلبه وإن نامت عيناه ، جاءه الملك مبشرا

بالنجح ، وقد " كان يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح " ( 1 ) . فغمره بالكلاءة ( 2 ) ، وأمره بالقراءة . وكلما تحبس له غطه ( 3 ) ثمأرسله ، " وإذا أراد الله [ عز وجل ] بعبد خيرا عسله " ( 4 ) : تريدين إدراك المعالي رخيصة * ولابد دون الشهد من إبر النحل ( 5 )كذلك حتى عاذ بالأرق من الفرق ، وقد علق فاتحة العلق ( 6 ) . / فلا يجري غيرها على لسانه ، وكأنما كتبت كتابا في [ 19 ] جنانه . فصل ولما أصبح يؤم الأهل ، وتوسط الجبل يريد السهل ، وقد قضى الأجل وما نضى الوجل ، نوجي بما ( 7 ) في الكتاب المسطور

ونودي كما نودي موسى من جانب الطور . فعرض له في طريقه ، [ 20 ] ما شغله عن فريقه . / فرفع ( 1 ) رأسه متأملا ، فأبصر الملكفي صورة رجل متمثلا ، يشرفه بالنداء ، ويعرفه الاجتباء . وإنما عضد خبر الليلة بعيان اليوم ، وأرى في اليقظة مصداق ما أسمعفي النوم . ليحق الله الحق بكلماته ( 2 ) . وعلى ما ورد في الأثر ، وسرد رواة السير ، فذلك اليوم كان [ 21 ] عيد فطرنا الآن ( 3 ) . وغير بدع ولا بعيد ، أن يبدأ الوحي بعيد ، / كما ختم بعيد ، { اليوم أكملت لكم دينكم } ( 4 ) . فبهت عليه السلام لما سمعه وراءه ،وثبت لا يتقدم أمامه ولا يرجع وراءه : وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي * متأخر عنه ولا متقدم ( 5 ) [ 22 ] ثم جعل بين الخوفوالرجاء ( 6 ) ، لا يقلب وجهه 

السماء ، إلا تعرض له في تلك الصورة ، وعرض عليه ما أعطاه الله ( 1 ) من السورة ، فيقف موقف المتوكل ، ويمسك حتى عن التأمل :تتوق إليك النفس ثم أردها * حياء ومثلي بالحياء حقيق ( 2 ) أزود سوام ( 3 ) الطرف عنك وما له * إلى أحد إلا إليك طريق / [ 23 ] فصل وفطنت خديجة لاحتباسه ( 4 ) ، فأمعنت في التماسه . " تزوجوا الودود الولود " ( 5 ) . ولفورها بل فوزها ، بعثت في طلبهرسلها ، وانبعثت تأخذ عليه شعاب مكة وسبلها : * إن المحب إذا [ ما ] لم يزر زارا * ( 6 )

24 ] طال عليها الأمد ، فطار إليها الكمد ; / والمحب حقيقة ، من لا يفيق فيقة . بالنفس النفيسة سماحه وجوده ، وفي وجود المحبوبالأشرف وجوده : كأن بلاد الله ما لم تكن بها * وإن كان فيها الخلق طرا بلاقع أقضي نهاري بالحديث وبالمنى * [ 25 ] ويجمعنيوالهم بالليل جامع / نهاري نهار الناس حتى إذا دجا * لي الليل هزتني إليك المضاجع لقد ثبتت في القلب منك محبة * كما ثبتت فيالراحتين الأصابع ( 1 ) فصل وبعد لأي ما ورد عليها ، وقعد مضيفا إليها ( 2 ) . فطفقت بحكم [ 26 ] الإجلال / تمسح أركانه ،وتفسح مجال السؤال عما خلف له مكانه . فباح لها بالسر المغيب ، وقد لاح وسم الكرامة على الطيب المطيب ، فعلمت أنه الصادقالمصدوق ، وحكمت بأنه السابق لا المسبوق . " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " ( 3

وما زالت حتى أزالت ما به / من الغمة ، وقالت : أني لأرجو أن [ 27 ] تكون نبي هذه الأمة ( 1 ) : إني تفرست فيك الخير أعرفه * والله يعلم أن ما خانني البصر أنت النبي ومن يحرم شفاعته * يوم الحساب فقد أزرى به القدر ( 2 ) / [ 28 ] لا ترهب فسوف تبهر ،وسيبدو أمر الله ( 3 ) ويظهر . أنت الذي سجعت به الكهان ، ونزلت له ( 4 ) من صوامعها الرهبان ، وسارت بخبر كرامته الركبان . أنت الذي ما حملت أخف منه حامل . ودرت ببركته الشاة فإذا هي حافل ( 5 ) : وأنت لما ولدت أشرقت * الأرض وضاءت بنورك الأفق/ . [ 29 ] فنحن في ذلك الضياء وفي النور * وسبل الرشاد نخترق ( 6

فصل وما لبثت أن غلقت أبوابها ، وجمعت عليها أثوابها ، وانطلقت إلى ورقد بن نوفل ( 1 ) ، تطلبه بتفسير ذلك المجمل ، وكان يرجعإلى عقل حصيف ، ويبحث عمن يبعث بالدين الحنيف ، فاستبشر [ 30 ] به ناموسا ، وأخبر أنه / الذي كان يأتي موسى . فازدادتإيمانا ، وأقامت على ذلك زمانا . ثم رأت أن خبر الواحد قد يلحقه التفنيد ، ودرت أن المجتهد لا يجوز له التقليد ، " طلب العلم فريضةعلى كل مسلم " ( 2 ) . فرجعت أدراجها في ارتياد الاقناع ، وألقي في روعها الخمار [ 31 ] والقناع . فهناك ( 3 ) وضح لهاالبرهان ، / وصح لديها ( 4 ) أن الآتي ملك لا شيطان : تدلى عليه الروح من عند ربه * وينزل من جو السماء ويرفع نشاوره فيما نريدوقصدنا * إذا ما اشتهى إنا نطيع ونسمع (

فصل سبقت لها من الله ( 1 ) الحسنى ، فصنعت / حسنا وقالت حسنا . [ 32 ] { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } ( 2 ) . ما فتر الوحيبعدها ، ولا مطل الحق الحي وعدها { وعد الله لا يخف الله وعده } ( 3 ) . دانت بالحق دين الإسلام ( 4 ) ، فحياها الملك بالسلام ،من الملك السلام ( 5 ) . من كان لله كان الله له . أغنت غناء الأبطال ، فغناها ( 6 ) لسان الحال : / [ 33 ] هل تذكرين فدتك النفسمجلسنا * يوم التقينا فلم أنطق من الحصر لا أرفع الطرف حولي من مراقبة * بقيا علي وبعض الحزم في الحذر ( 7 ) يسرتلاحتمال الأذى والنصب ، فبشرت ببيت في الجنة من

34 ] قصب ( 1 ) . ما أمنت إذ آمنت / من الرعب ( 2 ) ، حتى غنيت من الشبع بما في الشعب ( 3 ) . لا تحسب المجد تمرا أنتتأكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا ( 4 ) واها لها ! احتملت عض الحصار ، وما أطاقت فقد النبي ( 5 ) المختار : يطول اليوم لاألقاك فيه * [ 35 ] وحول نلتقي فيه قصير ( 6 ) / والحبيب سمع المحب وبصره ، وله طول محياه وقصره : أنت كل الناس عندي فإذاغبت عن عيني لم ألق أحد ( 7 ) مكثت للرسالة ( 8 ) مواسية وآسية ، فثلثت في بحبوحة الجنة

مريم وآسية . ثم ربعت البتول فبرعت ، نطقت بذلك الآثار وصدعت / : خير نساء العالمين أربع ( 1 ) . [ 36 ] فصل إلى البتول سيربالشرف التالد ، وسيق الفخر بالأم الكريمة والوالد . حلت في الحبل الجليل ، وتحلت بالمجد الأثيل ، ثم تولت إلى الظل الظليل : وليسيصح في الإفهام شئ * إذا احتاج النهار إلى دليل ( 2 ) / [ 37 ] فصل ( 3 ) وأبيها ، إن أم أبيها ( 4 ) لا تجد لها شبيها . نثرةالنبي ، وطلة ( 5 ) الوصي ، وذات الشرف المستولي على الأمد القصي . كل ولد الرسول درج في حياته ، وحملت في ما حملت منآياته ( 6 ) { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } ( 7

38 ] لا فرع للشجرة المباركة / من سواها ، فهل جدوى أوفر من جدواها ؟ { الله أعلم حيث يجعل رسالاته } ( 1 ) . حفت بالتطهيروالتكريم ، زفت إلى الكفء ( 2 ) الكريم . فوردا صفو العارفة والمنة ، وولدا سيدي شباب أهل الجنة ( 3 ) . [ 39 ] عوضت منالأمتعة الفاخرة بسيد في الدنيا والآخرة ( 4 ) . / ما أثقل نحوها ظهرا ، ولا بذل غير درعه مهرا . كان صفر اليدين من البيضاءوالصفراء ، وبحالة لا حيلة معها في إهداء الحلة السيراء . فصاهره الشارع وخالله ، وقال في معاوية ( 5 ) : " صعلوك لا مال له " () { نرفع درجات من نشاء } ( 7

فصل لله علي علا عن النظراء ، وسامى الزهرة بالزهراء . كان ثاني [ 40 ] خديجة في الإيمان ، وأول الذكور أسلم وجهه للرحمان ،قبل ما سن قبل سن الخطات ( 1 ) ، ولم تكن هذه السابقة لابن أبي قحافة وابن الخطاب . مت بالأبوة إلى النبوة ، ثم حظي بالأخوةوالبنوة . فلولا أن " لا نبي بعدي " نص في الامتناع ، لكانت " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " ( 2 ) حجة في الاتباع : / [ 41 ] بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهر ( 3 ) رب فرج أتي من شدة ، وبلى أفضي إلى جدة . أسنت ( 4 ) أهلمكة ليتمكن سناء علي ، فألزم الحق في تلك الأزمة أن يخص بكفالة النبي . فلم يمض إلا ليال قلائل ، حتى سطعت البراهين والدلائلفنجا من التباب ، / في ريعان الشباب . " السعيد من [ 42 ] سعد في بطن أمه " ( 5 ) . رشد هو مترعوعا ، وضل أبوه

مستعسعا ( 1 ) ، " كل شئ بقضاء وقدر " ( 2 ) . فصل وا رحمتا لأبي طالب ! كفل ثم كفر ، ونصر وما أبصر . " ارحموا عزيز ذل "( 3 ) . سود وكان أهلا لذلك ، فلو سدد لصافح الملائك . كان شأنه عجبا : دعى للحنيفية فأبي ، وما برح في الحدب على أهلها [ 43 ] أبا . / أسد الله ورسوله ( 4 ) كان رأيه أسد ، وأمد سعادته الأبدية أمد . وقي كل محذور ومخشي ، ولقي حبور الأنس بحربةوحشي ( 5 ) . من لم يعاين أبا نصر وقاتله * فما رأى ضبعا في شدقها سبع ( 6 ) [ 44 ] وأما هو ( 7 ) فحمي الحق وتحاماه ،وصد عنه صناديد / قريش وصاداه ( 8 ) . سعى في نقض الخيفة ، ودعا إلى نقض

الصحيفة ( 1 ) ، حتى أدركها التمزيق ، وفرج على يده الضيق ، وامتاز من الصميم اللصيق . فصفت المناهل والشروب ، ونكصت عنالدين بالشعب الشعوب . وقبل إخماد تلك الجمرة ، ما عاذ بالحجر والجمرة ( 2 ) . وذكر بعاطفات / الوسائل ، ومكر بعاديات القبائلفما تقلص ممتد [ 45 ] الأفياء ، ولا ملك حيه أحد من الأحياء . وعندها أصبح جذلا ، وقد أنجح مخذلا ، واستقل بنصر المصطفى ،على رغم من رسب وطفا . ولما استقام الناس على الجادة عرد . * شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد * ( 3 ) فصل خاف السبة بزعمه / ، فخان السنة والوفاء لها من همه { إن [ 46 ] هذا الشئ عجاب } ( 4 ) . عنى من القرابة بما لا يعنيه ، فلو لاها لما عاير المنصوربعض بنيه : " أسلم اثنان ، أحدهما أبي ، وكفر اثنان ، أحدهما أبوك " ( 5

أتيح له حرباء تنضبه ( 1 ) ، يرى تضليله أكبر مأربة ، حمله على [ 47 ] ملة عبد المطلب فمضى ، وقضى الله أن درج ضالا / وقضى، . { ومن يهن الله فما له من مكرم } ( 2 ) . تجاذبته الشقاوة والسعادة ، فنفذت بالمكروه في المحبوب الإرادة . { إنك لا تهدي منأحببت } ( 3 ) . صم عما جهر له بإبلاغه ، فصمم لما تغلي منه أم دماغه ( 4 ) { وكان أمر الله قدرا مقدورا } . [ 48 ] غلبه أبو جهلعلى علمه ، واستزله ولا أرجح / من حلمه : * قوموا انظروا كيف تزول الجبال * ( 6 ) فليت عدو الله بالعداوة هام ، وعلى القطيعة دام ،فلم يدخل

عليه عائدا ، ولا كره الإيمان عليه عامدا ، ما زاد على سجايا اللئام ، قطع في الحياة ووصل في الحمام . لا ألفينك بعد الموت تندبنيوفي حياتي ما زودتني زادي ( 1 ) / [ 49 ] فصل لكن أمير المؤمنين عليا - رفعه الله عليا - أم أمه وأبي أباه ، ونادى كل مناختدعه واستهواه : { أف لكم ولما تعبدون من دون الله } ( 2 ) . ما تلبس بطاعة أوثان وأصنام ، ولا قصر نفسه وحبس على غير صلاةوصيام . شن على الكفرة / غارة الإبادة ، وشب يألف عادة [ 50 ] العبادة ( يعجب ربك من شاب ليست له صبوه ) ( 3 ) . برع بفضلالطبع ، وقرع النبع بالنبع ( 4 ) ، إذ وفي الحق المطاع ، وأوفى الكفرة بالصاع { فطفق مسحا بالسوق والأعناق }

51 ] ما عرد ولا عرج ، ولا تحرك يرجع من إليه خرج / : علي ليس يمنع من مجيئ * مبارزه ويمنعه الرجوعا علي قاتل البطل المفدى * ومبدله من الزرد النجيعا ( 1 ) بطش في كل كفاح بالأقران ، وأنسى مواضي الهند وعوالي المران . ولله وثباته ، يوم بدر وثباته . صدرافي كل قلب ، وقلبا في كل صدر . فآخاه المختار ، { وربك يخلق ما يشاء ويختار } ( 2 ) . [ 52 ] كفل أبو طالب / كفالة الأب ، فنزلعلي منزلة الأخر { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } ( 3 ) . فصل لما رجح علي فعلا ، صلح لفاطمة بعلا { الطيبات للطيبين والطيبونللطيبات } ( 4 ) . فازت بعصمتها قداحة ، وأورى في خطبتها اقتداحه

ولم تك تصلح إلا له * ولم يك يصلح إلا لها ( 1 ) / [ 53 ] لاجرم أن من تصدى لها صد ، أو تردد في شأنها رد . حتى حسده صنفه . ذاك الفحل لا يقدع أنفه ( 2 ) : ولو رامها أحد غيره * لزلزلت الأرض زلزالها ( 3 ) ما أدل نقد الحصداء الدلاص ( 4 ) ، على الثقةبالخلاص والإخلاص ! دفع إليها جنة الحرب ، وعرض نحره للطعن والضرب ( 5 ) . تهون علينا في المعالي نفوسنا * ومن خطبالحسناء لم يغله المهر ( 6 ) / [ 54 ] أقرضته النبوة ما أقرضها ناجله ، وزيد المصاهرة فأقصر مساجله : وفي تعب من يحسدالشمس نورها * ويجهد أن يأتي لها بضريب ( 7

فصل إن عليا طار مع النسر نسر السماء ، وباغيه سبح مع الحوت حوت الماء ، حتى بلغا الغاية . [ 55 ] ما نقمت منه العبشمية ( 1 ) ، / ولا نعت الطائفة الحكمية ( 2 ) ، إلى أن جدل الوليد بن عتبه ( 3 ) ، ثم جلد الوليد بن عقبه ( 4 ) . ذلك لنصره الكفار الذي تولى، ولهذا لمجه الخمر في سنن المصلى . { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون } ( 5 ) . غيث الجروب ( 6 ) وليث الحروب ،والطالع تشرق أسرته بين [ 56 ] الشروق والغروب ، / يعود من كل فتح غير مفتخر * وقد أغذ إليه غير محتفل ( 7 ) لم يك نفيالخندق له من بد ، أن يناجز عمرو ( 8 ) بن عبد ود . سجية نفس نفيسة ، وحمية ضرغام لا يسلم خيسه . فسله : كيف هذا به ( 9 ) ؟ثم عف عن أثوابه

إن الأسود أسود الغاب همتها * يوم الكريهة في المسلوب لا السلب ( 1 ) / [ 57 ] ظن أصحاب عمرو أنه الغالب ، حتى حضر منهالغائب ، فقالوا : قريع ؟ وعلموا أنه صريع ! لقد سلكت نهج السبيل إلى الردى * ظباء دنت من غابة الأسد الورد ( 2 ) وفي خيبردخلت شبهة على بعض الصحابة - وهم رضي الله عنهم عصابة الإصابة - / لما رأوا عليا رمدا - ، وسمعوا : " لأعطين [ 58 ] الرايةغدا " . فكلهم أصبح يرقبها ، ولولا مشروع التوقير لأفصح يطلبها ( 3 ) . ألم يسمعوه يقول : " أبدأ بمن تعول " ( 4 ) : * ذكرتكوالخطي يخطر بيننا * ( 5

فصل [ 59 ] جعلت مصاف صفين تمحيصا ، وأمر الله / من ذا يجد عنه محيصا . فنهد ابن هند ( 1 ) ، في أطوع جند ، لا يفرقونبين اليوم والأمس . ولا يعرفون وارثا للنبوة إلا عبد شمس . { بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج } ( 2 ) . ودلف علي ، وقيادجيشه عصي . شيب وشبان ، كأنهم من [ 60 ] الرهب رهبان . قد لبسوا المسوح ، وتعودوا / الفتوح . منايا المنافقين والكفار ، وبقاياالمهاجرين والأنصار ( إذا رؤوا ذكر الله ) ( 3 ) ، وتعلم خوفه وتقواه . يحجمون ورعا ، لا جزعا ، ويظهرون شفقا ، لا فرقا { أولئكحزب الله ، ألا إن حزب الله هم المفلحون } ( 4 ) . ثم انجلت تلك الطوارق والنوائب ، وقد شابت منها المفارق [ 61 ] والذوائب . بيد أنبائدها سيد الأوصياء ، بيد أشقى الأشقياء ( 5 ) / . وما نكبة فاتت به بعظيمة * ولكنها من أمهات العظائم ( 6

كان علي آخر الخلفاء ومعاوية أول الملوك ( 1 ) . شتان بين اثنين : هذا موعد بتسلب الدنيا وهذا واعد . وإن جمعتهم الجنان ونزع منصدورهم الغل والشنان ، فبين المنزلتين بون بان في الكلمتين : " غري غيري " و " نحن الزمان " ( 2 ) : * وما قلت إلا بالذي علمتسعد ( 3 ) * [ 62 ] فصل تالله ما غاية القبيح إلا ما عومل به الحسن ( 4 ) : أتته الخلافة منقادة * إليه تجرجر أذيالها ( 5 ) فتخلىعنها وما تخلص ، بل انطوى ظله المديد وتقلص . يا من عابه بما فعل ( 6 ) ، لولا ذلك لبطل : إن ( ابني هذا سيد ) ( 7

63 ] تعز فكم لك من سلوة / * تفرج عنك غليل لحزن بموت الرسول وقتل الوصي * وقتل الحسين [ وسم الحسن ] ( 1 ) لما نزلت { والله يعصمك من الناس } ( 2 ) سارت سورة سم الذراع ، تجمع بين التسليم والوداع ( 3 ) ناكصة على العقب ، { تكاد تميز منالغيظ } ( 4 ) ، خائفة أن تعيرها يهود ، كونها ليست [ 64 ] لها نهود . وما كان / محل النبوة لتحله الأسواء ، ولا لتحول بأيدي البشرتلك الأضواء . { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره } ( 5 ) . فعند ما قبلت بنت الأشعث ما بعث لها من السم من بعث 

عادت تلك السورة الكامنة فعدت ، وأنجزت في الابن الكريم ما وعدت . [ ألا إن في ] ظفر المنية مهجة * تظل لها عين العلى وهي تدمع( 1 ) / [ 65 ] سما بإعراضه عمن سمه ، وما صرف لاعتراضه ( 2 ) همه ، علما بأن أباه الأكبر ما زالت تعاوده ( 3 ) أكلة خيبر . ولاغرو أن يحذو الفتى حذو والده ( 4 ) . يا جعدة ( 5 ) ! أدى بك الملك الجعد ( 6 ) ، وأجرى لك عن خلفه الوعد { لله الأمر من قبل ومنبعد } ( 7 ) . * لا ماءك أبقيت ، ولا درنك أنقيت ، فهلا خفت / العاقبة [ 66 ] واتقيت ( 8

لا يبلغ الأعداء من جاهل * ما يبلغ الجاهل من نفسه ( 1 ) يا لها من وقيعة نكراء ، وفجيعة أبكت الخضراء والغبراء : لئن هي أهدتللأقارب ترحة * لقد جللت تربا خدود الأباعد فما جانب الدنيا بسهل ، ولا الضحى * [ 67 ] بطلق ، ولا ماء الحياة ببارد ( 2 ) / فصلاقتسم السبطان ، على رغم أنف الشيطان ، خلق جدهما النبي ، وخلق أبيهما الوصي . فردي أكبرهما بما أذي به الأكبر ، ولقيأصغرهما الموت الأحمر : وإنا لقوم ما نرى القتل سبة * إذا ما رأته عامر وسلول ( 3 ) [ 58 ] تبع الأول في ذلك الآخر ، وخاضابحر الهول وهو زاخر : / كانت ماتم بالعراق تعدها * أموية بالشام من أعيادها ( 4

فكيف توسى الكلام ، أو يتأسى الإسلام ؟ : وعلى الدهر من دماء الشهيدين * علي ونجله شاهدان فهما في أواخر الليل فجران * وفي أولياته شفقان ثبتا في قميصه ليجئ * المحشر مستعديا إلى الرحمن ( 1 ) وا أسفا / ألب على الرسول أبو سفيان ولاكت كبدحمزة هند ، [ 69 ] ونازع حق علي معاوية ، واحتز هامد الحسين يزيد . لقد علقوها بالنبي خصومة * إلى الله تغني عن يمين وشاهد( 2 ) فصل الآجلة مدفوعة ، والعاجلة متبوعة ( 3 ) ، والأنفس على حبها مطبوعة . فأتباع تلك ضعفة أمناء ، وأتباع هذه خونة أقوياء (أشكو إلى الله ضعف الأمين / وخيانة القوي ) ( 4 ) . [ 70 ] قعد بالحسين حقه ، وقام بيزيد باطله ، وا خلافاه ! فإذا حضر

موقف القضاء الخصمان ، وعنت الوجوه للرحمن { جاء الحق وزهق الباطل } ( 1 ) . إن الإمامة لم تكن * للئيم ما تحت العمامة منسبط هند وابنها * دون البتول ولا كرامة ( 2 ) [ 71 ] يسر ابن فاطمة للدين يسميه ، وابن ميسون ( 3 ) للدنيا تستهويه / ( اعملوافكل ميسر لما خلق له ) ( 4 ) . فأما هذا فتحرج وتأثم ، وأما ذلك فتلجلج وتلعثم . مشى الواحد إلى نور يسعى بين يديه ، وعشاالثاني إلى ضوء نار لا يعرف ما لديه . يا ويح من وارى الكتاب * قفاه والدنيا أمامه ( 5 ) كانت بنو حرب فراعنة . فذهب ابن بنتالرسول ليخرجهم من [ 72 ] العراق فانعكس المروم ، / وحورب ولا فارس والروم . كأن لم يرج في دنيا * وآخرة ولم يخف ولم يهللبتلبية * ولم ينسك ولم يطف

كوتب من الكوفة ، وقد سار إلى مكة : يجنح إلى النفر الحائف ، ويحتج بما أتاه من الصحائف . فقال له ابن عمر : أستودعك الله منقتيل ( 1 ) . فقضى أن غيل منه ليث غيل . / [ 73 ] هي فرقة من صاحب لك ماجد * فغدا إذابة كل دمع جامد ( 2 ) فصل قدم مسلمبن عقيل ( 3 ) ، فأسلم لعبيد الله بن زياد ( 4 ) ، والدنيا إلا على الدناءة صعبة الانقياد : تفانى الرجال على حبها * وما يحصلونعلى طائل ( 5 ) / [ 74 ] جئ به يقاد إليه ، وقد خذلته الشيعة الملتفة عليه ، بعد ما أبلى في القتال عذرا ، وارتجز لا يستشعر ذعرا

أقسمت أن أقتل إلا حرا * أخاف أن أكذب أو أغرا ( 1 ) فغر كما خاف وكذب ، ثم جر إلى مصرعه وسحب : ماكل ما يتمنى المرءيدركه * تجري الرياح بما لا يشتهي السفن ( 2 ) / وثنى بابن عروة هانئ ، وما لشأنيهما الكريمين من شانئ . فعفرت لمته ، وأخفرتذمته ، وهو الذي رجح إجارته ، فهنيئا له ما أربح تجارته ( 3 ) . إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل

تري جسدا قد غير الموت لونه * ونضح دم قد سال كل مسيل ( 1 ) / [ 76 ] فصل وكان سرحون ( 2 ) أشار على يزيد بتقديم عبيدالله ، وهو إذ ذاك عنه شاحط ، وعليه فيما ذكر ساخط . فكتب إليه برضاه ، وجمع له أدني العراق وأقصاه ( 3 ) . فأعفي الركائب منمهلها ، { ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها } ( 4 ) . لا يمر بمجلس من مجالس القوم مسلما - وقد قدم البصرة متلثما - إلا قالوا: وعليك السلام / يا ابن بنت رسول الله ( 5 ) . يحسبون أنه الحسين ، [ 77 ] وهيهات لا يشبه الشبه اللجين ( 6 ) . عاشت سمية ماعاشت وما علمت * أن ابنها من قريش في الجماهير (

وقبل قتل مسلم ، حرص على ملمح بخبره معلم فأسر إلى [ 78 ] ابن سعد بن أبي وقاص ( 1 ) مقدم الحسين في الخيول القلاص ،رجاء أن يرجع أدراجه ، ويدفع إلى موقفه استدراجه . فباح لعبيد الله بذلك ، وارتاح لإشعاره بما هنالك ، وقد أمره بالكتمان ، وحذرهخون الائمتان . فمن أجلها أخرجه لقتاله ، وجهزه في أربعة آلاف من رجاله . تناسى الناس ما عدا ، وليا ما عدا { وقليل ما هم } ( 2 ) . [ 79 ] عدوك من صديقك مستفاد / * فلا تستكثرن من الصحاب فإن الداء أكثر ما تراه * يكون من الطعام أو الشراب ( 3 ) ثمكن بالقرابة شديد الاسترابة ، فالمدخر الشفيق لا الشقيق ، والمعتبر الوداد لا الولاد : [ 80 ] وإن القريب من يقرب نفسه / * لعمرأبيك الخير لا من تنسبا هذا ابن الرسول قتله ابن خاله ( 4 ) ، وحال في حفظ العهد عن حاله

فلله أرحام هناك تشقق * ( 1 ) خلافا لمن توجع واسترجع ، وكان قد حبس به وجعجع ( 2 ) ، فانقلب إليه صائرا ، حتى قتل معهصابرا ، هو الحر ( 3 ) كما / [ 81 ] سمته أمه فلله أبوه . لقد يسر لليسرى ، وكان بذلك دون الأحرار أحرى . بالأمس كان يقودمحاربا ألفا ، واليوم يعود مسالما ألفا : إذا أنت أعطيت السعادة لم تبل * وإن نظرت شزرا إليك القبائل ( 4 ) وافى ( 5 ) السبط فيخيل عريت نواصيها من الخير ، / وذؤبان [ 82 ] عربان كأن أسنتهم المقابيس والرايات أجنحة الطير ( 6 ) . وقد لجأ إلى ذي حسم( 7 ) متحصنا ، وضرب هناك أخبيته متبينا . فما عجل

بمحاربة ، ولا بعد عن مقاربة . وابن زياد قد أمده بفريقه ، وأعده لإشراقه بريقه ، وقال لشيطانه : قم إليه فاحبس به الركب أو جعجع () . إلى أن هب من نومه ، وعاد باللائمة على قومه ، [ 83 ] داعيا / لأمهم بالهبل والعبر ( 2 ) . وقال : أدعوتموه حتى إذا أتاكمأسلمتوه ( 3 ) . { إنها لإحدى الكبر } ( 4 ) . وهو من تلك الآلاف ( 5 ) والمئين ، أوتي وحده اليقين ، وأحرز عاقبة المتقين . ما أكثرالشجر ، وليس كلها بثمر . باء عمر بن سعد بالخسر العميم ، وآب الحر بن يزيد ( 6 ) بالفوز العظيم { فريق في الجنة وفريق فيالسعير } ( 7 ) . [ 84 ] غني بخضم ( 8 ) / هذه الدار ، فشد ما فني بسيف المختار ( 9 ) { وما الحياة الدنيا إلا متاح الغرور } (10

فصل هم الحسين بالانصراف لما أتاه قتل مسلم بشراف ( 1 ) . وليت ذلك حم ، فلم تغم الواقعة وتعم . لكن أبى إخوته أن يصيبوابثأرهم ، فما وسعه غير إيثارهم واقتفاء آثارهم { ليقضي الله أمرا كان مفعولا } ( 2 ) . ثم نزل / كربلاء ، راجزا : منها الكرب والبلاء () ، فصدق [ 85 ] ذلك ما آلت إليه الحال ، وأن عليه من الدنيا الترحال : وإذا أتاك من الأمور مقدور * ففررت منه فنحوه تتوجه ( 4 ) هنالك دفع إلى الأحداث تلتقمه ملء فيها ، ومنع من الثلاث التي خيرهم فيها ( 5 ) : وسائل لا تجدي لديهم كأنها * مسائل من علمعلى جاهل تلقى / [ 86

فقام لتوديع الحياة يريغه ، وعام إلى ورد الردى يستسيغه : * نحاول ملكا أو نموت فنعذرا * ( 1 ) يا عجبا ، لم يكن مذ قيده الأمل ،حتى طلع في جياده الأجل : ما كان أقصر وقتا كان بينهما * [ 87 ] كأنه الوقت بين الورد والغرب / جلى عن الماء كأنه كبد السماء () ، فعب في الغروب الدلق ( 3 ) والأسنة الزرق : * ليس الكريم على القنا بمحرم * ( 4 ) فصل وكم رجا ابن مرجانة ( 5 ) ، أنيجرعه المهانة : * وتلك التي تستك منها المسامع * ( 6

قال ابن الطاهرتين ( 1 ) : أأنزل على حكم ابن الزانية ( 2 ) ؟ متى سلفت / أولى فتخلف بثانية ! [ 88 ] في مسلم وهانئ زاجر ،فأنى يؤمن برا فاجر ! أي عبد آل صخر ، [ أبي ] سيد ولد آدم ولا فخر ( 3 ) . أمني تروم الدنية ، لأني أهاب المنية ! ؟ . أكر علىالكتيبة لا أبالي * أحتفي كان فيها أم سواها ( 4 ) \ [ 89 ] جاء عنه ( 5 ) أنه خطب في ذلك الخطب الجليل ، وزهد في عيشكالمرعى الوبيل ، وقال : لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ( 6 ) : سأغسل عني العار بالسيف جالبا * علي قضاء الله ما كان جالبا ( 7 ) ليرغب المؤمن في لقاء الله يحمد معاده / ، فإني لا أرى [ 90 ] الموت إلا سعادة ( 8 ) { وعجلت إليك ربي لترضى } ( 9

وهون قدر الدنيا وصروفها وبين إقبال منكرها وإدبار معروفها . ونادى فأسمع ، وقد عزم طلاقها وأزمع . " ألا ترون الحق لا يعمل [ 91 ] به ، والباطل لا يتناهى عنه " ( 1 ) / . إلى ديان يوم الدين نمضي * وعند الله تجتمع الخصوم ( 2 ) فصل أحب السبط - لماأعضل الداء ، وكثر أولياءه الأعداء - أن يجلو الخفية والخبية ، ويبلو ما عند فئة غيها بلية . والكريم لا يوالس [ 92 ] ولا يدالس ( 3 ). / فجمعهم وهم أزيد من سبعين رجالة وفوارس . ثم أذن لهم في الانطلاق ، وقد عدم التنفيس في الخناق . وقال : لبني عقيل ،حسبكم لمسلم تحملا ، وهذا الليل قد غشيكم ، فاتخذوه جملا ( 4 ) . [ 93 ] فأبوا إلا نيل المرام ، أو موت الكرام ، ورأوا / أن العيشبعده عين الحرام . إذا ما أعضل الأمر دفعنا الشر بالشر * وما للحر منجاة كمثل السيف والصبر

كان من جوابهم إذ رخص في ذهابهم : لم نفعل ذلك لنبقى بعدك ! لا والله حتى نرد وردك ( 1 ) : / [ 94 ] إن كان بعدكم في الموت () لي أرب * فلا قضيت إذا من حبكم أربا بوركوا أشرافا ، ونصعوا أوصافا : أحيوا فرادى ولكنهم * على صحبة لبين ماتوا جميعاعصبوا بأمره أمورهم ، وبذلوا دون نحره / نحورهم . مستحلين [ 95 ] من الحمام ، ومستوفين على غاية الكمال والتمام ( 3 ) : عينيإبكي بعبرة وعويل * واندبي إذ ندبت آل الرسول ستة كلهم لصلب علي * قد أصيبوا وخمسة لعقيل ( 4 ) / [ 96 ] فصل عاشرالمحرم ( 5 ) أبيحت الحرمات ، وأفيضت على النور

الظلمات . فتفاقم الحادث ، وحمل على الطيبين الأخابث . وضرب السبط على عاتقه ويسراه ، وما أجرأ من أسال دمه [ 97 ] وأجراه( 1 ) ! ثم قتل بعقب [ ذلك ] ذبحا ( 2 ) ، يبكى حتى / العاديات ضبحا . أجزاء حائلة ( 3 ) الحلى ، وأشلاء كرمن على البلى . ومالالغواة على المتاع والثياب ، ونازعوا النساء ما عليهن في النهاب . إلى خدود خدوها ، وقدود قدوها ، ومحارم استحلوها وانتهكوها ،وأكارم أبقوا جثثهم وتركوها : * جزرا لخامعة ونسر قشعم * ( 4 ) / فيا لله من أيد عادية ، وأنفس مصادية . فصلت بالخسران خزايا، وحملت كرائم أظعان سبايا : فما في حريم بعدها من تحرج * ولا هتك ستر بعدها بمحرم [ 99 ] باب الندبة هنا يحسن ، / فدع مايسر لما يحزن

أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب ( 1 ) ما لقي في عاشوراء رداه ، إلا والعشر مما يعد صداه . حموه المناهلالعذاب ، وأباحوه المناصل العضاب ( 2 ) . يا لك من نظام نثر العصاة / الموارد ( 3 ) : [ 100 ] وظام يريغ الماء قد حيل دونه * سقوهذبابات الدقاق البوارد أعجبهم أن يتخبط عليلا ، قبل أن يتشحط قتيلا { إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا } ( 4 ) . أتنتهب الأيام أفلاذ أحمد * وأفلاذ من عاداهم تتعدد ( 5 ) ويضحى ( 6 ) ويظمأ أحمد وبناته * وبنت زياد وردها لا يصرد ( 7 ) أفيدينه في أمنه في بلاده * تضيق عليهم فسحة تتورد

وما الدين إلا دين جدهم الذي به * [ 101 ] أصدروا في العالمين وأوردوا / فصل ومن نادر الاتفاق ، السائر في الآفاق ، أن قتل يومعاشوراء ابن زياد ، وهي من خارقات الاعتياد ( 1 ) . أوجده ابن الأشتر ( 2 ) فقده ، حين ضربه في المعترك فقده . ثم أحرق جثتهالخبيثة وأذهب عبيته ( 3 ) القديمة والحديثة . واتفاق آخر - في ذلك المقام الأهول ، لا يتأخر في الغرابة عن [ 102 ] رتبة الأول - هوأن دخل برأسه على ابن الحسين ( 4 ) / وهو يتغدى ، في أخذه بما كان يحيف ويتعدى . فلما رآه قال : سبحان الله ! ما اغتر بالدنياإلا من ليس في عنقه نعمة ! لقد أدخل رأس أبي عبد الله ( 5 ) على ابن زياد وهو يتغدى أليس عجيبا ؟ إن ذا لعجيب

هذا إلى وقعه جبانة السبيع ( 1 ) وأشباه لها آحاد وجميع ، وما كان الدم الطاهر ليذهب ويضيع . وكفى بفعل / عبد الصمد بن [ 103 ] علي وقوله ، في سطوه بالأموية عند انقراضها وصوله : ولقد شفا نفسي وأبرأ سقمها * أخذي بثأري من بني مروان ومن آلحرب ليت شيخي شاهد * سفكي دماء بني أبي سفيان ( 2 ) فصل وهب الرجال تجز رؤوسهم وتبيد نفوسهم / [ 104 ] بنات زيادفي القصور مصانة * وبنت رسول الله في الفلوات ( 3 ) لا ينقضي العجب [ من يزيد ، يعير ] ( 4 ) عبيد الله حملهن على الأقتابمسافرات ، ويقعد هو وبطانته لرؤيتهن سافرات ، بعد

بعث بالرأس للبعيد والقريب ، وعبث في قرع الأسنان بالقضيب [ 105 ] { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم } ( 1 ) : / ومقبلكان النبي * يلثمه يشفي غرامه قرع ابن هند بالقضيب * عذابه ( 2 ) فرط استضامه وشاد بنغمته عليه * وصب بالفضلات جامهليضرسن يد الندامة * حين ( 3 ) لا تغني الندامة ( 4 ) ومع قعوده لما اعتقده فتحا ، وعرضهن في الهيئات المتناهيات [ 106 ] قبحا، فقد دمعت عيناه الجمود ، وأقر بحقهن وهو الجحود / . ولولا النعمان بن بشير ، ما جعل أحد ( 5 ) بحفظهن يشير . ذكره ( 6 )العزم الشرعي على أبيه ، أن ينحل مثل ما نحله بنيه ( 7 ) . فأجرى

حكم الأصل في الفروع الكرام ، واستزاد يزيد لهم ( 1 ) من الرعي والاحترام ( 2 ) . فإلى ذلك المقام أصغى ، وإلى تصويبالاستئصال / ألغى . ما سر بما وقع . حتى سبئ وما نفع { كذلك [ 107 ] يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم } ( 3 ) . فصل تمثل () يزيد ورأس الحسين بين يديه ، وقد أطال النظر لو ازدجر واعتبر لديه . نفلق هاما من رجال أعزة / [ 108 ] * علينا وهم كانواأعق وأظلما ( 5 ) وقال : لعن الله ابن سمية ( 6 ) ، لو كانت بينه وبينه رحم ما فعل هذا { كلا إنها كلمة هو قائلها ، ومن ورائهم برزخإلى يوم يبعثون . فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يؤمئذ ولا يتساءلون 

أكثر به في الآفاق المدار ، فأظهر مروان إليه البدار يرتجز ما [ 109 ] يغيظ / الإيمان ، ويقول : كأني أنظر إلى يوم عثمان ( 1 ) . لوذكر حبس الحكم بالطائف ( 2 ) ، ما شمت لقتل الحسين بالطف ، [ و ] لم تخنقه في مصيبته عبرة فمات خنقا وفي ذلك عبرة ( 3 ) :أيها العاذل الذي * بعذابي توكلا عش صحيحا مسلما * [ 110 ] لا تعير فتبتلي ( 4 ) / تناولته الأيمان وتناقلته الركبان ، تسير به بلتسيل ، فجثمان حيث الفرات وجمجمة حيث النيل ( 5 ) : يا بعد مصرع ( 6 ) جثة من رأسها * رأس بمصر وجثة بالرخج ( 7

فصل أهان منه عبيد الله الدعي ، ما أكرم عبيد الله الشيعي ( 1 ) . فأعجب لهذين / الاسمين كيف تفاوتا في النزول والسمو ، وكأنما[ 111 ] تفاوضا في التسمي بالولي والعدو . فأقدمهما أراق دمه بحربته ( 2 ) ، وأحدثهما نصر من زعمه ( 3 ) في الكون من ذريته . ولما صار ملك مصر لأبنائه ، جعلوا له مصنعا ( 4 ) تأنقوا في بنائه . فجاء للروضة نظيرا ، / وبما أشرب من ماء الذهب نضيرا . [ 112 ] يقيد الأبصار جمالا ، ويدله الأفكار جلالا . قد أودع من الرخام الغريب ما أودع ، وكلما أعيد في ترصيعه وأبدى أبدع . وهنالكمسجد ألبست المرمر حيطانه ، وفيه حجر يصف الأشخاص لمعانه . داخله يبادر استلامه / قبل أن يقضي سلامه ، [ 113 ] ويرسلدموعه بعدما يصل خشوعه ، وقد علقوا عليه ستور الديباج ، وأنفوا لمصابيحه أن تشرج في الزجاج . فهي من الفضة البيضاء كماصفت أمواه الأضاء ( 5 ) . تقديسا لتلك الهامة ، لا عدمت صوب الغمامة ( 6 ) .

114 ] وقبلها بنى أبوهم المهدية ( 1 ) بالمغرب ، / وصارم صريمته غير نابي المضرب . صادعا بكلمته الخالدة في العوالم ، [ اليوم ] أمنت على الفواطم . فقيل في تلك البنية ما أومأ للميتة الحسينية ( 2 ) : خطت بأرجاء المغرب دار * دانت لها الأمصار والأقطار [ 115 ] لاذت ببرد الماء لما أيقنت / * أن القلوب على الحسين حرار ( 3 ) فصل أية فتنة عمياء وداهية دهياء ؟ لا تقوم بها النوادب ولاتبلغ معشارها النوائب ! طاشت لها النهى وطارت ، وأفلت ( 4 ) شهب الدجا وغارت . لولاها ما دخل ذل على العرب ، ولا ألف صيد [ 116 ] الصقر / بالخرب ( 5 ) ، وقصف ( 6 ) النبع بالغرب . فانظر إلى ذوي

الاستبصار خضع الرقاب نواكس الأبصار : وإن قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقاب المسلمين فذلت ( 1 ) فاستكانت بنته ( 2 )سكينة حتى أسمعت القوم ما تجاوز التثريب واللوم - إذ خرجوا / لتوديعها ورغبوا في تشييعها ومصعب بن [ 117 ] الزبير بعلها ، قدخذلته الكوفة وأهلها - " أيتمتموني صغيرة وأرملتموني كبيرة " ( 3 ) . ويلك يا قاتل الحسين لقد * فئت بحمل ينوء بالحامل أي حباءحبوت أحمد في / [ 118 ] * حفرته من حرارة الثاكل تعال غدا واطلب شفاعته * وانهض فرد حوضه مع الناهل ما الشك عندي فيحال قاتله * لكنني أشك في الخاذل ( 4

فصل [ 119 ] ما عذر الأموية وأبنائها \ في قتل العلوية وإفنائها ؟ { أهم يقسمون رحمة ربك } ( 1 ) ! دليل في غاية الوضوح ، علىأنهم كسفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ( 2 ) . ثم يحبسهم ( 3 ) آل الطليق ( 4 ) ويطردهم آل الطريد ( 5 ) { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز [ 120 ] الحميد } ( 6 ) / . نساؤهم أيامى أمية ، وسماؤهم أرض بني سمية . من عصبةأضاعت دماء محمد وبنيه بين يزيدها وزيادها . كان الحسين يقطع الليل تسبيحا وقرآنا ( 7 ) ، ويزيد يتلف العمر تبريحا وعدوانا . [ 121 ] * عمرك الله كيف يلتقيان ! * (

افتتح بكربلاء أمره ( 1 ) ، وختمه بعد ذلك بالحرة ( 2 ) { إن هذا لهو البلاء المبين } ( 3 ) . فقل في أيام تصحيفها : لها مالئ ( 4 ) ،طاغية هواه له ممالئ ( 5 ) . أنهب المدينة ثلاثا ، وقتل أهله ( 6 ) كهولا وأحداثا ، وما لبث أن قتله الجدري ، وأدبره ورأيه الدبري ( 7 ) . ثم انكفأ ابنه عاجلا وانقلب ، وصار / الملك بعد أبي ليلى [ 122 ] لمن غلب (

قرضهم التسلط في السلطان ، واعتصر ما وهب لهم العصران : ثم صاروا كأنهم ورق جف * فألوت به الصبا والدبور ( 1 ) فصل عبدالملك ( 2 ) كان أحزم من يزيد ، وأعلم بالسبيل إلى ما [ 123 ] يريد . كتب إلى / حجاجة ( 3 ) - وقد أشفق من لجاجه - أن يجنبهدماء أهل البيت ويحترمهم ، ولا يتقبل فيهم صنع آل حرب فيخترمهم ( 4 ) ، جاعلا سبب هلكهم سلب ملكهم . وأما بنوه فأطاعوهبغيهم وتعديهم ، وبسطوا لآل السبطين [ 124 ] ألسنتهم بالسوء وأيديهم . فافترسهم / من عنابس بني العباس كل معروف الصولوالباس ( 5 ) . قطع دابرهم ، وأخلى أسرتهم ومنابرهم { هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا } ( 6 ) . أولم مروان الجعدي ، [ و ] استدعى أشراف قريش ، فدخل [ 125 [ آكله ] عبد الله بن علي ليأكل ، فوقعت عينه عليه ، وهو / يجيد خضم ما بين يديه فقال :إن هذا الفتى لتلقامة ( 7 ) ، فعلى يديه

كانت تلك الانتقامة . رب كلمة وافقت قدرا . خافه على من بعده ، وسأله في حفظهم وعده . فقال : الحق لنا في دمك ، وعلينا في حرمكوهكذا فعل ، بعد أن قتل من قتل ، وأطال / في دمائهم العلل والنهل ( 1 ) : [ 126 ] كالحوت لا يرويه شئ يلقمه * يصبح ظمآنوفي الماء فمه ( 2 ) فصل من سافرت في الملكوت أفكاره ، أسفرت له عن كننها أسراره . سبق في الأزل ، أن ينزل بآل علي ما نزل . [ ومذ آمن ] ( 3 ) الفاروق [ أمن ] ( 3 ) الفرق ، وهجع ملء جفونه / الساهد الأرق . أيد [ 127 ] به الإسلام ، وأجيبت فيه دعوة النبيالسلام ( 4 ) . فلم يكن يقرضه إلا قرضا حسنا ، ولا يدع حسينا يهدر دمه ولا حسنا . " إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر " ( 5 ) . أصهر إلى أبيهما ، وأظهر مكنون حبه فيهما . / فأملك على [ 128 ] مكانها من الصغر أم كلثوم ( 6 ) ، وذرأ من ذريته المصلحة منفرق

شمل الفريق المأثوم . ففي حياته نصرت الرايات ، وأحرزت الغايات ، وفتح الأقصى والأدنى ، ومنح الإيمان أفضل ما تمنى . [ 129 ] وبعد مماته / خرج من ضئضئه ( 1 ) من دان لضوئه القمران ، وبان أنه وأباه لا اشتراك فيهما ولا اشتباه العمران ( 2 ) . فشرعفي شد الشريعة ، وأسرع لسد الذريعة . وجعل يرتاع من المظالم ، ويرتاح لإحياء المعالم ( 3 ) . وعندها أذن في الإملاك لمحمد بن [ 130 ] علي ( 4 ) أبي الأملاك ( 5 ) . / وكان من قبله يمنعون أصهار بني العباس لبني الحارث ، ويتحدثون أن في ذلك إحلالالحادث ( 6 ) . يدبر ابن آدم والقضاء يضحك . فقضي أن قيض من صحيحهم من كان السبب في تمزيق [ 131 ] أديمهم وتكدرنعيمهم . إذا أراد الله أمرا اتفقت أسبابه

كانوا قد اغتروا بالأحلام ، واعتدوا في الأحكام ، فأبوهم ( 1 ) [ أمرهم ] الرحمة لأولي الأرحام والكف ، وحذرهم لما أنذرهم يوما كيومالطف . فأظهروا التقيد للأمر ، وأضمروا إلحاق زيد بعمرو . وخوفهم التلف ، وقال : { عفا الله عما سلف } ( 2 ) . فأمسكوا ( 3 ) / برهة عنهم ، ثم عادوا ( 4 ) ينتقم الله منهم { والله عزيز [ 132 ] ذو انتقام } ( 5 ) . فصل لولا عمر بن عبد العزيز ، حل الدين بالمكانالحريز . قام بتجديده على رأس المائة ( 6 ) ، ورام بتسديده فئة تلك الفئة . عريق في الطاب الطاب ، بين أبي العاص وآل / الخطاب () . تنهى [ 133 ] الصالحات إليه ، وتبدو المشابهة الكريمة عليه . عز بجده يوم أسلم أهل الدار ، وأخذ هو لأهل البيت بالثأر . كانت له عليه

ولادة ، فصيغت لجيده تلك القلادة : لم يؤثروه بها إذ قدموا لها * [ 134 ] لكن لأنفسهم ما كانت / الأثر ( 1 ) ما بالى إسخاط القبيلفي القبول مع إرضاء عترة آل الرسول . وهبه كأن لم يعلم بالمال ، ولا تعمد حصاد الآل : * غلط الطبيب إصابة المقدار * ( 2 ) لو خيرأبوه الأكبر ( 3 ) في إسلام أبي طالب والخطاب ، لاختار أحبهما إلى النبوة . شنشنة أعرفها من أخزم ( 4 ) : [ 135 ] * ومن / يشابه أباه فما ظلم * ( 5 ) فصل يجمع الناس على أن عمر أحيا الإيمان ، وأنا أخالف إلى كون

ذلك من سليمان ( 1 ) ، سلفت له غير حريمة ، كفرها بفعلته الكريمة { خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا } ( 2 ) . خامر عبد الملك أعظمالاضطراب ، / إذ رأى كأنه يبول أربع [ 136 ] مرات في المحراب . فدرأ ابن المسيب ( 3 ) من رعبه ، وقال في تأويلها : يملك أربعةلصلبه . فولى سليمان بعد الوليد ، وملك هشام إثر يزيد . لكن أبا حفص قلدها أبو أيوب ( 4 ) ، فكأنما ناجته وناجاها الغيوب ، ثمأدركت / الأخوة النخوة ، ونافسوه الحظوة الحلوة . [ 137 ] فنودي بلسان الحال : يا يزيد تريد وأنا أريد ، ولا يكون إلا ما أريد . دعأشجها ( 5 ) يقيم جهادها وحجها ، ويقوم متأودها ومعوجها . أما أنت ( 6 ) فتغني صبابة ، وتعنى بحب حبابة ( 7 ) . لا تدفن

138 ] جيفة ، ولا تبطن خيفة . " خل الطريق / لمن يبنى المنار به " ( 1 ) . وعلى قدم نجلك ومستفرغ سجلك يبين الاعتراض ويحينالانقراض { فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم } ( 2 ) . فصل إنما حرم بنو علي الدنيا وإن تبؤوا الذروة العليا ، لأن أباهم [ 139 ] طلقها ثلاثا لا رجعة فيها ( 3 ) . وزوج الأب على الأبن حرا م . / أما هي أخون من مومس ! وهو يقول : ما لي ولأجور ( 4 ) المومسات: تصاريفها ألوان وتباريجها بكر وعوان ( 5 ) . { والآخرة خير وأبقى } ( 6 ) . " لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقىالكافر منها جرعة ماء " ( 7 ) . أغرقت في اللوم ، وهانت على ذوي [ 140 ] الحلوم ، فلا حظ لديها للكرماء ، ولا حض عليها للحكماء: / فأف لدنيا لا يدوم نعيمها * تقلب تارات بنا وتصرف ( 8 ) قل ما أنس واليها ، وطال ما دنس مواليها . فالنجاة منها حقا ،

والنجاء عنها بعدا لها وسحقا . { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } ( 1 ) . فصل / [ 141 ] { يا حسرتاعلى ما فرطت في جنب الله } ( 2 ) ! قريب ينادي : تذكرت يوم الشعب من آل هاشم * وما يومنا من آل حرب بواحد لئن رقد النصارعما أصابنا * فما الله عما نيل منا براقد ومتقرب يشد نعم الشادي : / [ 142 ] مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها كعهدنا يومحلت وكانوا رجاء ثم أضحوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت ( 3 ) وأنا قد ران على قلبي ما أكسب ، فلا أنمي بقربة ولا أنتسب :" جللا كما بي فليك التبريح " ( 4 ) وبما شجاني ينبغي [ 143 ] التصريح

أشهدك اللهم في رزء الشهيد ، [ و ] إني أهب التهويم للتسهيد ثم لا أبرح ذا غليل برح ، وأليل يجل عن شرح . مضطرب البال ،مضطرم البلبال . لا أعقب علاقة الأشجان سلوانا ، ولا أرتقب [ 144 ] لراحة / الجنان وديم الأجفان أوانا : بين يوم ألاقيه عريضالمناكب * " وليل أقاسيه بطئ الكواكب " ( 1 ) وهذا التأمين عما في الضمير يبين . ورب لسان أشفى من سنان . ومقول أمضى منمفصل . إلى علمك المحيط أكل صفاءه ، وعلى فضلك البسيط أقف رجاءه . فأكرمه اللهم بقبولك ، [ 145 ] ولا تحرمه شفاعة رسولك . / واجعله لي بين يديك حجة لا تدحض ، وحسنة لديك تمحو سيئاتي وترحض ( 2 ) . حتى أنعم في دار القرار ، بمجاورة الأبرار ، ولاأندم يوم السؤال على الإعلان والإسرار . إنك ذو الصفح الجميل ، والمنح الجزيل . ويا من [ 146 ] أدخر ندبته للمئاب ، وأفتخربالوجد فيه والاكتئاب : / سلام وريحان وروح ورحمة * عليك وممدود من الظل سجسج ويا أسفا ألا ترد تحية * سوى أرج من طيبرمسك يأرج ( 3

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التذكرة

مطريات