الأرتقيات

 الألف 



أَبَتِ الوِصـالَ مَخافَـةَ الرُقَبـاءِ = وَأَتَتكَ تَحـتَ مَـدارِعِ الظُلَمـاءِ
أَصَفَتكَ مِن بَعدِ الصُـدودِ مَـوَدَّةً = وَكَذا الدَواءُ يَكـونُ بَعـدَ الـداءِ
أَحيَت بِزَورَتِها النُفوسَ وَطالَمـا = ضَنَّت بِها فَقَضَت عَلى الأَحيـاءِ
أَنـتَ بِلَيـلٍ وَالنُجـومِ كَأَنَّـهـا = دُرَرٌ بِباطِـنِ خَيمَـةٍ زَرقــاءِ
أَمسَت تُعاطينـي المُـدامَ وَبَينَنـا = عَتبٌ غَنيتُ بِهِ عَـنِ الصَهبـاءِ
أَبكي وَأَشكو مـا لَقيـتُ فَتَلتَهـي = عَـن دُرِّ أَلفاظـي بَـدُرِّ بُكـاءِ
آبَت إِلى جَسَدي لِتَنظُرَ ما اِنتَهَت = مِن بَعدِهـا فيـهِ يَـدُ البُرَحـاءِ
أَلفَت بِهِ وَقعَ الصَفـاحِ فَراعَهـا = جَزَعاً ما نَظَرَت جَراحَ حَشائـي
أَمُصيبَـةً مِنّـا بِنَبـلِ لِحاظِهـا = مـا أَخطَأَتـهُ أَسِنَّـةُ الأَعــداءِ
أَعَجِبتِ مِمّا قَد رَأَيتِ وَفي الحَشا = أَضعافُ ما عايَنتِ في الأَعضاءِ
أُمسي وَلَستُ بِسالِمٍ مِـن طَعنَـةٍ = نَجـلاءَ أَو مِـن مُقلَـةٍ كَحـلاءِ
إِنَّ الصَـوارِمَ وَاللِحـاظَ تَعاهَـدا = أَن لا أَزالَ مُـزَمَّـلاً بِدِمـائـي
أَجَنَت عَليَّ بِما رَأَيـتِ مَعاشِـرٌ = نَظَـروا إِلَـيَّ بِمُقلَـةٍ عَمـيـاءِ
أَكسَبتُهُم مالي فَمُذ طَلَبـوا دَمـي = لَـم أَشكُهُـم إِلّا إِلـى البَـيـداءِ
أَبعَدتُ عَن أَرضِ العِراقِ رَكائِبي = مُتَنَـقِّـلاً كَتَنَـقُّـلِ الأَفـيــاءِ
أَرجو بِقَطعِ البيدِ قَطعَ مَطامِعـي = وَأَرومُ بِالمَنصورِ نَصـرَ لِوائـي
أَدرَكتُـهُ فَجَعَلـتُ أَلثَـمُ فَرحَـةً = بِوُصولِهِ أَخفافَ نـوقِ رَجائـي
أَضحى يُهَنّيني الزَمـانُ بِقَصـدِهِ = وَيُشيـرُ كَـفُّ العِـزِّ بِالإِيمـاءِ
أَومَت إِلَيَّ مُشيـرَةً أَن لا تَخَـف = وَابشِر فَإِنَّكَ فـي ذُرى العَليـاءِ
أَبِمارِدَينَ تَخـافُ خَطفَـةَ مـارِدٍ = وَشِهابُها فـي القَلعَـةِ الشَهبـاءِ
أُلهيتُ عَن قَومـي بِمَلِـكٍ عِنـدَهُ = تَنسى البَنـونَ فَضائِـلَ الآبـاءِ
إِنّي تَرَكتُ الناسَ حيـنَ وَجَدتُـهُ = تَركَ التَيَمُّمِ فـي وُجـودِ المـاءِ
المُرتَقي فَلَكَ الفَخارِ إِذا اِغتَـدى = وَإِذا بَـدا فَالنـاسُ كَالحِـربـاءِ
أَفنى جُيوشَ عُداتِـهِ بِخَوافِـقِ ال = رايـاتِ بَـل بِسَـواكِـنِ الآراءِ
أَسيافُـهُ نِقَـمٌ عَلـى أَعـدائِـهِ = وَأَكَفُّـهُ نِعَـمٌ عَلـى الفُـقَـراءِ
إِن حَلَّ حَلَّ النَهبُ فـي أَركانِـهِ = أَو سارَ سارَ الخُلفُ في الأَعـداءِ
أُمُجَندِلَ الأَبطالِ بَل يـا مُنتَهـى = الآمالِ بَل يـا كَعبَـةَ الشُعَـراءِ
أَقبَلتُ نَحوَكَ في سَـوادِ مَطالِبـي = حَتّـى أَتَتنـي بِاليَـدِ البَيضـاءِ
أُرقي إِلى عَرشِ الرَجا رَبَّ النَدى = فَكَـأَنَّ يَومـي لَيلَـةُ الإِســراءِ
الباء

بَدَت لَنا الراحُ في تاجٍ مِنَ الحَبَـبِ = فَمَزَّقَـت حالَـةَ الظُلمـاءِ بِاللَهَـبِ
بِكـرٌ إِذا زُوَّجَـت بِالمـاءِ أَولَدَهـا = أَطفالَ دُرٍّ عَلى مَهـدٍ مِـنَ الذَهَـبِ
بَقِيَّـةٌ مِـن بَقايـا قَـومِ نـوحٍ إِذا = لاحَت جَلَت ظُلمَةَ الأَحزانِ وَالكُرَبِ
بَعيدَةُ العَهدِ بِالمِعصـارِ لَـو نَطَقَـت = لَحَدَّثَتنا بِمـا فـي سالِـفِ الحِقَـبِ
باكَرتُها بِرِفـاقٍ قَـد زَهَـت بِهِـمُ = قَبلَ السُلافِ سُـلافُ العِلـمِ وَالأَدَبِ
بِكُـلِّ مُتَّشِـحٍ بِالفَـضـلِ مُـتَّـزِرٍ = كَأَنَّ في لَفظِهِ ضَرباً مِـنَ الضَـرَبِ
بَل رُبَّ لَيلٍ غَدا في الآهِباتِ غَـدَت = تَنقَضُّ فيهِ كُؤوسٌ وَهـيَ كَالشُهُـبِ
بَذَلتُ عَقلي صَداقاً حيـنَ بِـتُّ بِـهِ = أُزوِّجُ اِبنَ سَحـابٍ بِاِبنَـةِ العِنَـبِ
التاء

تابَ الزَمانُ مِنَ الذُنـوبِ فَـواتِ = وَاِغنَم لَذيذَ العَيـشِ قَبـلَ فَـواتِ
تَمَّ السُرورُ بِنا فَقُم يـا صاحِبـي = نَستَدرِكِ الاضـي بِنَهـبِ الآتـي
تاقَت إِلى شُربِ المُـدامِ نُفوسُنـا = لا تَذهَبَـنَّ بَطـالَـةُ الأَوقــاتِ
تَوَّج بِكاساتِ الطَلى هـامَ الرُبـى = في رَوضَـةِ مَطلولَـةِ الزَهَـراتِ
تَغدو سُلافُ القَطـرِ دائِـرَةً بِهـا = وَالكَـأسُ دائِـرَةً بِكَـفِّ سُـقـاةِ
تَلفُ النُضارِ عَلى العُقارِ غَنيمَتـي = وَفَراغُ راحاتي عَلـى الراحـاتِ
تَركي لِأَكيـاسِ النُضـاءِ جَهالَـةً = مَن ذا أَحَقَّ بِهـا مِـنَ الكاسـاتِ
تَبَّت يَدا مَن تابَ عَن رَشفِ الطَلى = وَالكَـأسُ مُتَّقِـدٌ كَـخَـدِّ فَـتـاةِ
تِبرِيَّـةٌ لَـولا مُلازَمَتـي لَـهـا = أَصبَحتُ مَعصوماً مِـنَ الـزَلّاتِ
تابِع إِلى أَوقاتِهـا داعـي الصِبـا = وَاِعجَب لِما فيهـا مِـنَ الآيـاتِ
تَمِّم بِها نَقـصَ السُـرورِ فَإِنَّهـا = عِنـدَ الكِـرامِ تَميمَـةُ الـلَـذّاتِ
تِلكَ الخَمائِـلُ وَالرِيـاضُ كَأَنَّهـا = خَـدُّ الغُـلامِ مُنَـمَّـقٌ بِنَـبـاتِ
تَبدو وَقَد يَبـدو النَـدى بِمُتونِهـا = صَـدَأً فَتَلقَطُـهُ يَـدُ النَسَـمـاتِ
تَسري عَلى صَفَحاتِها ريحُ الصَبا = بِسَحائِـبٍ مُنهَـلَّـةِ العَـبَـراتِ
تَستَلُّ فيهـا لِلبُـروقِ صَوارِمـاً = كَصَوارِمِ المَنصورِ في الغـاراتِ
تَعِـبٌ لِتَحصيـلِ الثَنـاءِ مُجَـرِّدٌ = لِلمَجدِ عَزماً صـادِقَ اللَحَظـاتِ
تَبِعَ الهَوى قَومٌ فَكانَ هَـواهُ فـي = طَلَبِ العُلـى وَتَجَنُّـبِ الشَهَـواتِ
تَرَكَ الكَتائِبَ في السَباسِبِ شُـرَّداً = فَتَرى الزَمـانَ مُقَيَّـدَ الخُطَـواتِ
تَمَّـت مَحاسِنُـهُ بِحُسـنِ خَلاقِـهِ = وَسَنا فَـزادَ الحُسـنُ بِالحَسَنـاتِ
تاهَت بِـهِ الدُنيـا وَلـولا جـودُهُ = كانَ الأَنـامُ هَبـاً بِغَيـرِ هِبـاتِ
تَبكـي خَزائِنُـهُ عَلـى أَمـوالِـهِ = مِن حَرِّ قَلـبٍ دائِـمِ الحَسَـراتِ
تَتَبَسَّـمُ الأَيّـامُ عِـنـدَ بُكائِـهـا = فَكَأَنَّهُـنَّ بِهـا مِـنَ الشُـمّـاتِ
تَسمو بِهِمَّتِكَ اِبـنَ أُرتُـقَ هِمَّـةٌ = حَفَّـت بِأَلوِيَـةٍ مِـنَ العَزَمـاتِ
تُردي صُروفَ الدَهرِ وَهيَ سَواكِنٌ = إِنَّ السُكونَ لَهـا مِـنَ الحَرَكـاتِ
تاقَت إِلَيكَ قُلوبُ قـومٍ أَصبَحَـت = تُلقـي إِلَيـكَ مَعـارِقَ الفَلَـواتِ
تَرَكوا عَلى شاطي الفُراتِ دِيارَهُم = وَسَعوا إِلَيـكَ فَأَحدَقـوا بِفُـراتِ
يُهدي إِلَيكَ المادِحـونَ جَواهِـراً = مَنظـومَـةً كَقَـلائِـدِ اللَـبّـاتِ
تَحَلو صِفاتُكَ في القُلـوبِ كَأَنَّهـا = جاءَت لِمَعنىً عارِضٍ في الـذاتِ
تِه في الأَنامِ فَلا بَرِحـتَ مُؤَمَّـلاً = تَجلو الجُفـونَ وَتَمـلَأُ الجَفَنـاتِ
بِتنا بِكاساتِها صَرعـى وَمِضرَبُنـا = يُعيدُ أَرواحَنا مِـن مَبـدَإِ الطَـرَبِ
بَعـثٌ أَتانـا فَلَـم نَـدرِ لِفَرحَتِنـا = مِن نَفخَةِ الصورِ أَم مِن نَفحَةِ القَصَبِ
بِرَوضَةٍ طَـلَّ فيهـا الطَـلُّ أَدمُعَـهُ = وَالدَهرُ مُبتَسِمٌ عَـن ثَغـرِهِ الشَنِـبِ
بَكَت عَلَيـهِ أَساكيـبُ الحَيـا فَغَـدا = جَذلانَ يَرفُلُ فـي أَثوابِـهِ القُشُـبِ
بُسطٌ مِنَ الرَوضِ قَد حاكَت مَطارِفَها= يَدُ الرَبيـعِ وَجارَتهـا يَـدُ السُحُـبِ
باتَت تَجـودُ عَلَينـا بِالمِيـاهِ كَمـا = جادَت يَدُ المَلِكِ المَنصـورِ بِالذَهَـبِ
بَحرٌ تَدَفَّقَ بَحـرُ الجـودِ مِـن يَـدِهِ = فَأَصبَحَ المُلكُ يَزهو زَهـوَ مُعتَجِـبِ
بادٍ بِبَذلِ النَدى قَبلَ السُـؤالِ وَمَـن = في دَولَةِ التُركِ أَحيا ذِمَّـةَ العَـرَبِ
الثاء

ثِقَتـي بِغَيـرِ هَواكُـمُ لا تَحـدُثُ = وَيَـدي بِحَبـلِ وِصالِكُـم تَتَشَبَّـثُ
ثَبُتَت مَغارِسُ حُبِّكُم فـي خاطِـري = فَهُوَ القَديـمُ وَكُـلُّ حُـبٍّ مُحـدَثُ
ثَنَتِ العُهودُ أَعِنَّتـي عَـن غَيرِكُـم = فَعُقودُهـا مَنظـومَـةٌ لا تُنـكَـثُ
ثَلَجَت عَلى حِفـظِ الـوَدادِ قُلوبُنـا = وَلَظى الهَـوى بِضِيائِهـا يَتَـأَرَّثُ
ثَقُـلَ الهَـوى وَإِنِ اِستُلِـذَّ فَـإِنَّـهُ = داءٌ بِـهِ تَبلـى العِظـامُ وَتَشعَـثُ
ثَوبٌ خَلَعتُ العِـزَّ حيـنَ لَبِستُـهُ = إِذ كـانَ إِذ ذُلُّ الصَبابَـةِ يـورَثُ
ثَلبَ الوَرى عِرضي المَصونَ وَحَبَّذا = لَو صَحَّ ما قالَ العِـدى وَتَحَدَّثـوا
ثاروا بِنا فَطَفِقـتُ حيـنَ أَراهُـم = حَـذِراً أُذَكِّـرُ ذِكرَكُـم وَأُؤَنِّــثُ
ثَكِلَ الوَرى طَرفي المُسَهَّدَ فَاِبعَثـوا = طَيفَ الخَيـالِ إِلَـيَّ أَو لا تَبعَثـوا
ثَجَّ الهَـوى فَأَنـا الغَريـقُ بِلُجَّـهِ = لَكِنَّـنـي بِحِبالِـكُـم أَتَـشَـبَّـثُ
ثَلَمَ الهَـوى حَـدّي وَكُنـتُ مُهَنَّـداً = ماضي الغِـرارِ بِغِمـدِهِ لا يَمكُـثُ
ثُمَّ اِغتَدَت أَيدي اِبنِ أَرتَقَ قِصَّتـي = كُـلٌّ بِهـا بَيـنَ الأَنـامِ يُحَـدَّثُ
ثَبتُ الجَنانِ يَكـادُ يُبعَـثُ مُرسَـلاً = لَـو أَنَّ بَعـدَ مُحَمَّـدٍ مَـن يُبعَـثُ
ثَغـرُ الفَـلا مِـن نـورِهِ مُتَبَسِّـمٌ = وَفَـمُ الزَمـانِ بِفَضلِـهِ مُتَحَـدِّثُ
ثَخُنَت جِراحُ النُجلِ مِنـهُ وَبَعدَهـا = وافى وَوَجهُ الحورِ أَغبَـرُ أَشعَـثُ
ثُرِمَت ثُغـورُ المُلـكِ لَـولا أَنَّـهُ = يُنشي لَها العَدلَ العَميـمَ وَيُحـدِثُ
ثَهلانُ إِن عُـدَّ الحُلـومُ أَوِ النُهـى = بَحـرٌ إِذا عُـدَّ النَـدى وَالمَبحَـثُ
ثَمَنُ البِحارِ السَبـعِ جـودُ يَمينِـهِ = وَجَبيـنُـهُ لِلنَيِّـرَيـنِ يُـثَـلِّـثُ
ثاني عِنـانِ الحادِثـاتِ وَفـارِسٌ = أَمسى جَوادُ الدَهـرِ مِنـهُ يَلهَـثُ
ثَوَتِ الخُطوبُ مَخافَةً مِـن بَأسِـهِ = صَرعى وَذَلَّ بِها الزَمانُ الأَحنَـثُ
ثَمِـلٌ بِصَهبـاءِ السَمـاحِ فَهَـمَّـهُ = مـالٌ يُقَسَّـمُ أَو عُلـومٌ تُبـحَـثُ
ثَمَراتُ مَجـدٍ مَـدَّ نَحـوَ قِطافِهـا = كَفّـاً بِإِسـداءِ الصَنائِـعِ تَعـبَـثُ
ثَقَّفتَ زَيغَ المُلكِ يـا نَجـمَ الهُـدى = بِأَسِنَّـةٍ سَــمَّ المَنِـيَّـةِ تَنـفُـثُ
ثِب لِلعُلى وَاِستَخدِمِ الدَهـرَ الَّـذي = إِن تَـدعُـهُ لِمُلِـمَّـةٍ لا يَلـبَـثُ
ثُبنا إِلَيـكَ عَلـى هِجـانٍ ضُمَّـرٍ = شِبهِ القِسِيِّ إِلـى حِمـاكَ تُحَثَّـتُ
ثارَت بِنا تَطـوي القِفـارَ فَعِندَمـا = آنَستُ نارَكَ قُلتُ لِلرَكـبِ اُمكُثـوا
الجيم


جاءَت لِتَنظُرَ ما أَبقَت مِـنَ المُهَـجِ = فَعَطَّرَت سائِرَ الأَرجـاءِ بِـالأَرَجِ
جَلَت عَلينا مُحَيّـاً لَـو جَلَتـهُ لَنـا = في ظُلمَةِ اللَيلِ أَغنانا عَنِ السُـرجِ
جَميلَةُ الوَجهِ لَـو أَنَّ الجَمـالَ بِهـا = يولي الجَميلَ لَأَشجَت فَودَ كُلِّ شَـجِ
جورِيَّةُ الخَدِّ يُحمـى وَردُ وَجنَتِهـا = بِحارِسٍ مِن نِبالِ الغُنـجِ وَالدُعَـجِ
جـازَت إِسـاءَةَ أَفعالـي بِمَغفِـرَةٍ =فَكانَ غُفرانُها يُغني عَـنِ الحِجَـجِ
جارَت لِعِرفانِها أَنّي المَريضُ بِهـا = فَما عَلَيَّ إِذا أَذنَبـتُ مِـن حَـرَجِ
جَسَّت يَدي لِتَرى ما بي فَقُلتُ لَهـا = كُفّي فَذاكَ جَوىً لَـولاكِ لَـم يَهـجِ
جَفَوتِني فَرَأَيتُ الصَبرَ أَجمَـلَ بـي = وَالصَمتُ بِالحُبِّ أَولى بي مِنَ اللَهَجِ
جارَت لِحاظُكَ فينا غَيـرَ راحِمَـةٍ = وَلَذَّةُ الحُبِّ جَـورُ الناظِـرِ الغَنِـجِ
جوري فَلا فَرَجاً لي مِن عَذابِكَ لي = إِلّا يَدَ المَلِـكِ المَنصـورِ بِالفَـرَجِ
جَوادُ كَفٍّ تَروعُ الدَهـرَ سَطوَتُـهُ = فَلا تُصاحِبُ عُضواً غَيـرَ مُختَلِـجِ
جَدَّت لِما تَرتَضي العَليـاءُ هِمَّتُـهُ = فَالمُلكُ في رَقدَةٍ وَالحَربُ في رَهَـجِ
جَنَت عَلى مالِـهِ أَيـدي مَكارِمِـهِ = فَلا يَبيتُ بِطَـرفٍ غَيـرِ مُنزَعِـجِ
جُهدُ المَواهِـبِ أَن تَغنـى خَزائِنُـهُ =حَتّى كَأَنَّ بِها ضَرباً مِـنَ اللَجَـجِ
جَدَّت إِلَيهِ بَنـو الآمـالِ مُسرِعَـةً = فَأَكثَروا نَحـوَهُ بِالسَعـيِ وَالحِجَـجِ
جَونٌ إِذا شِمتَ بَرقَ السَيفِ مِن يَدِهِ = تَـراهُ مُنبَلِجـاً فـي كَـفِّ مُنبَلِـجِ
جَنى ثِمارَ المَعالي حيـنَ حاوَلَهـا = بِصارِمٍ ما خَلا في الحَربِ مِن هَرَجِ
حالَت قَناةُ المَنايـا فـي مَضارِبِـهِ = فَظَلَّ يُنقِصُ أَبكـاراً مِـنَ المُهَـجِ
جَزياً أَبا الفَتحِ غاياتِ الفَخارِ فَقَـد = أَمسَكتَ طُلّابَهُ فـي مَسلَـكٍ حَـرِجِ
جَلَلتَ حَتّى لَوَ اَنَّ الصُبحَ لُحتَ بِـهِ = وَقُلتَ قِف لا تَلُج في اللَيلِ لَم يَلُـجِ
جَرَّدتَ أَسيافَ نَصرٍ أَنتَ جَوهَرُها = في حالِكٍ مِن ظَلامِ النَقـعِ مُنتَسِـجِ
جَبَرتَ كَسرَ المَعالي يا اِبنَ بَجدَتِها = بِها وَقَوَّمتَ ما بِالدينِ مِـن عِـوَجِ
جِمارُ نارٍ وَلَكِـن مِـن عَوائِدِهـا = اِطفاءُ ما في صُدورِ القَومِ مِن وَهَجِ
جَوازِمٌ إِن أَرَدتَ البَطشَ كُـنَّ يَـداً = وَإِن رَقيتَ المَعالي كُـنَّ كَالـدَرَجِ
جَلَوتَ كَربَ الوَرى بِالمَكرُماتِ كَما = جَلَوتَ تِلكَ الرَدى بِالمَنظَـرِ البَهَـجِ
جَعَلتَ جَودَكَ دونَ الوَعدِ مُعتَرِضـاً = وَوَعدُ غَيرِكَ ضيقٌ غَيـرُ مُنفَـرِجِ
جِئناكَ يا مَلِـكَ الدُنيـا وَواحِدَهـا = نَـؤُمُّ بِالـدُرِّ نُهديـهِ إِلـى اللُجَـجِ
جُزنا البِلادَ وَلَم نَقصِد سِواكَ فَتـىً = مَن يَحظَ بِالدُرِّ يَستَغنِ عَنِ السَبَـجِ
جَمَعتَ فَضـلاً فَـلا فَرَّقتَـهُ أَبَـداً = أَنتَ الفَريدُ وَجُلَّ النـاسِ كَالهَمَـجِ
ثُمَّ اِقتَسَمنـا بِالسُـرورِ وَأُشرِكَـت = في طيبِ بُشرانـا النِيـاقُ الدُلَّـثُ
ثِقَةً بِأَنَّ يَـدَ الـرَدى إِن غـادَرَت = مَيتـاً فَعِنـدَكَ بِالمَكـارِمِ يُبـعَـثُ
ثَبُتَت وَلَـو حَلَفَـت بِأَنَّـكَ ناعِـشٌ = بِنَوالِكَ الأَرواحَ لَـم تَـكُ تَحنَـثُ
بَدرٌ أَضاءَ ثُغورَ المُلـكِ فَاِبتَسَمَـت = بِهِ فَكـانَ لِثَغـرِ المُلـكِ كَالشَنَـبِ
بَنى المَعالي وَأَفنـى المـالَ نائِلُـهُ = فَالمُلكُ في عُرُسٍ وَالمالُ في حَـرَبِ
بِبَأسِـهِ أَضحَـتِ الأَيّـامُ جازِعَـةً = فَلا تُصاحِبُ عُضواً غَيرَ مُضطَـرِبِ
بَأسٌ يُذَلَّكُ صَعـبُ الحادِثـاتِ بِـهِ = فَأَصبَحَ الدَهرُ يَشكـو شِـدَّةَ التَعَـبِ
بِهِ تَناسَيتُ ما لاقَيـتُ مِـن نَصَـبٍ = وَلَذَّةُ الشِبـعِ تُنسـي شِـدَّةَ السَغَـبِ
بادَرتُـهُ وَعُقـابُ الهَـمِّ يَطرُدُنـي = فَاليَومَ قَد عادَ كَالعَنقاءِ فـي الهَـرَبِ
بِكُم تَبَلَّـجَ وَجـهُ الحَـقِّ يـا مَلِكـاً = بِهِ تَشَـرَّفَ هـامُ المُلـكِ وَالرُتَـبِ
بَنَيـتَ لِلمَجـدِ أَبيـاتـاً مُشَـيَّـدَةً = وَلَم يُمَدُّ لَهـا لَـولاكَ مِـن طُنُـبِ
بَسَطتَ في الأَرضِ عَدلاً لَو لَهُ اِتَّبَعَت = نَوائِبُ الدَهرِ لَم تُعـذَر وَلَـم تَنُـبِ
بَلَّغتَ سَيفَكَ في هـامِ العَـدوِّ كَمـا = أَنشَيتَ سَيفَ العَطا في قِمَّةِ النَشَـبِ
باشِر غَرائِبَ أَشعاري فَقَـد بَـرَزَت = إِلَيكَ أَبكارُ أَفكـاري مِـنَ الحُجُـبِ
بَدائِعٌ مِن قَريـضٍ لَـو أَتيـتُ بِهـا = في غَيرِكُم كانَ مَنسوباً إِلى الكَـذِبِ
بَقيتَ ما دارَتِ الأَفـلاكُ فـي نِعَـمٍ = مَحروسَةٍ مِن صُروفِ الدَهرِ وَالنُوَبِ
الحاء


حَيِّ الرِفاقَ وَطُف بِكَأسِ الـراحِ = وَاِطرِز بِكَـأسٍ حُلَّـةَ الأَفـراحِ
حُثَّ الكُؤوسَ إِلى جُسومٍ أَصبَحَت = فيهـا المُـدامِ شَريكَـةَ الأَرواحِ
حاشِ المُدامَ وَعاطِنـي مَشمولَـةً = ظَلَّت فَسادي وَهيَ عَينُ صَلاحي
حَمراءُ لَو تَرَكَ السُقـاةُ مِزاجَهـا = أَمسَت لَنا عِوَضاً عَنِ المِصبـاحِ
حَجَبَ الحَبـابُ شُعاعَهـا فَكَأَنَّـهُ = شَفَقٌ تَلَهَّبَ تَحـتَ ذَيـلِ صَبـاحِ
حَبَبٌ تَظَلُّ بِـهِ الكُـؤوسُ كَأَنَّهـا = خَصرُ الفَتـاةِ مُمَنطَقـاً بِوِشـاحِ
حَكَمَ الزَمانُ وَغَضَّ عَنّـا طَرفُـهُ = يا صاحِ لا تَقنَـع بِأَنَّـكَ صـاحِ
حَقُّ الصِبـا دَيـنٌ عَلَيـكَ فَـأَدِّهِ = بِالشُـربِ بَيـنَ خَمائِـلٍ وَرَداحِ
حاكَ الحَيا حُلَلَ الرَبيعِ فَعَطَّـرَت = نَشـرَ الصَبـا بِأَريجِهـا الفَيّـاحِ
حُلَلٌ إِذا بَكَتِ السَحائِبُ أَشرَقَـت = بِخُـدودِ وَردٍ أَو ثُغـورِ أَقــاحِ
حَيّا الحَيـا بِأَريجِهـا فَتَرَنَّحَـت = أَعطافُها مِـن غَيـرِ نَشـوَةِ راحِ
حَمَلَت فَأَشـرَقَ زَهرُهـا فَكَأَنَّمـا = ضَرَبَت مَعاصِمَهـا يَـدُ القَـدّاحِ
حَبَـكَ الهَنـا بِسَمائِهِـنَّ خَمائِـلاً = تَنقَـضُّ فيهـا أَنجُـمُ الأَقــداحِ
حُزنا السُرورَ بِها وَبِتنـا نَجتَلـي = بِنتَ الكُرومِ بِغَيـرِ عَقـدِ نِكـاحِ
حَلّى الزَمـانُ بِجـودِهِ أَجيادَنـا = وَسَخـا فَأَلبَسَنـا ثِيـابَ مِـراحِ
حَتّى اِنتَهَبنا العَيشَ حَتّـى كَأَنَّـهُ = مالُ اِبنِ أُرتُقَ فـي يَـدِ المُـدّاحِ
حامـي النَزيـلِ إِذا أَلَـمَّ بِرَبعِـهِ = مُحيي الأَنـامِ بِجـودِهِ السَحّـاحِ
حَسُنَت بِهِ الدُنيـا فَكـانَ أَديمُهـا = عُطلاً مِنَ التَجميـلِ وَالأَوضـاحِ
حُكمٌ رَضيتُ بِـهِ فَمَـدَّ سَماحَـهُ =ضيقـي وَحَيّـا جـودُهُ بِفَلاحـي
حَلَّت مَكارِمُهُ عِقالَ خَصاصَتـي = إِذ راشَ مِن بَعدِ الخُمولِ جَناحـي
حارَبتُ دَهري مُذ حَلَلتُ بِرَبعِـهِ = وَجَعَلتُهُ عِندَ المَضيـقِ سِلاحـي
حَسبي إِذا رُمتُ الفَخارَ مِنَ الوَرى = مَغـدايَ فـي أَكنافِـهِ وَرَواحـي
الخاء



خَيالٌ سَرى وَالنَجمُ في القُربِ راسِـخُ = أَلَـمَّ وَمِـن دونِ الحَبيـبِ فَـراسِـخُ
خَطاءٌ كَمـاءِ البيـدِ يَجـري وَبَينَنـا = هِضابُ الفَيافـي وَالجِبـالُ الشَوامِـخُ
خَفِيَّ الخُطى وافى لِيَنظُرَ هَل غَفَـت = عُيوني وَهَل جَفَّت جُفوني النَواضِـخُ
خَفِ اللَهَ يـا طَيـفَ الخَيـالِ فَإِنَّهـا = بِمـاءِ حَياتـي لا بِدَمعـي فَواضِـخُ
خَطَرتَ إِلـى مَيـتِ الغَـرامِ مُكَلِّمـاً = لَهُ بَعدَما ناحَـت عَليـهِ الصَـوارِخُ
خَطيبٌ فَهَل عيسى بنُ مَريَـمَ جـاءَهُ = لِيُنطِقَهُ أَم أَنتَ فـي الصـورِ نافِـخُ
خُضِ اللَيلَ وَاِقصِد مَن أُحِبَّ وَقُل لَـهُ = سَأَكتُمُ ما بي وَهوَ في القَلـبِ راسِـخُ
خَشَيتُ اِنفِساخَ العَهـدِ عَنّـي وَإِنَّنـي = لِعَهـدِكَ لا وَاللَـهِ مـا أَنـا فاسِـخُ
خَرَجتُ مِـنَ الدُنيـا بِـوُدِّكَ قانِعـاً = وَأَنتَ لِأَضـدادي بِوَصلِـكَ راضِـخُ
خَسِرتَ وَلَـم تَعلَـم بِـأَنَّ عَزائِمـي = لِأَشبـاحِ هَمّـي بِالسُـرورِ نَواسِـخُ
خِيامي عَلـى هـامِ السِمـاكِ عَلِيَّـةٌ = وَقَدري عَلى مَتـنِ المَجَـرَّةِ شامِـخُ
خَلا المَلِكُ المَنصـورُ لـي فَأَحَلَّنـي = مَحَـلّاً لَـهُ تَعنـو الجِبـالُ البَـواذِخُ
خَطَـت بـي إِلَيـهِ هِمَّتـي فَوَرَدتُـهُ = فَلا السَعيُ مَذمومٌ وَلا السـورُ شامِـخُ
خَلَعتُ نِعالَ الشَكِّ فـي قُـدسِ رَبعِـهِ = فَمِـن تُربِـهِ كَفّـي لِخَـدِّيَّ لاطِـخُ
خَلُصتُ مِـنَ الأَهـوالِ لَمّـا لَقيتُـهُ = فَبِـتُّ مَنيعـاً وَالخُطـوبُ شَـوائِـخُ
خَشيتُ عَلـى الآراكِ سَطـوَةَ بَأسِـهِ = وَأَطوادُ رَضوى دونَهـا وَالشَمـارِخُ
خَليفَةُ عَصـرٍ لَيـسَ يُنسَـخُ جـودُه = وَيَغتـاظُ مِنـهُ مـالُـهُ المُتَنـاسِـخُ
خَصيبٌ إِذا ما الأَرضُ صَوَّحَ نَبتُهـا = حَليـمٌ إِذا أَخفـى المَلـومَ الرَواسِـخُ
خَلائِقُـهُ بيـضٌ إِذا هَــمَّ قـاصِـدٌ = وَأَسيافُـهُ حُمـرٌ إِذا هَـمَّ صــارِخُ
خِصـالٌ حَواهـا مِـن أَبيـهِ وَجَـدِّهِ = وَأَكسَـبَـهُ أَسيـافُـهُ وَالمَـشـايِـخُ
خَـزائِـنُـهُ مَـبـذولَـةٌ وَأَكُـفُّــهُ = بِحـارُ النَـدى مـا بَينَهُـنَّ بَـرازِخُ
خِطابُكَ نَجمُ الدينِ خَطبٌ عَلى العِدى = فَكَيـفَ إِذا سُلَّـت ظُبـاكَ النَواضِـخُ
خَشُنتَ عَلى الأَعداءِ في الحَربِ مَلمَساً = وَغُصنُكَ غَضٌّ في الشَبيبَـةِ شـارِخُ
خُلِقتَ رِضى العَليا وَوَجهُـكَ واضِـحٌ = وَجـودُكَ سَحّـاحٌ وَمَجـدُكَ بــاذِخُ
خَبيرٌ بِأَمـرِ المُلـكِ عَدلُـكَ باسِـطٌ = وَعِلمُـكَ فَيّـاضٌ وَحِلمُـكَ راسِــخُ
خَفَضتَ اللُهى كَي تَرفَعَ الذُلَّ بِالنَـدى = فَأَنـتَ لِآلِ الجـودِ بِالجـودِ ناسِـخُ
خُصِصتَ بِقَلبٍ فـي الشَدائِـدِ جامِـدٍ = فَزانَـكَ كَـفٌّ بِالمَكـارِمِ نـاصِـخُ
خُذِ المَدحَ مِنّي وَاِبقَ لِلحَمـدِ سالِمـاً = هَنيئـاً لِذِكـرٍ عَرفُـهُ بِـكَ فـائِـخُ
خَليٌّ يَصـوغُ المَـدحَ فيـكَ قَلائِـداً = وَيُنـشِـدُهُ راوٍ وَيَكـتُـبُ نـاسِـخُ
حَمَّلتَ نَجمَ الدينِ أَعناقَ الـوَرى = مِنَناً جِساماً مِـن نَـدىً وَسَمـاحِ
حَكَّمتَ في الأَموالِ آمالَ العِـدى = وَجَعَلتَ شُربَ المَجدِ غَيرَ صَباحِ
حازَ العُلى فَسَرى بِصارِمِ عَزمِـهِ = يُغنيـكَ عَـن خَطِّيَّـةٍ وَصِفـاحِ
حَزمٌ فَتَحتَ بِـهِ الأُمـورَ وَإِنَّهـا = كَالقُفـلِ مُحتـاجُ إِلـى المِفتـاحِ
حَجَّت إِلَيكَ بَنو الرَحيـلِ لِعِلمِهِـم = حَقّـاً بِأَنَّـكَ كَعـبَـةُ الـمُـدّاحِ
حَـرَمٌ إِذا حَـلَّ الوُفـودُ بِرَبعِـهِ = قُرِنَت عَواقِـبُ سَعيِهِـم بِنَجـاحِ
حَمِدوكَ جُهدَ المُستَطيـعِ وَأَثبَتـوا = لِعُلاكَ شُكراً ما لَـهُ مِـن مـاحِ
الدال 



دَمـعٌ مَزائِـدُ قَطـرِهِ لا تَجـمَـدُ = أَنّـى وَنـارُ صَبابَتـي لا تَخمَـدُ
دامَ البُعـادُ فَــلا أَزالُ مُكـابِـداً = دَمعـاً يَـذوبُ وَزَفـرَةً تَتَـوَقَّـدُ
داءٌ تَأَبَّـدَ فـي الفُـؤادِ مُخَـيِّـمٌ = أَعيا الأُسـاةَ وَمَـلَّ عَنـهُ القُـوَّدُ
دَعني أَموتُ بِعَدِّ سُكّـانِ الحِمـى = بِصَبابَتي كَـم جُهـدَ مـا أَتَجَلَّـدُ
دارَ الأَحِبَّةِ جـادَ مَغنـاكِ الحَيـا = وَتُـرابُ رَبعِـكِ لِلنَواظِـرِ إِثمِـدُ
دونَ اِزدِيارِكِ خَوضُ أَغمارِ الرَدى = وَالسُمرُ تُشرَعُ وَالصِفـاحُ تُجَـرَّدُ
دِمَنٌ لَنا فـي الجامِعَيـنِ تَنَكَّـرَت = مِـن بَعدِهـا أَعلامُهـا وَالمَعهَـدُ
دَرَسَ الزَمانُ جَديدَها بِيَـدِ البِلـى = فَالقَلـبُ يَبلـى وَالهَـوى يَتَجَـدَّدُ
دارَت عَلى سُكّانِها كَـأسُ الـرَدى = سَكِروا بِها فَغَدا الزَمـانُ يُعَربِـدُ
دَعَتِ النَـوى بِفِراقِهِـم فَتَفَرَّقـوا = وَقَضى الزَمـانُ بِبَينِهِـم فَتَبَـدَّدوا
وَهَمَت مِنَ الدَهرِ الخَؤونِ عَلَيهِـمُ = نُوَبٌ عَلى أَيدي الزَمانِ لَهـا يَـدُ
دَهـرٌ ذَميـمُ الحالَتَيـنِ فَمـا بِـهِ = شيءٌ سِوى جودِ اِبنِ أُرتُقَ يُحمَـدُ
دامَ الخَلائِقُ يَمتَطونَ بِـهِ العُلـى = وَيَبيتُ مِنهُ الدَهـرُ وَهـوَ مُسَهَّـدُ
دِرعٌ بِهِ المَلِـكُ العَزيـزُ مُـدَرَّعٌ = سَيفٌ بِـهِ الديـنُ الحَنيـفُ مُقَلَّـدُ
داني النَـوالِ فَـلا يُنـالُ مُقامُـهُ = قاضي المَنـالِ وَرِفـدُهُ لا يَبعُـدُ
دِيَمُ الدِمـاءِ تَسُـحُّ مِـن أَسيافِـهِ = طَوراً وَيُمطِرُ مِن يَدَيـهِ العَسجَـدُ
دَفَعَ الخُطوبَ عَنِ الأَنـامِ بِعَدلِـهِ = وَرعـى العِبـادَ بِمُقلَـةٍ لا تَرقُـدُ
دَع مَن سِواهُ وَلُـذ بِكَعبَـةِ جـودِهِ = فَجَنابُهُ لِـذَوي المَطالِـبِ مَقصَـدُ
دُم في سَماءِ المُلكِ يا نَجمَ العُلـى = إِنَّ العِبـادَ لِجـودِ كَفِّـكَ أَعـبُـدُ
دَبَّرتَ أَمـرَ المُسلِميـنَ فَطَوِّقـوا = بِنَداكَ أَطـواقَ الحَمـامِ فَغَـرَّدوا
داوَيتَ أَضعافَ الصُدورِ بِصـارِمٍ = مـاءُ المَنـونِ بِمَتـنِـهِ يَتَجَـعَّـدُ
دَبَّت نِمالُ المَـوتِ فـي شَفَرائِـهِ = وَجَـرى الحِمـامُ بِحَـدِّهِ يَتَـرَدَّدُ
داعٍ إِذا مـا قـامَ يَومـاً خَاطِبـاً = فَالهامُ تَركَـعُ وَالجَماجِـمُ تَسجُـدُ
دامي الَمَضارِبِ لَو عَكَستَ شُعاعَهُ = فَوقَ الجِبالِ لَـذابَ مِنـهُ الجَلمَـدُ
دانَت لَهُ الدُنيـا فَمَنظَـرُ وَجهِهـا = طَلقٌ وَخَـدُّ الدَهـرِ مِنـهُ مُـوَرَّدُ
دُكَّت بِكَ الأَرضونَ حيـنَ حَلَلتَهـا = فَعَليكَ تَغبِطُهـا السَمـاءُ وَتَحمِـدُ
دَنَتِ المَطِـيُّ بِنـا إِلَيـكَ بِحِـدَّةٍ = فَلَهـا عَلَينـا مِـنَّـةٌ لا تُجـحَـدُ
دانَيتُ رَبعَـكَ وَالأَعـادي شُمَّـتٌ = فَرَجَعتُ عَنهُ وَالوَرى لـي حُسَّـدُ
دُس هامَةَ العَليـاءِ وَاِبـقَ مُمَلَّكـاً = أَبَداً يَحِـلُّ بِـكَ الزَمـانُ وَيَعقُـدُ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 01:29 AM
حرف الذال



ذَكَرَ العُهودَ فَأَسهَرَ الطَرفَ القَـذَيَّ = صَبٌّ بِغَيـرِ حَديثِكُـم لا يَغتَـذي
ذاقَ الهَوى صِرفـاً فَأَعقَـبَ قَلبَـهُ = فِكـرَ الصُحـاةِ وَسَكـرَةَ المُتَنَبِّـذِ
ذَمَّ الهَـوى لَمّـا تَـذَكَّـرَ إِلـفَـهُ = بِالجامِعَيـنِ وَحَبلَـهُ لَـم يُـجـذَذِ
ذَرَّ النَسيـمُ عَلَيـهِ مِـن أَكنـافِـهِ = نَشرَ العَبيرِ فَشاقَهُ العَرفُ الشَـذي
ذابَت بِكُم يا أَهـلَ بابِـلَ مُهجَتـي = فَتَنَغَّصَـت بِالعَيـشِ بَعـدَ تَـلَـذُّذِ
ذَهَبَ الوَفا بَعدَ الصَفاءِ فَمـا عَـدا = وَوَعَدتُموني بِالوِصالِ فَمـا الَّـذي
ذَبُلَت غُصونُ الـوُدِّ فيمـا بَينَنـا = وَجَرى الَّذي قَد كانَ مِنهُ تَعَـوُّذي
ذابَ الكَرى عَن ناظِري بِفُراقِكُـم = وَلَكُم جَلَوتُ بِنورِكُم طَرفي القَـذي
ذَلَّت بِكُم روحـي وَكُنـتُ مُمَنَّعـاً = في صَفوِ عَيـشٍ عِـزَّهُ لَـم يُفلَـذِ
ذُلٌّ عَلانـي وَالـعُـداةُ عَـزيـزَةٌ = لَو لَم يَكُن جودُ اِبنِ أَرتَقَ مُنقِـذي
ذاكَ الَّـذي بَسَـطَ المُهَيمِـنُ كَفَّـهُ = في أَنعُمِ الدُنيا وَقـالَ لَهـا خُـذي
ذو راحَتَينِ هُمـا المَنِيَّـةُ وَالمُنـى = يَسطو بِتِلكَ وَيَبذُلُ النُعمـى بِـذي
ذاكي العَزائِمِ في جَلابيـبِ التُقـى = ناشٍ وَمِن ثَديِ الفَضائِـلِ يَغتَـذي
ذَخَرَت خَزائِنُهُ فَقالَ لَهـا اِنفِـدي = وَذَكَت عَزائِمُهُ فَقـالَ لَهـا اِنفُـذي
ذَلِقُ الفَضائِلِ هَكَذا فَضـلُ التُقـى = غَدِقُ البِنانِ عَلى الفَصاحَةِ قَد غُذي
ذِمَـمُ الزَمـانِ بِعَدلِـهِ مَحفوظَـةٌ = فَذِمامُـهُ مِـن غَيـرِهِ لَـم يُؤخَـذِ
ذاعَت سَرائِرُ فَضلِهِ بَيـنَ الـوَرى = وَسَما الأَنـامُ بِجـودِهِ المُستَحـوَذِ
ذُرَواتُ مَجـدٍ لا تُنـالُ وَهِـمَّـةٌ = طالَت فَكـادَت لِلكَواكِـبِ تَحتَـذي
ذُخرٌ لَنـا فـي النائِبـاتِ وَمَلجَـأٌ = مَن لَـم يَلُـذ بِجَنابِـهِ لَـم يَنفُـذِ
ذِكري لَـهُ راعَ الخُطـوبَ لِأَنَّنـي = مِـن كَيدِهـا بِسِـواهُ لَـم أَتَعَـوَّذِ
ذَهَلَت صُروفُ الدَهرِ مِنهُ فَلَم تَجِد= نَحوي لِأَسهُمِ كَيدِهـا مِـن مَنفَـذِ
ذُعِرَ الزَمانُ وَقالَ هَل مِن عاصِـمٍ = مِنـهُ أَلـوذُ بِـهِ فَقُلـتُ لَـهُ لُـذِ
ذَرعَنكَ نَجمَ الدينِ أَشبـاحَ العِـدى = وَعَلى صَميـمِ قُلوبِهِـم فَاِستَحـوِذِ
ذَكِّر بِهِـم سَهـمَ القَضـاءِ فَإِنَّـهُ = بِسِوى الَّـذي تَختـارُهُ لَـم يَنفُـذِ
ذَلَّلـتَ أَعنـاقَ الطُغـاةِ بِصـارِمٍ = بِسِوى الجَماجِمِ حَـدُّهُ لَـم يُشحَـذِ
ذَكِّر إِذا شَكَـتِ الظِمـا شَفَراتُـهُ = في غَيـرِ يَـمِّ دِمائِهِـم لَـم يُنبَـذِ
ذا السَعيُ قَد قَرَّت بِهِ عَينُ الـوَرى = فَالمُلـكُ يَزهـو زِهـوَةَ المُتَلَـذِّذِ
ذُرتَ الزَمانَ عَلى الطُغاةِ وَقَد طَغى = وَجَلَوتَ طَرفَ المَكرُماتِ وَقَد قَذي
ذَوِيَت عِداكَ وَلا بَرِحـتَ مُنعِمـاً = عَن رِفدِ طُلّابِ النَـدى لَـم تُجـذَذِ


يتبع
الحرف
27-12-2007, 01:30 AM
ما شاء الله لا قوة الإبالله أخي الفاضل هل هذه القصائد مطبوعة ؟أفدنا أعزك الله
عز الدين القسام
27-12-2007, 01:34 AM
حرف الراء


رَقَّت لَنا حينَ هَـمَّ الصُبـحُ بِالسَفَـرِ = وَأَقبَلَت في الدُجى تَسعى عَلـى حَـذَرِ
راضَ الهَوى قَلبَها القاسي فَجـادَ لَنـا = وَكانَ أَبخَـلَ مِـن تَمّـوزَ بِالمَطَـرِ
رَأَت غَداةَ النَوى نـارَ الكَليـمِ وَقَـد = شَبَّت وَلَم تُبقِ مِن قَلبـي وَلَـم تَـذَرِ
رَقَّت إِلى الصَبِّ طولَ الوَصلِ راقِيَـةً = فَقُلتُ قَد جِئتَ يا موسى عَلـى قَـدَرِ
رَبيبَـةٌ لَـو تَراهـا عِندَمـا سَفَـرَت = وَالبَـدرُ سـاهٍ إِلَيهـا سَهـوَ مُعتَـذِرِ
رَأَيتَ بَدرَينِ مِن شَمسٍ وَمِـن قَمَـرٍ = في ظِلِّ جِنحَينِ مِن لَيلٍ وَمِـن شَعَـرِ
رَشَفتُ بُردَ الحُمَيّـا مِـن مَراشِفِهـا = فَنَبَّهَتنـي إِلَيهـا نَسـمَـةُ السَـحَـرِ
رَنَت نُجومُ الدُجى نَحوي فَما نَظَـرَت = مَن يَرشُفُ الراحَ لَيلاً مِن فَـمِ القَمَـرِ
راقَ العِتابُ فَأَبـدَت لـي سَرائِرَهـا = في لَيلَةِ الوَصلِ بَل في غُـرَّةِ القَمَـرِ
رَثَت فَلَمّا رَأَت رُسلَ النَـوى فَغَـدَت = تُطيلُ عَتبي وَعُمرُ اللَيلِ فـي قِصَـرِ
رَحبٌ مَقامي بِمَغناهـا فَمُـذ نَظَـرَت = ذَمَّ المَطِـيَّ قَضَـت لِلصَفـوِ بِالكَـدَرِ
ريعَت لِذَمِّ المَطايـا لِلسُـرى قَعَـدَت = وَأَحذَرَتني مِنَ الأَهوالِ فـي سَفَـري
رامَت بِذَلِـكَ تَخويفـي فَقُلـتُ لَهـا = عِندي مِنَ الخُبرِ ما يُغني عَنِ الخَبَـرِ
رِدي فَمـا ضَرَّنـي هَـولٌ أُكـابِـدُهُ = وَنائِلُ المَلِكِ المَنصـورِ فـي الأَثَـرِ
رَبِّ النَوالِ وَمَحمودِ الخِصـالِ وَمِـق = دامِ النِزالِ وَأَمـنِ الخائِـفِ الحَـذِرِ
راعي الأَنـامِ بِعَيـنٍ غَيـرِ راقِـدَةٍ = قَد وُكِّلَت في أُمـورِ المُلـكِ بِالسَهَـرِ
رَحبِ الذِراعَينِ لَولا صُبـحُ غُرَّتِـهِ = لَأَصبَحَ الجودُ فَجـراً غَيـرَ مُنفَجِـرِ
راضٍ مَعَ السَخطِ يُبدي عَـزمَ مُنتَقِـمٍ = لِلمُذنِبيـنَ وَيَعفـو عَـفـوَ مُقـتَـدِرِ
راحاتُهُ مُذ نَشا في المُلكِ قَـد عَهِـدَت = يَومَ النَدى وَالرَدى بِالنَفـعِ وَالضَـرَرِ
رَوى مَناقِبَـهُ الـراوي فَقُلـتُ لَــهُ = جَلَوتَ سَمعي فَهَل تَجلو بِـهِ بَصـري
رُح أَيُّها المَلِكُ المَنصورُ وَاِغدُ عَلـى = هامِ العُلى آمِناً مِـن حـادِثِ الغِيَـرِ
رَسَمتَ جوداً حَكى الطَوفانَ فَاِعتَصَمَت= مِنـهُ الخَلائِـقُ بِالأَلـواحِ وَالدُسُـرِ
رَفِقتَ بِالناسِ في كُـلِّ الأُمـورِ فَقَـد = أَضحى الزَمانُ إِلَيهِم شاخِصَ البَصَـرِ
رَبَـوا لَدَيـكَ فَلَـولا أَنَّ بَعضَـهُـمُ = تُجَـلَّ عَنـهُ لَقُلنـا يـا أَبـا البَشَـرِ
رُعتَ العِدى بِحُسامٍ لَـو عَدَلـتَ بِـهِ = عَنهُم لَأَغنـاكَ عَنـهُ صـارِمُ القَـدَرِ
رَفَعتَ ذِكرَكَ فـي يَـومِ الهِيـاجِ بِـهِ = فَأَذكَرَتنـي بِحَـدِّ الصـارِمِ الـذَكَـرِ
رَمَـت إِلَيـكَ بِنـا هـوجٌ مُضَمَّـرَةٌ = كَأَنَّها في الدُجـى قَـوسٌ بِـلا وَتَـرِ
راحَت إِلى جَنَّـةٍ حَـلَّ العُفـاةُ بِهـا = في الخُلدِ وَاِتَّكَأوا فيهـا عَلـى سُـرُرِ
رَجَعتُ أَعتِبُ نَفسـي فـي تَأَخُّرِهـا = عَنها وَطَوراً أُهَنّـي النَفـسَ بِالظَفَـرِ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 01:39 AM
حرف الزاي




زارَ وَاللَيـلُ مُــؤذِنٌ بِالـبِـرازِ = وَهوَ مِن أَعيُنِ العِدى في اِحتِـرازِ
زائِرٌ جـاءَ تَحـتَ جِلبـابِ لَيـلٍ = شَفَـقُ الصُبـحِ فَوقَـهُ كَالطِـرازِ
زانَ حُسنَ المَقـالِ بِالفِعـلِ مِنـهُ = وَوُعـودُ الـوِصـالِ بِالإِنـجـازِ
زائِدُ الحُسنِ سَرَّهُ حُسنُ صَبـري = فَغَـدا بِالجَميـلِ عَنـهُ يُجـازي
زَفَّ بِكـرُ المُـدامِ لَيـلاً فَأَبـدَت = جَيشَ نورٍ لِعَسكَـرِ اللَيـلِ غـازِ
زَوَّجَ المـاءَ ظالِـمـاً بِعَـجـوزٍ = لَو أَطاقَت مَشَـت عَلـى عُكّـازِ
زَخرَفَـت جَنَّتـي فَبِـتُّ قَريـراً = مُنعَماً يَسمَعُ الزَمـانُ اِرتِجـازي
زاهِياً آخِـذاً مِـنَ الدَهـرِ عَهـداً = وَمِـنَ الحادِثـاتِ خَـطَّ جَـوازِ
زَعَـمَ النـاسُ أَنَّ ذَلِـكَ ديـنـي = حينَ عاجَلتُ فُرصَتـي بِاِنتِهـازِ
زَوَّجوني فَقُلـتُ قولـوا وَعُـدّوا = لِأَسُــدَّ الطَـريـقَ لِلمُجـتـازِ
زينَتي لِبسُ جارِحتي فـي زَمـانٍ = عَجِـزَت راحَتـاهُ عَـن إِعجـازِ
زَمَـنٌ لَـو رَنـا إِلَينـا بِخَطـبٍ = لَغَزَونا جَيـشَ الخُطـوبِ بِغـازِ
زاخِرُ الجَودِ ما مَدَّ الجُيوشَ إِلى ال = خَطبِ إِلّا رُدَّت عَلـى الأَعجـازِ
زَينُ مَلكٍ فـاقَ المَكـارِمَ وَاِمتـا = زَ بِالـهِـبـاتِ أَيَّ اِمـتِـيــازِ
زالَ عَنهُ الرَدى وَأَضحى لَهُ الـدَه = رَ جَـواداً يَمشـي بِـلا مِهمـازِ
زَهَرٌ في حَـوادِثِ النَقـعِ حَتّـى = يَجعَلُ الخَيـلَ كَالنَعـامِ النَـوازي
زَخَّ جـوداً فَـلا يَـزالُ ثَـنـاهُ = في اِزدِيادٍ وَمالُـهُ فـي اِعـوِزازِ
زُرهُ وَاِبـدَأ أَيّـامَـهُ بِالتَهـانـي = ثُـمَّ بـادِر أَموالَـهُ بِالتَـعـازي
زَرَعَ الجودَ في البِـلادِ وَسـاوى = فيـهِ بَيـنَ الوِهـادِ وَالأَقــوازِ
زَهَتِ الدُنيا حيـنَ أَصبَـحَ فيهـا = فَغَـدَت وَهـيَ لِلسَمـاءِ تُـوازي
زالَ عَن طُرقِنا الرَدى حينَ زُرنا = هُ وَكُنّـا بِهـا عَـلـى أَوفــازِ
زاغَ عَنّـا بِالبيـدِ كُـلُّ رَجـيـمٍ = فَغَنينـا بِـهِ عَــنِ الإِعــوازِ
زادَ قَـدري بِذِكـرِهِ إِذ رَأى النـا = سُ اِجتِهـادي بِقَـدرِهِ وَاِنتِبـازي
زاحَمَتنـي حَقائِـقُ المَـدحِ فيـهِ = وَهيَ في غَيـرِهِ شَبيـهُ المَجـازِ
زُرتُـهُ مادِحـاً فَرَنَّحَـهُ الـجـو = دُ بِإِكـرامِـنـا وَبِـالإِعــزازِ
زادَكَ اللَهُ يـا أَبـا الفَتـحِ مَجـداً = إِنَّـهُ لِلكِـرامِ نِعـمَ المُـجـازي
زاهِراتُ المَديحِ بِاِسمِـكِ تَزهـو = لَيسَ يَزهو ثَـوبٌ بِغَيـرِ طِـرازِ
زِدتُ في حُـبِّ مَدحِـكِ فَاِرتَـح = لِعَبـيـطِ المَـديـحِ وَالإِرجــازِ[/poem]


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 01:43 AM
حرف السين


سَفَحَ المِزاجَ عَلى حُمَيّا الكـاسِ = وَسَعى يَطوفُ بِها عَلى الجُـلّاسِ
ساقٍ فَلَو طَرَحَ المُدامَ لَأَسكَـرَت = صَهباءَ فاتِـرِ طَرفِـهِ النَعّـاسِ
سَكرانُ مِن خَمرِ الدِنـانِ كَأَنَّمـا = عَبَـثَ النَسيـمُ بِقَـدِّهِ المَيّـاسِ
سالَ العِذارُ عَلى أَسيـلِ خُـدودِهِ = فَغَـدا يُسيِّـجُ وُردَهـا بِـالآسِ
ساوى الرِفاقَ بِشُربِها حَتّـى إِذا = ثَمِلَ المُديرُ وَغابَ رُشدُ الحاسي
سَكَنَت مَقَـرَّ عُقولِهِـم وَتَمَكَّنَـت = فَغَدَت تَوَسوِسُ في صُدورِ الناسِ
سَفَرَت فَكانَت تَحتَ جِلبابِ الدُجى = تُغني عَنِ المِصبـاحِ وَالمِقبـاسِ
سُلَّت عَليهـا لِلمِـزاجِ صَـوارِمٌ = لِتَروضَ مِنها الخُلقَ بَعدَ شَمـاسِ
سَـلِّ النُفـوسَ بِقَهـوَةٍ دَيرِيَّـةٍ = كَالشَمسِ تُشرِقُ في يَدِ الجُـلّاسِ
سُمها وَلا تَبخَل إِذا تَجلـو بِهـا = خَوفاً مِـنَ الإِقتـارِ وَالإِفـلاسِ
سَمِّح كُفوفَكَ في الشِـراءِ فَرَأيُنـا = ثَقلُ الكُـؤوسِ وَخِفَّـةُ الأَكيـاسِ
سابِق إِلى جَنّاتِ عَدنٍ قَد بَـدَت = أَزهارُهـا بِغَرائِـبِ الأَجنـاسِ
سَحَبَ السَحابُ لَها الذُيولَ فَأُلبِسَت = مِن حُلَّةِ الأَزهـارِ خَيـرَ لِبـاسِ
سَكِرَت قُدودُ غُصونِها فَتَرَنَّمَـت = وُرقُ الحَمامِ بِأَطيَـبِ الأَنفـاسِ
سَجَعَت فَخِلنا الطَوقَ في أَعناقِها = مِنَنُ اِبنِ أُرتُقَ في رِقابِ النـاسِ
سُلطانُ عَدلٍ بَل خَليفَةُ مَنصِـبٍ = أَحيَـت مَناقِبُـهُ بَنـي العَبّـاسِ
سَقِمَت بِهِ مُهَجُ العُـداةِ وَطالَمـا = سَقِمَ الزَمانُ وَكانَ نِعـمَ الآسـي
سَيفٌ أَعَزَّ الديـنَ بَعـدَ هَوانِـهِ = فَبَدَت رُسـومُ رُبوعِـهِ الأَدراسِ
سارَت لِخَسفِ الأَرضِ قُبُّ جِيادِهِ = فَأَمَدَّهـا مِـن حِلمِـهِ بِـرَواسِ
سَهلُ الخَلائِقِ لَيِّنٌ عِنـدَ النَـدى = لَكِنَّـهُ عِنـدَ الشَـدائِـدِ قــاسِ
سَبَقَت عَطايـاهُ السُـؤالَ فَمالُـهُ = في مَأتَمٍ وَالنـاسُ فـي أَعـراسِ
سَنَّ المَواهِبَ وَالجِهـادَ فَدَهـرُهُ = يَومانِ يَومُ قِرىً وَيَـومُ قِـراسِ
سَعيٌ أَساسُ المَجدِ مِنـهُ ثابِـتٌ = وَالمَجدُ لا يُبنـى بِغَيـرِ أَسـاسِ
سَهَّدتَ نَجمَ الدينِ طَرفَكَ لِلعُلـى = فَحَفِظتَ دَوحَتَها مِـنَ الإِيبـاسِ
سُرَّت بِسَعيِكَ وَاِطمَأَنَّـت أَنفُـسٌ = كانَت مِنَ الأَيّـامِ فـي وَسـواسِ
سَعِدَت بِكَ الدُنيا وَعـادَ نِفارُهـا = مِن بَعدِ وَحشَتِها إِلـى الإينـاسِ
سُد في الأَنامِ فَلا بَرَحتَ مُؤَمَّـلاً = تَسوي الخَلائِقَ في النَدى وَتُواسي
سَمحُ الأَكُفُّ تَرومُ نائِلَكَ الـوَرى = وَتَخافُكَ الآسـادُ فـي الأَخيـاسِ
سَعدٌ أَتـاكَ مِـنَ الإِلَـهِ مُؤَيَّـدٌ = فَاُخلُد وَدُم في نِعمَـةٍ وَغِـراسِ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 01:49 AM
حرف الشين


شَمـولٌ إِلـى نيرانِهـا أَبَـداً نَعشـو = لِتُنعِشَنا مِن بَعـدِ مـا ضَمَّنـا نَعـشُ
شُغِفنـا بِهـا وَالعِـزُّ قَـد مَـدَّ ظِلَّـهُ = عَلَينا وَوَجهُ الأَرضِ هَـشٌّ لَنـا بَـشُّ
شَقيقَـةُ خَـدٍّ بِالـسُـرورِ مُــدَرَّجٍ = بِها وَلِوَقعِ الماءِ فـي خَدِّهـا خَـدشُ
شَهَرنـا عَلَيهـا لِلمِـزاجِ صَوارِمـاً = إِذا عَمِلَـت مـا لِلجِـراحِ بِهـا أَرشُ
شَمـولُ عُقـارٍ فـي أَكُـفِّ أَهِـلَّـةٍ = لَها لَهَبٌ وَهـمُ الظَـلامِ بِهـا يَرشـو
شُعاعٌ غَدا طَرفُ المَسَـرَّةِ شاخِصـاً = أَليـهِ وَأَحـداقُ الهُمـومِ بِـهِ عُمـشُ
شَدَدتُ بِهـا أَزرَ السُـرورِ وَزَرتُهـا = بِفِتيانِ صِدقٍ لَيسَ فـي وُدِّهِـم غِـشُّ
شَبابٌ وَلَكِـن فـي العُلـومِ مَشايِـخٌ = إِذا خوطِبوا بَشّوا وَإِن سُئِلـوا بَشّـوا
شَهِدنا زَواجَ الراحِ وَالمـاءِ وَالنَـدى = عَلَيهِم نِثـارٌ وَالرِيـاضُ لَـهُ فَـرشُ
شَدَت إِذ بَدَت تُجلى عَلـى كُـلِّ قَينَـةٍ = كَبِلقيسَ حُسناً وَالجَمـالُ لَهـا عَـرشُ
شَرِبنا وَقَـد حـاكَ الرَبيـعُ مَطارِفـاً = حِساناً لِدَمعِ الطَـلِّ مِـن فَوقِهـا رَشُّ
شِباكٌ عَلـى خَـدِّ الهِضـابِ يَبُثُّهـا = بِكارٌ وَفي كَـفِّ الوِهـادِ بِهـا نَقـشُ
شَمَمنـا أَريجـاً مِـن شَـذاً بِأَنيقَـةٍ = تَشارَكَ في ديباجِهـا الطَـلُّ وَالطَـشُّ
شِعابٌ مِنَ الحَدباءِ يُضحِكُهـا الحَيـا = وَيَحرُسُنا بَأسُ اِبنِ أُرتُـقَ وَالبَطـشُ
شُجاعٌ تَـرى مَتـنَ الجِيـادِ مِهـادَهُ = وَتَألَـمُ جَنبَيـهِ الوَسائِـدُ وَالـفُـرشُ
شَبَبـةُ سُلَيمـانَ الزَمـانِ إِذا غَــدا = تَحُفُّ بِهِ في سَيرِهِ الطَيـرُ وَالوَحـشُ
شِهـابٌ لَـهُ الشَهبـاءُ أُفٌُ وَمَطـلَـعٌ = وَشَمسُ عُيونِ الخَطبِ مِن نورِها تَعشو
شَهِيٌّ إِلَيـهِ فـي النَـدى بَـذلُ مالِـهِ = وَأَبغَضُ شَيءٍ عِندَهُ الجَمـعُ وَالفَـرشُ
شَديدُ القُوى مِن مَعشَرٍ أَلِفـوا الوَغـى = إِذا نَهَضَ المِقدامُ مِـن شَرِّهـا يَنشـو
شُفـاةٌ كُفـاةٌ لا المَواثيـقُ عِنـدَهُـم = تُضاعُ وَلا الأَسرارُ مِن بَينِهِـم تَفشـو
شَريفٌ لَهُ نـارانِ لِلحَـربِ وَالقِـرى = تَلوحُ بِها فـي اللَيـلِ أَلوِيَـةٌ رُعـشُ
شُـواظُ وَغـىً كُـلٌّ يُحـاذِرَ وَقدَهـا = وَنارُ قِرىً كُلٌّ إِلـى ضَوئِهـا يَعشـو
شِفـارُ مَواضيـهِ إِذا هِـيَ جُـرِّدَت = فَأَيسَرُ مَقتـولٍ بِهـا اللَـومُ وَالفُحـشُ
شَقَقـنَ قُلـوبَ الحادِثـاتِ بِوَقعِـهـا = وَشارَكَـتِ الأَقـدارَ أَقلامُـهُ الرُقـشُ
شِعارُكَ يـا نَجـمَ المُلـوكِ وَبَدرَهـا = سَماحُ يَدٍ طِفـلُ الثَنـاءِ بِهـا يَنشـو
شَغَلتَ صُروفَ الحادِثاتِ عَنِ الـوَرى = فَأَبصارُها كُمـهٌ وَأَسماعُهـا طُـرشُ
شَنَنتَ عَلى الأَعـداءِ غـارَةَ عَزمَـةٍ = فَبادَت وَلَمّا يُغنِهـا النَبـلُ وَالبَطـشُ
شَكَكـتَ كُلاهـا فـي رِمـاحٍ كَأَنَّهـا = أَفاعٍ لَها فـي كُـلِّ جارِحَـةٍ نَهـشُ
وَشَرَّفتُ مَدحي يـا مُغـرِقَ الـوَرى = بِجودٍ هَتونِ المُزنِ في ضِمنِـهِ طَـشُّ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 01:54 AM
حرف الصاد


صَرفُ المُدامِ بِهِ السُرورُ مُخَصَّـصُ = وَبِهِ الهُمومُ عَـنِ القُلـوبِ تُمَحَّـصُ
صَرِّف بِها عَنـكَ الهُمـومَ لِتَغتَـدي = فِرقـاً إِذا تُمـلا الكُـؤوسُ النُقَّـصُ
صَهباءُ قَد راضَ المَـزاجُ مِزاجَهـا = فَغَـدَت تُقَهقِـهُ وَالفَواقِـعُ تَـرقُـصُ
صاغَ المِـزاجُ لَهـا فَواقِـعَ فِضَّـةٍ = مِثـلَ اللَآلـي وَهـيَ تِبـرٌ مُخلَـصُ
صَدَّ التُقـى قَومـاً فَأَبـدَوا زُهدَهُـم = فيها وَمـاذا ضَرَّهُـم لَـو رَخَّصـوا
صاموا وَفِطرُهُـمُ عَلـى مَفسودِهـا = جَهلٌ فَهَلّا اِستُخلِصوا ما اِستَخلَصـوا
صَفَـتِ المَدامَـةُ وَالسُقـاةُ فَـتـارَةً = تُزَجـى الكُـؤوسُ وَتـارَةً تَتَرَبَّـصُ
صَعُبَـت فَحَكَّمنـا السُقـاةَ بِمَزجِهـا = فَغَدا يَزيـدُ بِهـا المِـزاجُ وَيَنقُـصُ
صَبَغَت خُدودَ سُقاتِهـا مِـن نورِهـا = شَفَقاً بِـهِ تُجلـى العُيـونُ الشُخَّـصُ
صَدَقَ الَّذي قَد قالَ عَن شَمسِ الضُحى = إِنَّ الـبُـدورَ بِنـورِهـا تَتَقَـمَّـصُ
صَفراءُ مِن وَقـعِ المِـزاجِ صَقيلَـةٌ = يَسعى بِها سَبـطُ البَنـانِ مُخَـرَّصُ
صَنَـمٌ أَضَـلَّ العاشِقيـنَ فَمَعـشَـرٌ = قَـد زُوِّدوا فيهـا وَقَـومٌ نُقِّـصـوا
صادَ القُلـوبَ بِمُقلَتَيـهِ وَلَـم أَخَـل = أَنَّ الـجَـآذِرَ لِلقَـسـاوِرِ تَقـنِـصُ
صَبَغَ الأَنامِلَ مِن دِمـايَ وَمـا دَرى = أَنَّ اِبنَ أُرتُقَ عَـن دَمـي يَتَفَحَّـصُ
صُبحٌ جَـلا لَيـلَ الخُطـوبِ بِنـورِهِ = نَجـمٌ إِلَيـهِ كُـلُّ طَـرفٍ يَشخَـصُ
صَعـبُ العَريكَـةِ سَهلَـةٌ أَخـلاقُـهُ = قَـومٌ بِـهِ سَعِـدوا وَقَـومٌ نُغِّصـوا
صابَت يَـداهُ فَـلا السَمـاحُ بِرَبعِـهِ = وانٍ وَلا ظِـلُّ الأَمــانِ يَقـلِـصُ
صَدَرَت مَناقِبُهُ الحِسـانُ فَأَصبَحَـت = تُغـري الأَنـامَ بِمَدحِـهِ وَتُحَـرِّصُ
صَعِـدَت مَراتِـبُ مَجـدِهِ فَكَأَنَّـمـا = تَعلـو لَـهُ فَـوقَ المَجَـرَّةِ أَخمَـصُ
صاحَبتَ نَجمَ الدينِ دَهـرَكَ صائِـلاً = بِعَزيمَـةٍ مِـن كَـيـدِهِ لا تَنـكُـصُ
صَقَلَت تَجاريـبُ الأُمـورِ مُتونَهـا = كَالسَيفِ يُصلِحُهُ الصِقـالُ وَيُخلِـصُ
صَرَمَت شِمـالُ المُسلِميـنَ بِصـارِمٍ = غالٍ بِـهِ مُهَـجُ القُلـوبِ تُرَخَّـصُ
صافي الحَديدَةِ في مَضارِبِهِ الـرَدى = بادٍ وَشَكـلُ المَـوتِ فيـهِ مُشخَـصُ
صادَمتَهُـم فـي نَقـعِ لَيـلٍ حالِـكٍ = طَرفُ المَنِيَّـةِ فـي دُجـاهُ أَخـوَصُ
صُفَّت صِفـاحُ الهِنـدِ حَـولَ أَديمِـهِ =فَكَأَنَّـهُ بِالبيـضِ عَـبـدٌ أَبــرَصُ
صَكَّت ظُباكَ رُؤوسَهُـم وَجُسومَهُـم = فَالهـامُ تُنثَـرُ وَالضُلـوعِ تُقَصَّـصُ
صَرفُ الفَضاءِ يا اِبنَ أُرتُـقَ خـادِمٌ = لِعُلُوِّكُـم وَالـدَهـرُ داعٍ مُخـلِـصُ
صَوَّبـتُ نَحوَكُـمُ عِنـانَ مَدايِحـي = فَمُدَفَّـقٌ مِـن نَظمِـهـا وَمُلَـخَّـصُ
صَحَّـت مَعانيهـا وَشُـرِّفَ لَفظُهـا = بِكُـم وَطـابَ خِتامُهـا وَالمُخلَـصُ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:00 AM
حرف الضاد


ضَحِكَت ثُغورُ حَدائِـقِ الأَرضِ = فَسَهَت عُيونُ النَرجِـسِ الغَـضِّ
ضَرَبَ الرَبيـعُ بِهـا مَضارِبَـهُ = وَجَرَت جِيادُ السُحبِ في الرَكضِ
ضاعَ العَبيرُ مِـنَ الرَبيـعِ فَمـا = عُذرٌ إِلى اللَـذّاتِ مِـن نَهـضِ
ضَيَّعتَ بَعضَ العُمـرِ مُشتَغِـلاً = أَفَلا خَلَفـتَ العَيـشَ بِالبَعـضِ
ضَع مِنَّـةً وَاُجـلُ المُـدامَ لَنـا = فيهـا مِـنَ الأَيّـامِ نَستَقضـي
ضَرَّج بِها خَـدَّ السُـرورِ فَقَـد = أَيقَنتُ أَنَّ الدَهـرَ فـي قَبـضِ
ضَحِكَ الحَبابُ بِها وَقَد غَضِبَـت = لِلشارِبيـنَ بِسُخطِهـا تُرضـي
ضَجَّت لِوَقعِ الماءِ وَاِضطَرَبَـت = مِـن غَيـرِ إِيـلامٍ وَلا مَـضِّ
ضَيَّع كُنوزَ المُلـكِ وَاِبـقِ لَنـا = راحـاً إِلـى راحاتِهـا تُفضـي
ضَمِنَ الشَبيبَـةِ وَالرَبيـعِ حَـلا = رَشفي الطَلا وَلِغَيرِها رَفضـي
ضاءَ الزَمـانُ إِضـاءَةً بِسَمـا = يَزهـو بِثَـوبٍ غَيـرِ مُرفَـضِّ
ضَربٌ مِـنَ الأَنـوارِ مُبتَهِـجٌ = مـا بَيـنَ مَـزرورٍ وَمُنفَـضِّ
ضَفَتِ الرِياضُ وَما أَضَرَّ بِهـا = إِخلافُ وَعدِ البَرقِ في الوَمـضِ
ضَنَّ السَحـابُ بِمائِـهِ فَـرَوَت = كَفُّ اِبنِ أُرتُـقَ غُلَّـةَ الأَرضِ
ضَرّابُ هامـاتِ الكُمـاةِ وَمَـن = راضَ الزَمانَ بِخُلقِهِ المَرضـي
ضِرغامُ بَأسٍ غَيـرُ مُحتَجِـبٍ = خَوفـاً وَنَجـمٌ غَيـرُ مُنقَـضِّ
ضاهى السَحائِبَ مِنهُ جـودُ يَـدٍ = مُعتـادَةٍ بِالبَـسـطِ وَالقَـبـضِ
ضَمِنَت سَماحَـةُ راحَتَيـهِ لَنـا = بِـرَّ البِـلادِ بِجـودِهِ المَحـضِ
ضَبعٌ لِدينِ اللَـهِ مُنـذُ عَـلا ال = إِسـلامُ آمِنَـةٌ مِـنَ الخَـفـضِ
ضُبِطَت أُمـورُ المُسلِميـنَ بِـهِ = ضَبطاً بِهِ أَمِنَـت مِـنَ النَقـضِ
ضَخمُ الدَسيعَـةِ جـودُهُ غَـدِقٌ = أَحوى المَرابِعِ أَبيَضُ العِـرضِ
ضُـرُّ العُـداةِ وَنَفـعُ قاصِـدِهِ = كُـلٌّ يَـراهُ عَلَيـهِ كَالـفَـرضِ
ضَمِنَ اليَـراعُ وَحَـدُّ صارِمِـهِ = عِـزَّ الوَلِـيَّ وَذَلَّ ذي البُغـضِ
ضِـدّانِ ذا يولـي الجَميـلَ وَذا = أَبَـداً بِحَتـفِ عُداتِـهِ يَقضـي
ضَرَّ السُهـادُ بِمَعشَـرٍ فَـرَأى = سُهـادَهُ أَحلـى مِـنَ الغُمـضِ
ضاقَـت بِجَحفَلِـهِ وَعَزمَـتِـهِ = أَرضُ الفَلا في الطولِ وَالعَرضِ
ضَلَّ الَّـذي أَضحـى يُطاوِلُـهُ = وَبِإِصرِهِ يَجري القَضا المَقضـي
ضَجِرَ الَّذي جـاراهُ حيـنَ رَأى = سَهمَ القَضـاءِ بِأَمـرِهِ يَمضـي
ضَلَّيتُ إِن لَـم أُصفِـهِ مِدَحـي = وَإِلَيهِ نِضـوُ قَريحَتـي أُنضـي


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:05 AM
حرف الطاء


طافَ يَسعى بِسُرعَـةٍ وَنَشـاطِ = وَيُعاطي المُدامَ أَحلـى تَعـاطِ
طَيِّبُ النَشرِ يَجرَحُ اللَحظُ خَدَّي = هِ وَيُدمي أَعضاهُ مَسُّ القُباطـي
طَلقُ وَجهٍ تَلَهَّـبَ الخَـدُّ فـي = هِ وَوافـى عِـذارُهُ كَالسِـراطِ
طِرسُ خَدٍّ لَهُ عَليـهِ سُطـورٌ = ما أَلَمَّـت بِـهِ يَـدُ الخَطّـاطِ
طالَما زارَني وَقَـد مَـدَّتِ الأَر = ضُ رِياضاً مِن تَحتِنا كَالسَماطِ
طُلَّ فيهـا دَمُ الدِنـانِ فَبِـالأَق = داحِ طَوراً وَتـارَةً بِالبَواطـي
طَفَحَت نَشوَةُ المُدامِ وَقَـد شَـط = طَت عَلى الشارِبينِ أَيَّ اِشتِطاطِ
طَوَّحَت بِالسُقاةِ حَتّى أَطاعـوا = وَأَباحوا الوِصالَ بَعدَ اِحتِيـاطِ
طافَت سُعـادُ تَضُـمُّ لِأَغصـا = نِ قُدودٍ مِنَ الظِبـاءِ العَواطـي
طَوقُ تِلكَ الأَجيادِ أَجعَلُها طَـو = راً وَطَوراً مَناطِـقَ الأَوسـاطِ
طِبتُ عَيشاً لَمّا رَأَيتُ يَدَ الصُب = حِ لِـدُرِّ النُجـومِ ذاتَ اِلتِقـاطِ
طِفلُ صُبحٍ لَهُ مِنَ الشَرقِ مَهـدٌ = وَلَـهُ حُلَّـةُ الدُجـى كَالقِمـاطِ
طَرَدَ اللَيـلَ بِالضِيـاءِ فَمُـذ لا = حَ فَأَهـوَت نُجومُـهُ بِاِنهِبـاطِ
طَلَعَت في الأَنـامِ غُـرَّةُ نَجـمٍ = لِعُلاهُ عَلـى النُجـومِ مَواطِـي
طالِعٌ بِالسُعودِ في أُفُـقِ الشَـه = با فَعِش دائِماً بِهِ فـي اِغتِبـاطِ
طابَ رِزقٌ لَهُ بِمَغنـاهُ فَالـرِز = قُ لَدى غَيـرِهِ كَسُـمِّ الخِيـاطِ
طاهِرُ الجَـدِّ جَـدُّهُ كُـلَّ يَـومٍ = في صُعودٍ وَضِدُّهُ في اِنحِطـاطِ
طَودُ حِلمٍ يَكـادُ يَستَعبِـدُ الـدَه = رَ بِعَـزمٍ لَـهُ شَديـدِ النِيـاطِ
طَبَّ هَذا الزَمانَ وَهـوَ جَسيـمٌ = قَصَّـرَت دونَـهُ يَـدا بِقِـراطِ
طَوَّقَ الناسَ بِالنَـدى فَهَناهُـم = في دَوامٍ وَرِزقُهُم في اِنبِسـاطِ
طُبِعَت راحَتاهُ مِن جَوهَرِ الجو = دِ وَلَيسَ المَعطِـيُّ كَالمُتَعاطـي
طالَ في المالِ عِزُّ كَفَّيهِ حَتّـى = أَفرَطَت فيـهِ غايَـةَ الإِفـراطِ
طاعَنَ الخَيلَ قَبلَ ذابِلَـةِ اللُـد = نِ بِلُدنٍ مِن عَزمِهِ ذي شِطـاطِ
طِرفُهُ الدَهرُ أَينَما سارَ وَالحَـز = مُ عِنـانٌ وَعَزمُـهُ كَالسِيـاطِ
طارَدَتهُ الكِرامُ في حَلبَةِ الجـو = دِ فَكَلّـوا فـي أَوَّلِ الأَشـواطِ
طَلَبوا شَأوَهُ فَما حَصَّـلَ الطـا = لِبُ مِن كَنـزِهِ سِـوى قيـراطِ
طاوَعَتني جَواهِرُ المَـدحِ فيـهِ = فَأَتَت فـي النِظـامِ كَالأَسمـاطِ
طَيِّبُ اللَفظِ لَو حَوَتـهُ اللَآلـي = جَعَلَتـهُ الحِسـانُ كَـالأَقـراطِ
طُرَفٌ كَالعُقـودِ فَالـدُرُّ مِنهـا = ذِكـرُهُ وَالبُيـوتُ كَالأَسمـاطِ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:09 AM
حرف الظاء


ظَفِـرَت سِهـامُ فَواتِـرِ الأَلحـاظِ = فَرَمَـت صَميـمَ قُلوبِنـا بِشُـواظِ
ظَلَّـت تُقاتِـلُ لِلمُقاتِـلِ أَسهُـمـاً = أَغنَت عَـنِ الأَفـواقِ وَالأَرعـاظِ
ظَلَمَت ظِباءُ الخَيفِ حينَ مَنَحتُهـا = حِفظَ العُهـودِ وَجَهدُهـا إِحفاظـي
ظَبيـاتُ أُنـسٍ صَيدُهُـنَّ مُحَـرَّمٌ = يَرتَعنَ مـا بَيـنَ الصَفـا فَعُكـاظِ
ظَعَنوا فَبِتُّ أَسُـحُّ دَمعـي بَعدَهُـم = وَأُجيلُ في تِلـكَ الدِيـارِ لِحاظـي
ظِفـري لِسِنّـي قـارِعٌ وَمَدامِعـي = قَـد خَـدَّدَت خَـدِّيَ بِالإِلـظـاظِ
ظَنَّ الخَلِيُّ بِـأَن أُحـاوِلَ بَعدَهُـم = سَكَـنـاً وَدامَ بِعَـدلِـهِ إيقـاظـي
ظُلمٌ إِذا ظَعَنَ الخَليـطُ وَلَـم أُسِـر = بِالعَيـشِ بَيـنَ تَنايُـفٍ وَشِـنـاظِ
ظِهرِيَةٌ إِن ضامَهـا أَلَـمُ السُـرى = حَثَّـت مَناسِمَهـا بُعَيـدِ مَـظـاظِ
ظُلُماتُ دَجنٍ في الظَـلامِ دَواهِـشٌ = مِن حَولِها هَولُ السَـرى إيقاظـي
ظَلَعَت فَأَنحَلَهـا السُـرى فَتَـأَوَّدَت = مِن طولِ مَسِّ شِظاظِهِنَّ شِظاظـي
ظَأبُ الحُـداةِ يَحُثُّهـا فَـإِذا وَنَـت = تَفنـى بِزَجـرِ حُداتِهـا الأَفظـاظِ
ظَبظابُهـا أَلَـمُ المَسيـرِ وَوَقعُهـا = بِيَدَي حُـداةٍ فـي المَسيـرِ غِـلاظِ
ظَلَّت عَلى المَرعى الخَصيبِ نُفوسُنا = مُتَأَلِّمـيـنَ بِسـائِـقٍ مِـلـظـاظِ
ظَلنـا نُقاسِمُهُـنَّ أَهـوالَ السُـرى = وَنَبيـتُ فـي حَـثٍّ بِــهِ وَدِلاظِ
ظَعَنٌ يَقودُ إِلـى الحَبيـبِ نُفوسَنـا= وَإِلى اِبنِ أُرتُـقَ جَوهَـرَ الأَلفـاظِ
ظِـلٌّ ظَلـيـلٌ لِلعُـفـاةِ فَــدُرُّهُ = يُنسيـكَ وَقـدَ جَواهِـرِ الأَقـبـاظِ
ظَهَرَ الحَياءُ بِوَجهِـهِ فَتَـرى بِـهِ = بِشـرَ السُـرورِ وَهيبَـةَ المُغتـاظِ
ظَرُفَـت خَلائِقُـهُ وَأَحفَـظَ مالَـهُ = فَأَضاعَـهُ رُغمـاً عَلـى الحُفّـاظِ
ظَفـرٌ بِـهِ رَدَّ العُـداةَ بِغَيظِـهِـم =مُذ أَنَّهُم عَلِموا بِمَـن أَنـا حاظـي
ظَـلّامُ جَـذبِ الظالِميـنَ بِصـارِمٍ = قَـد خاطَـبَ الغُلَظـاءَ بِالإِغـلاظِ
ظَلَّت ظُباهُ إِذ غَدَت تَعـظُ الـوَرى = إِنَّ الـرُؤوسَ مَنـابِـرُ الـوُعّـاظِ
ظـامٍ إِلـى نَهـلِ الدِمـاءِ فَهَمُّـهُ = يَـومَ الهِيـاجِ تَشَتُّـتُ الأَشــواظِ
ظَمِئَت مَضارِبُ غَفرَتَيهِ فَأَصبَحَـت = مِـن عَـدَمِ اللَهَـواتِ ذاتَ لَمـاظِ
ظَنّي جَميلٌ فيكَ يا مَـن أَصبَحَـت = تَرنـو إِلـى نَعمائِـهِ أَلحـاظـي
ظَفَروا بِظِلِّـكَ يـا مَليـكُ فَإِنَّهُـم = بِوَلاكَ قَـد فـازوا بِخَيـرِ حِفـاظِ
ظُرّانُ أَرضِكَ لِلسَماءِ قَـدِ اِغتَـدَت = بِكَ فـي مُفاخَـرَةٍ وَفَـرطِ غِيـاظِ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:13 AM
حرف العين


عَذلُ العَواذِلِ في هَواكَ مُضَيَّـعُ = هَب أَنَّهُم عَذَلوا فَمَن ذا يَسمَـعُ
عَذَلوا وَلَو عَدَلوا بِأَربابِ الهَوى = ما حاوَلوا ما لَيسَ فيـهِ مَطمَـعُ
عَلِموا بِأَنَّكَ هاجِـري فَتَوَهَّمـوا = أَنّـي لِذَلِـكَ بِالمَـلامَـةِ أُردَعُ
عَدّوا صِفاتِكَ فَاِنثَنَيـتُ بِلَومِهِـم = وَاللَومُ فيهِ مـا يَضُـرُّ وَيَنفَـعُ
عَذَّبتَ بِالهِجرانِ صَبّاً مـا لَـهُ = حَتّى المَماتِ إِلى سِواكَ تَطَلُّـعُ
عارٌ يُناديـهِ الهَـوى فَيُجيبُـهُ = طَوعاً وَيَدعوهُ الغَـرامُ فَيَسمَـعُ
عَينٌ تَنـامُ إِذا هَجَـرتَ لَعَلَّهـا = بِخَيالِ طَيفِكَ في المَنـامِ تُمَتَّـعُ
عَطفُ الخَيالِ بِأَن يُلِـمَّ فَإِنَّنـي = أَرضى بِإِلمـامِ الخَيـالِ وَأَقنَـعُ
عَجَباً لَهُ يَسخو وَيَسطـو نائِيـاً = عَنّي وَيَمنَحُني الوِصالَ وَيَمنَـعُ
عُد بِالجَميلِ كَما عَهِـدتُ فَإِنَّـهُ = لَم يَبقَ في قَوسِ التَصَبُّرِ مَنـزَعُ
عَسفاً صَبَرتُ عَلى هَواكَ لِأَنَّني = إِن لَم أَلُذ بِالصَبرِ مـاذا أَصنَـعُ
عَلَّ الزَمانَ يَرُدُّ أَيّـامَ الرِضـى = أَو أَنَّ ساعاتِ التَواصُلِ تَرجِـعُ
عَزَّ الشَفيعُ إِلى الزَمانِ وَإِنَّنـي = بِسِوى يَدِ المَنصـورِ لا أَتَشَفَّـعُ
عَلَمٌ لَنا مِنهُ الخِلافَـةُ مَنصِـبٌ = نَجمٌ لَهُ أُفُـقُ المَعالـي مَطلَـعُ
عَضُدٌ لِوا الإِسلامِ مَشـدودٌ بِـهِ = رُكنٌ لِديـنِ اللَـهِ لا يَتَزَعـزَعُ
عَبلٌ إِذا لاقى العُـداةَ بِمَعـرَكٍ = سِيّانِ مِنهُـم حاسِـرٌ وَمُـدَرَّعُ
عَذبٌ مَريـرٌ عابِـسٌ مُتَبَسِّـمٌ = ناءٍ قَريـبٌ مُبطِـئٌ مُتَرَعـرِعُ
عالي المَراتِبِ تَخضَعُ الدُنيا لَـهُ = طَوعاً وَتَحسُدُهُ النُجـومُ الطُلَّـعُ
عُهِدَت يَداهُ بِالسَماحِ فَأَصبَحَـت = تَرجو مَواهِبَهُ الخَلائِـقُ أَجمَـعُ
عَلَمَ الخَلائِقَ مِن نَـداهُ بِوابِـلٍ = غَدِقٍ سَحائِبُ جـودِهِ لا تُقطَـعُ
عَبِـقَ الثَنـاءُ فَفَرَّقَـت أَموالَـهُ = كَفٌّ لِشَمـلٍ بِالسَمـاحِ تُجَمَّـعُ
عَجِلَت يَداهُ عَلى عِداهُ بِصـارِمٍ = بَرقُ المَنِيَّةِ مِـن سَنـاهُ يَلمَـعُ
عَضبٌ إِذا ما قامَ يَوماً خاطِبـاً = فَاِلهامُ تَسجُدُ وَالجَماجِـمُ تَركَـعُ
عَطشانُ مِن طولِ الضِرابِ وَإِنَّهُ = بِسِوى الدِمـاءِ غَليلُـهُ لا يُنقَـعُ
عَصَفَت رِياحُ المَوتِ مِن شَفَراتِهِ = فَتَكَلَّمَت فيـهِ الطِبـاعُ الأَربَـعُ
عَلِقَت يَدي بِكَ يا أَبا الفَتحِ الَّذي = نَصرُ الأَنامِ عَلى عُـلاهُ أَجمَـعُ
عِلماً بِأَنَّ الجودَ فيـكَ صَنيعَـةٌ = طَبعٌ وَذَلِكَ فـي سِـواكَ تَطَبَّـعُ
عِش في نَعيـمٍ لا يُنَقَّـلُ ظِلُّـهُ = وَعُلىً يَذِلُّ بِها الزَمانُ وَيَخضَعُ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:18 AM
حرف الغين


غَيرُ مُجـدٍ مَـع صِحَّـةٍ وَفَـراغِ = طولُ مُكثي وَالمَجدُ سَهلٌ لِباغـي
غَفَلَت هِمَّتي عَنِ السَعـيِ حَتّـى = بَلَّغَتنـي الأَيّـامُ شَــرِّ بَــلاغِ
غالِطٌ مَن يَحُطُّ عَن صَهوَةِ العِـز = زِ وَيَرضـى بَمَوقِـعِ الأَرســاغِ
غِب عَنِ الهَمِّ يَصفُ عَيشُكَ يا صا= حِ وَلا تَنـثَـنِ إِلــى الـفُـرّاغِ
غَنِّ لي بِاِسمِ لَيلى عَسى وَيَومُ البا= غي فيهِ لَـهُ يَـومُ عَيـنِ البـاغِ
غابَ عَنّا الرَقيبُ وَاِبتَـدَرَ السـا = قـي عَلـى الكُـؤوسِ وَالفُـرّاغِ
غَنِـجُ الطَـرفِ ذو خَـدٍّ أَسيـلٍ = لَم يَزَل مِن دِمائِنا فـي الصَبـاغِ
غالَ فينا وَجارَ في القَتـلِ حَتّـى = تَسَلسَلَـت عَقـارِبُ الأَصــداغِ
غَصَّتِ الراحُ بِالمِـزاجِ فَجاشَـت = بِحَبـابٍ يَحكـي الثُغـورَ سَبـاغِ
غَضِبَت فَاِنثَنَت تُوَسوِسُ في العَـق = لِ شَياطينُ فِكرِهـا فـي النُـزاغِ
غَيَّـرَت صِبغَـةَ الدِنـانِ بِنـورٍ = هُـوَ لِلكَـأسِ أَحسَـنُ الأَصبـاغِ
غَسَقٌ خِلتُ أَنَّ وَجهَ أَبـي الفَـت = حِ جَــلاهُ بِـنـورِهِ الـبَـزّاغِ
غَيثُ جودٍ إِن هَـمَّ لِلقَصـدِ راجٍ = وَوَبـالٌ إِن هَـمَّ بِالجَـورِ بـاغِ
غَـدِقُ الجـودِ بَعدَمـا هُـوَ مُـم = طِرُ شُربِ الخَيلِ وَالمَطِيِّ الرَواغي
غافِـرٌ لِلذُنـوبِ بَعـدَ اِقـتِـدارٍ = عائِـدٌ لِلصَـلاةِ بَعـدَ الـفَـراغِ
غابِـنٌ لِلمـالِ أَن يَجـودَ عَلَـي =هِ جودُ أَسيافِـهِ عَلـى كُـلِّ بـاغِ
غَرَسَ الجودَ في الـوَرى وَأَسـرا = هُ بِكُثرِ الغَرسِ في بُطونِ الأَواغي
غَمَـرَ العالَميـنَ نائِـلُ كَـفَّـي = هِ بِـبَـذلِ الـنَـوالِ وَالإِسـبـاغِ
غَشِيَ الحَـربَ يَهتَـدي بِحُسـامٍ = عـارِفٍ بِالنُحـورِ وَالأَصــداغِ
غاصَ في لُجَّـةِ المَفـارِقِ حَتّـى = خَصَمَ العَقلَ فـي مَقَـرِّ الدِمـاغِ
غادَرَ الشُهـبَ كَالعَجاجَـةِ دُهمـاً = وَسَناهـا مَخضوبَـةَ الأَرســاغِ
غارَةٌ لَم يَخَف بِهـا زَجـرَ قَـومٍ = لَيسَ تَخشى الأُسـودُ نَغـوَةَ ثـاغِ
غَبَطَتـهُ فيهـا الخَلائِـقُ إِذ بِـت = تُ وَدَهرُ مُصـغٍ إِلَـيَّ وَصـاغِ
غُصَصُ الدَهرِ قَبلَـهُ أَخلَصَتنـي = فَاِنثَنَيـتُ لِلنـاسِ نَشـرَ مَسـاغِ
غَيـرَ أَنَّ العَـزائِـمِ الأُرتُقَـيّـا = تِ حَمَتني مِـن صَرفِـهِ الـرَوّاغِ
غُضَّ طَرفُ الأَعداءِ عَنكَ أَبا الفَت = حِ وَباتَت قُلوبُهُـم فـي اِرتِيـاغِ
غَيظُ أَهلُ النِفـاقِ مِنـكَ وَأَمسـى = كُلُّ ضارٍ مِن خَوفِهِ وَهـوَ صـاغِ
غاضَ مِنهُ مـاءُ الحَيـاةِ فَبـادَت = حَـذَراً مِـن سِنـانِـكَ الـلَـدّاغِ
غَـمَّ أَعـداءَ لا بَرِحـتَ بِمُلـكٍ = آمِنـاً مِـن شَوائِـبِ الإِرتِـيـاغِ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:23 AM
حرف الفاء


فَتكُ اللَواحِظِ وَالقُـدودِ الهيـفِ = أَغرى السُهادَ بِطَرفِيَ المَطروفِ
فَجَهِلتُ تَضعيفَ الجُفونِ وَإِنَّمـا = ضُعفُ القُلوبِ بِذَلِكَ التَضعيـفِ
في كُلِّ يَـومٍ لِلَّواحِـظِ غـارَةٌ = شُغِفَت بِنَهبِ فُؤادِيَ المَشغـوفِ
فَتَرَت وَما فَتَرَ القِتالُ وَأُضعِفَت = وَفِعالُها بِالفَتكِ غَيـرُ ضَعيـفِ
فَلَئِن سَطَت أَيدي الفِراقِ وَأَبعَدَت = بَدراً تَحَجَّبَ نِصفُـهُ بِنَصيـفِ
فَلَكَم نَعِمتُ بِوَصلِهِ فـي مَنـزِلٍ = قَد طابَ فيهِ مَربَعي وَمَصيَفـي
فارَقتُ زَوراءَ العِراقِ وَإِنَّ لـي = قَلبـاً أَقـامَ بِرَبعِـهِ المَألـوفِ
فَلأَثنِيَنَّ إِلـى العِـراقِ أَعِنَّتـي = وَأُطيلُ في تِلكَ الدِيـارِ وُقوفـي
فيها بُدورٌ في خِلالِ مَضـارِبٍ = وَشُموسُ دَجنٍ مِن وَراءِ سَجوفِ
فاقَت بِكُلِّ مُقَرطَـقٍ وَمُشَنَّـفٍ = وَالحُسنُ بَينَ قَراطِقٍ وَشُنـوفِ
فاتَ المُرادُ فَبِتُّ أَقـرَعُ بَعدَهُـم = سِنّي وَأَصفُقُ إِذ نَأَيتُ كُفوفـي
فَرَداً أُعَلَّلُ مِن لِقاهُـم بِالمُنـى = وَأَعيشُ بَعدَ القَـومِ بِالتَسويـفِ
فَصَلَت مَلازَمَةُ السَقامِ مَفاصِلي = بِيَدِ البُعـادِ وَأَنكَـرَت تَعريفـي
فَعُرِفتُ بِالحُبِّ المُبَـرِّحِ مِثلَمـا = عُرِفَت يَدُ المَنصورِ بِالتَصريفِ
فَخرُ المُلوكِ وَنَجمُهـا وَهِلالُهـا = غَوثُ الطَريدِ وَمَلجَأُ المَلهـوفِ
فِكرٌ يُدَوِّرُ فـي أُمـورِ زَمانِـهِ = طَرفي خَبيرٌ في الزَمانِ عَروفِ
فَجرٌ إِذا ما الظُلمُ أَظلَـمَ لَيلُـهُ = جَلّى دُجاهُ بِعَدلِـهِ المَوصـوفِ
فَرضٌ عَلـى أَسيافِـهِ وَبَنانِـهِ = بِالعَدِّ رَدَّدَهُ وَصَرفِ صُـروفِ
فَتَكَت يَـداهُ بِالنُضـارِ فَأَتلَفَـت = ما ضَمَّهُ مِـن تالِـدٍ وَطَريـفِ
فَشِعارُهُ في الحَربِ فَلُّ مَقانِـبٍ = وَصَنيعُهُ في السِلمِ بَذلُ أُلـوفِ
فَرَقَ الزَمانَ بِحالَتَيـهِ فَدَهـرُهُ = يَومانِ يَومُ نَدىً وَيَـومُ حُتـوفِ
فَلِذاكَ آنَستِ الوُقـوفُ بِرَبعِـهِ = نارَينِ نارِ وَغىً وَنارِ مَضيـفِ
فَهَمٌ وَلَكِن فـي مَسامِـعِ فَهمِـهِ = صُمٌّ عَـنِ التَقيِيـدِ وَالتَعنيـفِ
فَنَدُ العَواذِلِ في السَماحِ يَزيـدُهُ = جوداً وَيُرجِفُهُم بِرُغـمِ أُنـوفِ
فَلَّ الجُيـوشَ بِعَزمَـةٍ مَلَكِيَّـةٍ = تُغنيهِ عَـن خَطِّيَّـةٍ وَسُيـوفِ
فَصَلُ القَضا مُتَتابِـعٌ لِقَضائِـهِ = تُلقـى إِلَيـهِ أَزِمَّـةُ التَشريـفِ
فَضَلٌ بِهِ فَضَلَ الأَنـامَ وَهِمَّـةٌ = رَكِبَ العُلوَّ بِها بِغَيـرِ رَديـفِ
فُهنا بِنَظـمِ حَديثِـهِ مَـع أَنَّنـا = ما إِن نَرومُ بِهِ سِوى التَشريفِ
فُزنا بِهِ الفَوزَ العَظيمَ مِنَ الرَدى = وَأَمِنّا في مَغنـاهُ كُـلَّ مَخـوفِ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:28 AM
حرف القاف



قِفي وَدِّعينـا قَبـلَ وَشـكِ التَفَـرُّقِ = فَما أَنا مِن يَحيا إِلـى حيـنَ نَلتَقـي
قَضَيتُ وَما أَودى الحِمـامُ بِمُهجَتـي = وَشِبتُ وَما حَـلَّ البَيـاضُ بِمَفرِقـي
قَضيتِ لَنا في الذُلِّ في مَذهَبِ الهَـوى = وَلَم تَفرِقـي بَيـنَ المُنَعَّـمِ وَالشَقـي
قَرَنتِ الرِضى بِالسُخطِ وَالقُربَ بِالنَوى = وَمَزَّقتِ شَملَ الوَصـلِ كُـلَّ مُمَـزَّقِ
قَبِلتِ وَصايا الهَجرِ مِن غَيرِ ناصِـحٍ = وَأَحيَيتِ قَولَ الهَجرِ مِن غَيرِ مُشفِـقِ
قَطَعتِ زَمانـي بِالصُـدودِ وَزُرتِنـي = عَشِيَّـةَ زُمَّـت لِلتَـرَحُّـلِ أَينُـقـي
قَضى الدَهرُ بِالتَفريقِ فَاِصطَبِري لَـهُ = وَلا تَذمُـمـي أَفعـالَـهُ وَتَرَفَّـقـي
قَبيـحٌ بِنـا ذَمُّ الزَمـانِ وَإِن جَنـى = إِذا كانَ فيهِ مِثلُ غـازي بـنِ أُرتُـقِ
قِوامٌ لِدينِ اللَـهِ قَـد حَفِـظَ الـوَرى = بِعَينٍ مَتى تَنظُر إِلى الدَهـرِ يُطـرِقِ
قَريـبٌ إِذا نـودي بَعيـدٌ إِذا اِنتَمـى = عَبوسٌ إِذا لاقـى ضَحـوكٌ إِذا لُقـي
قَسا قَلبُهُ جوداً عَلى المـالِ فَاِغتَـدى = يَجورُ عَلـى أَموالِـهِ جَـورَ مُحنَـقِ
قَلائِـدُ أَعنـاقِ الـرِجـالِ هِبـاتُـهُ = تَرى الناسَ مِنها كَالحَمـامِ المُطَـوَّقِ
قَضى بِتِلافِ المالِ في مَذهَبِ العَطـا = فَجادَ إِلـى أَن قـالَ سائِلُـهُ اِرفُـقِ
قَضَت عَنهُ قَومٌ إِذ رَأَت فَيضَ جـودِهِ = وَمَن لَم يَبِن عَن مَهبِطِ السَيلِ يَغـرَقِ
قَويُّ السَطا لَو خاصَمَ الدَهـرُ بَأسَـهُ = غَدا خاسِـراً فـي دِرعِـهِ المُتَمَـزِّقِ
قَصيرُ الخُطى نَحوَ المَعاصي وَإِنَّهـا= طِوالٌ إِذا ماجالَ فـي صَـدرِ فَيلَـقِ
قَديرٌ عَلى جَيشِ اللُهـى غَيـرُ قـادِرٍ = تَقِـيٌّ لِأَهـوالِ الوَغـى غَيـرُ مُتَّـقِ
قَنـى الحَمـدَ ثَوبـاً لِلفَذخـارِ وَإِنَّـهُ = عَلـى جِـدَّةِ الأَيّـامِ لَـم يَتَـخَـرَّقِ
قُدِ العَزمَ وَاِبقَ يا أَبـا الفَتـحِ سالِمـاً = فَقَد خَفَضَ الدَهـرُ الجَنـاحَ لِتَرتَقـي
قَدِ اِستَبشَـرَت مِنـكَ اللَيالـي وَإِنَّمـا = بَشاشَتُهـا فـي غَيـرِكُـم لِلتَمَـلُّـقِ
قَريبٌ مِنَ الداعي فَمَن يَبـغِ نُصـرَةً = يَجِدكَ وَمَن يَطلِبكَ في الضيقِ يَلحَـقِ
قَسَمتَ عَلى الـوُرّادِ رِزقـاً قَسَمتَـهُ = وَقُلـتَ لَهـا مِمّـا رَزَقنـاكِ أَنفِقـي
قَصَدنـاكَ يـا نَجـمَ المُلـوكِ لِأَنَّنـا = رَأَينا الوَرى مِن بَحرِ جودِكَ تَستَقـي
قَطَعنا إِلَيـكَ البيـدَ نُهـدي مَدائِحـاً = جَواهِرُهـا مِـن بَحـرِكَ المُتَـدَفِّـقِ
قَصائِـدُ فـي أَبياتِـهِـنَّ مَقـاصِـدٌ = تَرَدَّدَ فـي أَحداقِهـا سِحـرُ مَنطِـقِ
قَوافٍ إِذا ما جُزنَ فـي سَمـعِ ناقِـدٍ = فَعَلـنَ بِـهِ فِعـلَ السُـلافِ المُعَتَّـقِ
قَدِمـتُ بِمَدحـي زائِـراً فَلَقيتَـنـي = بُحُسـنِ قَبـولٍ لِلـرَجـاءِ مُحَـقِّـقِ
قَليـلٌ إِلـى أَرضِ العِـراقِ تَطَلُّعـي = وَجـودُكَ قَيـدٌ بِالمَكـارِمِ موثِـقـي
قَصَرَت بِمَغنـاكَ الحَـوادِثُ إِذ رَأَت = بِحَبلِـكَ مِـن دونِ الأَنـامِ تَعَلُّـقـي


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:32 AM
حرف الكاف



كُفّي القِتـالَ وَفُكّـي قَيـدَ أَسـراكِ = يَكفيكِ مـا فَعَلَـت بِالنـاسِ عَينـاكِ
كَلَّت لِحاظُكِ مِمّـا قَـد فَتَكـتِ بِنـا = فَمَن تُرى فـي دَمِ العُشّـاقِ أَفتـاكِ
كَفاكِ مـا أَنـتِ بِالعُشّـاقِ فاعِلَـةٌ = لَو أَنصَفَ الدَهرُ في العُشّاقِ عَـزّاكِ
كَمَّلتِ أَوصافَ حُسنٍ غَيـرِ ناقِصَـةٍ = لَـو أَنَّ حُسنَـكِ مَقـرونٌ بِحُسنـاكِ
كَيفَ اِنثَنَيتِ إِلـى الأَعـداءِ كاشِفَـةً = غَوامِضَ السِرِّ لَمّا اِستَنطَقـوا فـاكِ
كَتَمتُ سِرَّكِ حَتّى قـالَ فيـكِ فَمـي = شِعراً وَلَم يَـدرِ أَنَّ القَلـبَ يَهـواكِ
كِدتِ المُحِـبَّ فَمـا أَنـتِ بِطالِبَـةٍ = فَنا مُحِبُّـكِ مَـع إِشمـاتِ أَعـداكِ
كافَيتِنـي بِذُنـوبٍ لَسـتُ أَعرِفُهـا = فَسامِحي وَاِذكُري مَن لَيسَ يَسـلاكِ
كَلَّفتِني حَملَ أَثقـالٍ عَجَـزتُ بِهـا = وَحَبَّـذا ثِقلُهـا إِن كـانَ أَرضـاكِ
كا بَدتُ هَولَ السُرى في البيدِ مُكتَسِباً = مالاً وَما كُنتُ أَبغي المـالَ لَـولاكِ
كَـلّا وَلابِـتُّ أَطـوي كُـلَّ مُقفِـرَةٍ =وَمَهمَـهٍ لَـم تَسِـر فيـهِ مَطايـاكِ
كَأَنَّ فيـهِ السَمـا وَالأَرضَ واحِـدَةٌ =وَنوقُنا نُجـبُ نـورٍ تَحـتَ أَمـلاكِ
كَبَت مِنَ الأَينِ فيـهِ ناقَتـي فَغَـدَت = تَشكو إِلَيَّ بِطَـرفٍ شاخِـصٍ بـاكِ
كَوماءُ تَسحَبُ مِـن سُقـمٍ مَناسِمَهـا = كَـأَنَّ أَرجُلَهـا شُـدَّت بِـأَشـراكِ
كَفَّت عَنِ السَيرِ لِلمَرعـى مُحاوَلَـةً = فَقُلتُ سيري إِلى مَرعى النَدى الزاكي
كَرَّت وَقالَت إِلى مَن ذا فَقُلـتُ لَهـا = إِلى أَبـي الفَتـحِ مَولانـا وَمَـولاكِ
كَهفُ الضُيوفِ وَوَهّابُ الأُلوفِ وَجَد = داعُ الأُنوفِ وَأَمنُ الخائِفِ الشاكـي
كَريمُ أَصلٍ يُعيـدُ الـروحَ مَنظَـرُهُ = فَلـو قَضَيـتِ بِـإِذنِ اللَـهِ أَحيـاكِ
كَساكِ مِن سُنـدِسِ الإِنعـامِ أَردِيَـةً = حَتّى كَـأَنَّ جِنـانَ الخُلـدِ مَـأواكِ
كُلي هَنيئاً وَنامـي غَيـرَ جازِعَـةٍ = في مَربَعٍ فيـهِ مَرعانـا وَمَرعـاكِ
كـانَ الرَجـاءُ بِلُقـيـاهُ يُعَلِّلُـنـي = وَحادِثـاتُ اللَيالـي دونَ إِدراكــي
كَذا طِلابُ العُلى يـا نَفـسُ مُمتَنُـعٌ = فَـإِن صَبَـرتِ لَـهُ نالَتـهُ كَفّـاكِ
كَواكِـبُ القَـطـرِ إِلّا أَنَّ راحَـتُـهُ = إِن أَمسَكَ القَطـرُ لا تَعبـا بِإِمسـاكِ
كَفٌّ حَكـى وابِـلَ الأَنـواءِ وابِلُهـا = حَتّى غَدا يَحسُدُ المَحكِـيَّ لِلحاكـي
كَم أَبكَتِ البيضَ في كَفَّيهِ إِذ ضَحِكَت = عَيناً وَأَضحَكَ سِنّـاً مالُـهُ الباكـي
كُـلُّ الأَنـامِ لِمـا أَولاهُ شـاكِـرَةٌ = فَما لَهُ غَيرُ بَيتِ المـالِ مِـن شـاكِ
كُن كَيفَ شِئتَ بِأَمـنِ اللَـهِ يامَلِكـاً = أَضحَـت عَزائِمُـهُ أَقطـابَ أَفـلاكِ
كَفَيتَنا مِنكَ مَنّـاً لَـو وُصِفـتَ بِـهِ = لَظُـنَّ ذَلِـكَ مِنّـا نَـوعَ إِشــراكِ
كَذاكَ لا زِلتَ تَكفي كُـلَّ ذي جَسَـدٍ = فَتكَ الخُطـوبِ بِعَـزمٍ مِنـكَ فَتّـاكِ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:36 AM
حرف اللام



لَـم أَدرِ أَنَّ نِبـالَ الغُنـجِ وَالكَـحَـلِ = تَحتَ السَوابِغِ تُصمي مُهجَـةَ البَطَـلِ
لَعَـلَّ طَرفَـكَ مِـن أَسمائِـهِ ثُـعَـلٌ = كَذَلِـكَ الرَمـيُ مَنسـوبٌ إِلـى ثُعَـلِ
لَواحِـظٌ حـاذَرَت أَلحاظَنـا فَغَـدَت = بِصارِمِ الغُنـجِ تَحمـي وَردَةَ الخَجَـلِ
لَقَـد تَعَـدَّت عَلينـا غَيـرَ راحِمَـةٍ = فَظَلَّـلَ الحُسـنُ ظِـلّاً غَيـرَ مُنتَقِـلِ
لِلَّـهِ لَيلَتُـنـا بِالمَجمَعَـيـنِ وَقَــد = حالَت وَتَذكارُها في القَلبِ لَـم يَحُـلِ
لَيلٌ تَنَعَّمتُ فـي وَصـلِ الفَتـاةِ بِـهِ = حَتّى تَوَهَّمـتُ أَنَّ البَـدرَ مِـن قِبَلـي
لَمياءُ جادَت لَنا بِالوَصـلِ إِذ عَلِمَـت = أَنَّ التَرَحُّـلَ قَـد زُمَّـت بِـهِ إِبلـي
لَزَّت إِلى صَدرِها صَـدري مُوَدَّعَـةً = وَزَوَّدَتنـي مِـنَ الإِرشـافِ وَالقُبَـلِ
لَمّا أَحَسَّت بِوَشـكِ البَيـنِ فَاِنسَفَحَـت = دُمـوعُ مُنتَحِـبٍ فـي إِثـرِ مُرتَحِـلِ
لا حَت صُروفُ النَوى حُزناً وَقَد نَثَرَت = عَقيقَ أَدمُعِهـا مِـن نَرجِـسِ المُقَـلِ
لَجَّـت فَقُلـتُ لَهـا كَيمـا أُعَلِّلُـهـا = كَمَـن يُعَلَّـلُ بَعـدَ النَهـلِ بِالعَـلَـلِ
لَعَـلَّ إِلمـامَـةً بِالـجِـزعِ نابِـتَـةً = كَيما يَهُبُّ نَسيـمُ البُـرءِ فـي عِلَلـي
لَـوَت إِلَـيَّ عِنـانَ الــذُلِّ قائِـلَـةً = عَـلامَ تَعجَـلُ الأَسـفـارِ وَالنُـقَـلِ
لِمَـن تُؤَمِّـلُ بِالإِعسـارِ قُلـتُ لَهـا = عَلى اِبنِ أَرتُـقَ بَعـدَ اللَـهِ مُتَّكَلـي
الباسِـمِ الثَغـرِ وَالأَبطـالُ عابِـسَـةٌ = وَالمُخصِبِ الرَبعِ وَالأَرضونَ في مَحَلِ
لِمَـن أَضـاءَت بِنـورِ اللَـهِ دَولَتُـهُ = كَأَنَّهـا غُـرَّةٌ فـي جَبهَـةِ الــدُوَلِ
لَهُ يَراعٌ وَعَضبٌ مـا جَـرى وَبَـرى = إِلّا قَضى وَمَضـى بِالـرِزقِ وَالأَجَـلِ
لُذنـا بِـهِ فَرَأَينـا مِــن مَناقِـبِـهِ = ما لا تُشاهِدُهُ الأَبصـارُ فـي رَجُـلِ
لَيـثٌ أَضافَـت سَجايـاهُ حَماسَـتَـهُ = إِلى السَمـاحِ وَنـاطَ العِلـمَ بِالعَمَـلِ
لَكَ الفَضائِلُ يـا نَجـمَ المُلـوكِ لَقَـد = جَرَيتَ في المَجدِ جَريَ النَومِ بِالمُقَـلِ
لَزِمتَ حَدَّ التُقـى عَـن كُـلِّ فاحِشَـةٍ = حَتّى كَأَنَّـكَ مَعصـومٌ عَـنِ الزَلَـلِ
لَـرُبَّ لَيـلِ عَجـاجٍ كـانَ أَنجُـمَـهُ = شُهبُ الصَفاحِ وَأَطرافُ القَنـا الذُبُـلِ
لَذَّ الوَغى لِلمَواضـي فَاِنثَنَـت طَرَبـاً = بِهِ وَمـاسَ القَنـا كَالشـارِبِ الثَمِـلِ
لَولا فَرارُ الأَعـادي مِـن يَديـكَ بِـهِ = لَأَصبَحـوا فـي فَـمِ الأَيّـامِ كَالمَثَـلِ
لَقَيتَهُـم بِجِيـادٍ قَـد كَفِـلـتَ لَـهـا = أَن لا تَرى الشوسُ مِنها صورَةَ الكَفَلِ
لي أَيُّها المَلِـكِ المَنصـورِ فيـكَ فَـمٌ = ما صاغَ قَبلَكَ تِبرَ المَدحِ فـي رَجُـلِ
لَهَوتُ عَن مَدحِ أَهلِ الأَرضِ مُرتَفِعـاً = عَنهُم وَعَضبُ لِساني غَيـرُ ذي فَلَـلِ
لَو كانَ مِثلُـكَ مَوجـوداً نَظَمـتُ بِـهِ = أَضعافَ ما نَظَموا فيـهِ ذَوو الطَـوَلِ
لَكَ الوِلايَةُ فَاِرقَ فـي عُـلاكَ عَلـى = هـامِ السَمـاكِ بِعِـزٍّ غَيـرِ مُنتَقِـلِ


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 02:43 AM
حرف لام الألف ( لا )  



لا نِلتُ مِن طيبِ وَصلِكُم أَمَـلا = إِن أَنـا حاوَلـتُ عَنكُـمُ بَـدَلا
لا كانَ يَومـاً يَـدومُ غَيرَكُـمُ = قَلبٌ عَلى فَـرطِ حُبِّكُـم جُبِـلا
لامَ عَذولـي عَليكُـمُ سَفَـهـاً = وَصارِمُ الحُبِّ يَسبُـقُ العَـذَلا
لاحٍ غَدا فـي الهَـوى يُعَنِّفُنـي = وَكُلَّما لامَ فـي الغَـرامِ حَـلا
لِأَهلِ نَجدٍ عِندي عُهـودُ صِبـاً = يَحفَظُهـا القَلـبُ كُلَّمـا بَخِـلا
لاعِـجُ شَوقـي إِلـى لِقائِهِـمُ = يُنبِـهُ قَلبـي بِهِـم إِذا غَـفَـلا
لامِعُ بَـرقِ الغَـرامِ يُذكِرُنـي = رَبعاً لِقَومٍ مِـنَ الأَنيـسِ خَـلا
لازَمتُ مِن دونِهِ القِفـارَ وَقَـد = تَرَكتُ فيـهِ الرِفـاقَ وَالخَـوَلا
لاكَـت بِـهِ خَيلُنـا مَراوِدَهـا = ثُمَّ اِستَحَبَّت مِن بَعدِنـا العَطَـلا
لَأَظهُـرِ الصافِنـاتِ خَيّـالَـةٌ = مِنّـا وَأَمّـا قُلوبُـهُـنَّ فَــلا
لَأَقطَعَـنَّ القِـفـارَ مُمتَطِـيـاً =جَـوادَ عَـزمٍ لِلنَجـمِ مُنتَعِـلا
لَئِن هَمَمـتُ كـانَ لـي هِمَـمٌ = تَفتَـحُ لـي بِاِهتِمامِهـا سُبُـلا
لا خِفتُ بُؤساً وَنائِلُ المَلِـكِ ال = مَنصورِ لِلعالَميـنِ قَـد كَفِـلا
لابِسُ ثَـوبِ العَفـافِ مُـدَّرِعٌ = مِن سُندُسِ المَجدِ وَالتُقى حُلَـلا
لاحَ فَـقَـومٌ تَـعُـدُّ طَلعَـتَـهُ = رِزقـاً وَقَـومٌ تَعُـدُّهُ أَجَــلا
لَأَخمِصَـنَّ الزَمـانَ مُرتَجِـلا = وَأَنظِمَـنَّ القَريـضَ مُرتَجَـلا
لاقَ بِأَمـثـالِـهِ وَمُحـكَـمُـهُ = لِمَن غَـدا ذِكـرُ حِلمِـهِ مَثَـلا
لِأَغزَرِ المُنعِمينَ طـولَ نَـدىً = وَأَرفَعِ العالِميـنَ طـورَ عُلـى
لِأَروَعٍ لا تَــزالُ راحَـتُــهُ = تَجـودُ لِلنـاسِ قَبلَمـا تُسَـلا
لاحِقُ شَـأوِ الكِـرامِ سابِقُهُـم = فـي جَريِـهِ لِلعُلـى إِذا قَفَـلا
لاذَ بِـهِ الوافِـدونَ فَاِمـتَـلَأَت = مِنهُ يَداهُـم وَصَدَّقـوا الأَمَـلا
لاجِيَةٌ مِـن نَـدى يَدَيـهِ إِلـى = رُكـنٍ مَشيـدٍ لِعَيَّهِـم حَمَـلا
لا تَخشَ يا اِبنَ الكِرامِ مِن زَمَنٍ = أَمَرتَـهُ بِالصَـلاحِ فَاِمتَـثَـلا
لاواكَ قَـومٌ فَكـانَ حَظَّـهُـمُ = طَلُّ دَمٍ في الوَغى وَضَربُ طُلى
لاقَيتَهُم وَالعِجاجُ لَـو خُضِبَـت= بِهِ فُروعُ الدُجـى لَمـا نَصَـلا
لَأَنـتَ مِـن مَعشَـرٍ بَعَدلِهِـمِ = قُـوِّمَ زَيـغُ الزَمـانِ فَاِعتَـدَلا
لانَ لَـكَ الدَهـرُ بَعـدَ شِدَّتِـهِ = فَجـادَ لِلنـاسِ بَعدَمـا بَخِـلا
لِأَجلِ ذا أَنجُـمُ العُلـى طَلَعَـت = بِهِ وَنَجـمُ الضَـلالِ قَـد أَفَـلا
لَأَربُـعُ المَجـدِ مِنـكَ آنِسَـةٌ = فَلا خَـلا رَبعُهـا وَلا عَطِـلا


يتبع
عز الدين القسام
27-12-2007, 03:00 AM
حرف الميم



مَغانِمُ صَفوِ العَيشِ أَسنـى المَغانِـمِ = هِـيَ الظِـلَّ إِلّا أَنَّـهُ غَيـرُ دائِـمِ
مَلَكتُ زِمامَ العَيشِ فيهـا وَطالَمـا = رَفَعتُ بِها أولى وُقـوعِ الجَـوازِمِ
مَغاني الحِمى جادَت سَحائِبُ أَدمُعي = عَليكَ إِذا جَفَّـت جُفـونُ الغَمائِـمِ
مَلاعِبُ لَهوٍ كَـم قَضَيـتُ بِرَبعِهـا = لُبانـاتِ أَيّـامِ الصِبـا المُتَـقـادِمِ
مِنَ الجانِبِ الغَربِيِّ مِن أَرضِ بابِلٍ= مَعاهِدُ أُنـسٍ مُشرِقـاتُ المَباسِـمِ
مَعالِـمُ بَيـنَ القَلعَتَـيـنِ وَإِنَّـمـا =مَحَلُّ المَعالي بَيـنَ تِلـكَ المَعالِـمِ
مَكَثتُ بِها دَهـراً وَعَينـي قَريـرَةٌ = بِها وَرَواقُ العِـزِّ عالـي الدَعائِـمِ
مَقيلي ظُهورُ الصافِنـاتِ وَمُؤنِسـي = رِياضُ الكَلا دونَ الحَشايا النَواعِـمِ
مَنيعُ يَقيني ضَيـمُ كُـلِّ غَضَنفَـرٍ = طَويلِ نِجادِ السَيفِ ماضي العَزائِـمِ
مَتى جادَ نادى مالُـهُ يـا لِطـارِقٍ = وَإِن سارَ نادى عِرضُهُ يـا لِسالِـمِ
مَواضي سُرورٍ لا اِنتِفاعَ بِذِكرِهـا= إِذا لَم أُعِدهـا بِاِرتِكـابِ العَظائِـمِ
مُنَبِّـهُ عَـزمٍ إِنَّـهُ غَيـرُ راقِــدٍ = وَمُوقِـظُ حَـزمٍ إِنَّـهُ غَيـرُ نائِـمِ
مَطَلتُ السُرى حَتّى مَلَلـتُ كَأَنَّمـا = عَلـيَّ مَقـامُ الـذُلِّ ضَربَـةُ لازِمِ
مَنَعتُ عَنِ التَرحالِ عيسي وَمَنعُهـا = عَنِ المَلِكِ المَنصورِ إِحدى العَظائِـمِ
مَليكٌ جِبالُ الأَرضِ مِن حِلمِهِ اِنتَشَت= وَأَبحُرُهـا مِـن جـودِهِ المُتَلاطِـمِ
مُفَرِّقُ شَملِ المالِ بَعـدَ اِجتِماعِـهِ = وَفي راحَتَيهِ جَمعُ شَمـلِ المَكـارِمِ
مَواهِبُهُ وَقـفٌ عَلـى كُـلِّ طالِـبٍ = وَأَسيافُـهُ حَتـمٌ عَلـى كُـلِّ آثِـمِ
مُقيـمٌ بِآيـاتِ النَـدى كُـلَّ قاعِـدٍ = كَمـا أَقعَـدَت أَسيافُـهُ كُـلَّ قائِـمِ
مَحَلُّ الرَدى فـي سَيفِـهِ وَسِنانِـهِ = وَبَحـرُ النَدىفـي كَفِّـهِ وَالبَراجِـمِ
مَحا بِسَطاهُ ذِكـرَ عَمـروٍ وَعَنتَـرٍ = وَأَحيا نَـداهُ ذِكـرَ مَعـنٍ وَحاتِـمِ
مَكارِمُ كَفٍّ لا تَزالُ بِهـا الـوَرى = مُطَـوَّقَـةً أَعناقُـهـا كَالحَمـائِـمِ
مُعَـوَّدَةٍ بِالبَـسـطِ إِلّا إِذا غَــدَت = بِمَتـنِ يَـراعٍ أَو بِقائِـمِ صــارِمِ
مُشيدُ العُلى لا تارِكٌ خِلَّـةَ النَـدى = وَلا سامِعٌ في الجـودِ لَومَـةَ لائِـمِ
مُصِرٌّ عَلى بَـذلِ الهِبـاتِ يَسُـرَّهُ = إِذا أَصبَحَـت أَمـوالُـهُ بِالمَـآتِـمِ
مَزيدُ العَطا لا يُلحِقُ الجـودَ مِنَّـةً = وَلا يُتبِـعُ الأَمـوالَ حَسـرَةَ نـادِمِ
مَضيفُ الوَرى مِثلُ الرَبيعِ بِرَبعِـهِ = وَأَيّامُهُـم فـي ظِلِّـهِ كَالمَـواسِـمِ
مَرَرنا حُفاةً فـي مَقـادِسِ رَبعِـهِ = كَأَنّـا مُشـاةٌ فَـوقَ هـامِ النَعائِـمِ
مَشَينـا وَلَـو أَنّـا وَفَينـا بِحَـقِّـهِ = مَشَينا عَلى الأَحداقِ دونَ المَناسِـمِ
مَدى الدَهرِ لا زالَت تَحُجُّ بَنو الرَجا = إِلَيـهِ وَتَحظـى بِالغِنـى وَالغَنائِـمِ
النون


نَعَـم لِقُلـوبِ العاشِقيـنَ عُـيـونُ = يَبيـنُ لَهـا مـا لا يَكـادُ يَبـيـنُ
نَظَرنا بِها ما كانَ قَبلُ مِـنَ الهَـوى = فَـدَلَّ عَلـى مـا بَعدَهـا سَيَكـونُ
نَهانا النُهى عَنهـا فَلَجَّـت قُلوبُنـا = فَقُلنـا اِقدُمـي إِنَّ الجُنـونَ فُنـونُ
نَغُـضُّ وَنَعفـو لِلغَـرامِ إِذا جَنـى = وَيَقسـو عَلَينـا حُكـمُـهُ فَنَلـيـنُ
نَـرُدُّ حُـدودَ المُرهَفـاتِ كَلَيـلَـةً = وَتَفتُـكُ فينـا أَعـيُـنٌ وَجُـفـونُ
نُهَوِّنُ فـي سُبـلِ الغَـرامِ نُفوسَنـا = وَمـا عـادَةً قَبـلَ الغَـرامِ تَهـونُ
نُطيـعُ رِماحـاً فَوقَـهُـنَّ أَهِـلَّـةً =وَكُثبـانَ رَمـلٍ فَوقَهُـنَّ غُصـونُ
نَواعِمُ شَنَّت فـي المُحِبّيـنَ غـارَةً = بِهـا اللُـدنُ قَـدٌّ وَالسِهـامُ عُيـونُ
نِبـالٌ وَلَكِـنَّ القِسِـيَّ حَـواجِـبٌ = نِصـالٌ وَلَكِـنَّ الجُفـونَ جُـفـونُ
نَهَبنَ قُلـوبَ العاشِقيـنَ وَغـادَرَت = بِجِسمي ضَنىً لِلقَلبِ مِنـهُ شُجـونُ
نُحـولٌ وَصَبـرٌ قاطِـنٌ وَمُقَـوَّضٌ = وَدَمـعٌ وَقَلـبٌ مُطلَـقٌ وَرَهـيـنُ
نُسَهِّـلُ أَحـوالَ الغَـرامِ تَجَـلُّـداً = وَإِنَّ سُهـولَ العاشِقيـنَ حُــزونُ
نُتابِعُهُ طَـوراً وَلا عُـروَةُ الهَـوى = بِوُثقـى وَلا حَبـلُ الزَمـانِ مَتيـنُ
نَظُنُّ جَميـلاً فـي الزَمـانِ وَإِنَّـهُ = زَمـانٌ لِتَصديـعِ القُلـوبِ ضَميـنُ
نَرومُ وُعودَ الجودِ مِنهُ وَقَـد غَـدَت = لَدى المَلِكِ المَنصورِ وَهـيَ دُيـونُ
نَبِـيٌّ سَمـاحٍ قَـد تُحُقَّـقَ بَعـثُـهُ = لَهُ الرَأيُ وَحـيٌ وَالسَماحَـةُ ديـنُ
نَجَـت فِئَـةٌ لا ذَت بِـهِ فَتَيَقَّـنَـت = بِـأَنَّ طَريـقَ الحَـقِّ فيـهِ مُبيـنُ
نَخِيٌّ لَهُ العَـزمُ الشَديـدُ مُصاحِـبٌ = سَخِيٌّ لَـهُ الـرَأيُ السَديـدُ قَريـنُ
نَجيبٌ لَوَ اَنَّ البَحـرَ أَشبَـهَ جـودَهُ = لَمـا سَلِمَـت مِـن جانِبَيـهِ سَفيـنُ
نَفَت عَنهُ ما ظَـنَّ العُـداةُ عَزائِـمٌ = هِيَ الجَيشُ وَالجَيشُ الخَميسُ كَميـنُ
نَمَتهُ إِلـى القَـومِ الَّذيـنَ رِماحُهُـم = قَضَت في الوَغى أَن لا يَضيقَ طَعينُ
نُجومٌ لَها فَـوقَ السُـروجِ مَطالِـعٌ = لُيوثٌ لَها تَحـتَ الرِمـاحِ عَريـنُ
نُفوسُهُـمُ يَـومَ الجِـدالِ جَــداوِلٌ = وَآراؤُهُـم يَـومَ الجِـدالِ حُصـونُ
نَجَعنـا إِلَيـهِ مِـن بِـلادٍ بَعـيـدَةٍ =وَكُلٌّ لَـهُ حُسـنُ الرَجـاءِ ضَميـنُ
نَهَضنا لِنَستَسقي السَحـابَ فَجادَنـا = سَحابُ نَـدى كَفَّيـهِ وَهـيَ هَتـونُ
نُوافيكَ يا مَن قَـد غَـدَت حَرَكاتُـهُ = عَلى المُلكِ مِنهـا هَيبَـةٌ وَسُكـونُ
نُجـازى بِمـا نَأتـي إِلَيـكَ هَديَّـةً = فَنَحمِـلُ دُرَّ المَـدحِ وَهـوَ ثَميـنُ
نَعِمتَ وَلا زالَـت رُبوعُـكَ جَنَّـةً = فَمَغنـاكَ حِصـنٌ لِلعُفـاةِ حَصيـنُ
نَهَبتَ الثَنا وَالجودَ وَالمَجـدَ وَالعُلـى = وَنِلتَ الأَمانـي وَالزَمـانُ سُكـونُ
الهاء


هَل عَلِمَ الطَيفُ عِندَ مَسراهُ = أَنَّ عُيونَ المُحِـبِّ تَرعـاهُ
هَيَّـجَ أَشواقَنـا بِـزَورَتِـهِ = ثُمَّ اِنثَنى وَالقُلـوبُ أَسـراهُ
هَجَعتُ كَيما يَزورُني قَمَري = أَعتِبُ طَرفي ظُلماً وَأَلحـاهُ
هَلّا أَتى وَالعُيـونُ ساهِـرَةٌ = وَالنَومُ بِالنَوحِ قَـد طَرَدنـاهُ
هُدَيتَ يا طَيفُ قُل لِأَهلِ مِنىً = إِنَّ المُعَنّـى هَـواهُ أَفـنـاهُ
هَوىً إِلى نَحوِكُـم يُجاذِبُـهُ = وَهوَ الَّذي في البِلادِ أَقصـاهُ
هاجَرَ لَمّا هَجَرتُمـوهُ فَمـا = أَغناهُ عَـن أَهلِـهِ وَمَغنـاهُ
هامَ وَلَم يَألَـفِ البِـلادَ وَإِن = قَرَّت بِتِلـكَ البِـلادِ عَينـاهُ
هَنِيُّ عَيـشٍ لَـولا فِراقُكُـمُ = أَيقَـنَ أَنَّ الجِنـانَ مَـأواهُ
هَمَّت بِهِ في البِـلادِ هِمَّتُـهُ = وَنالَ بِاسَعـيِ مـا تَمَنّـاهُ
هادَنَـهُ دَهـرُهُ وَراهَـنَـهُ =وَرامَـهُ مُنعِمـاً وَأَرضـاهُ
هَذَّبَ أَخلاقَهُ الزَمـانُ وَقَـد = طَهَّرَ مَدحُ اِبنِ أُرتُـقٍ فـاهُ
هُوَ السَحابُ الَّذي بَشاشَتُـهُ = بارِقُـهُ وَالحَيـا عَطـايـاهُ
هَتونُ جودٍ سَمـاحُ راحَتِـهِ = جـارَ عَلـى مالِـهِ فَأَفنـاهُ
هَمَت عَلى الناسِ سُحبُهُ فَلَكَم = قَتيـلَ فَقـرٍ نَـداهُ أَحيـاهُ
هَيهاتَ يُدعى بِالسُحبِ نائِلُهُ = فَهوَ نُضـارٌ وَتِلـكَ أَمـواهُ
هَولٌ جَميعُ الأَهوالِ تَرهَبُـهُ = خَطبٌ جَميعُ القُلوبِ تَخشاهُ
ها إِنَّ أَمرَ الزَمانِ في يَـدِهِ = يَأمُـرُهُ تــارَةً وَيَنـهـاهُ
هَلُمَّ يا طالِبَ النَـوالِ إِلـى = مَن فَتَكَت بِالنُضـارِ كَفّـاهُ
هَذا الَّذي أَصبَحَ النَدى مَثَلاً = يُفصِحُ عَن ذِكـرِهِ وَأَسمـاهُ
هادي البَرايا بِنورِ طَلعَتِـهِ = مُحيي الرَعايا بِفَيضِ جَدواهُ
هِلالُ أُفـقٍ تَيّـارُ مَكرُمَـةٍ = تَهوى الوَرى حُسنَهُ وَحُسناهُ
هَمامُ بَأسٍ سَهـلٌ خَلائِقُـهُ = أَنكَرَنا البُؤسُ مُـذ عَرَفنـاهُ
هَمَّ بِنا قَبـلَ أَن نَهُـمَّ بِـهِ = فَجادَنـا قَبـلَ أَن سَأَلـنـاهُ
هَزَّ لِيُرضي العُلى عَزيمَتَـهُ = فَأَصبَحَ المالُ بَعضَ قَتـلاهُ
هَوَّنَ بِها اللُهى فَلَو نَطَقَـت = يَوماً لَقالَـت أَعَـزَّكَ اللَـهُ
هَني بِكَ أَيُّها المَلِكُ المَنصو = رُ فَالدَهـرُ فيـكَ هَـنّـاهُ
هَويتُ طيبَ الثَنا فَلا بَرِحَت = تُحدى إِلى نَحوِكُـم مَطايـاهُ
هَبَّت إِلى مَدحِكُم جَوارِحُنـا = فَكُلَّهـا بِالثَـنـاءِ أَفــواهُ
الواو

وَحَقِّكَ إِنّي قانِعٌ بِالَّذي تَهوى = وَراضٍ وَلَو حَمَّلتَني في الهَوى رَضوى
وَهَبتُكَ روحي فَاِقضِ مِنها وَلا تَخَف = لِأَنَّ عِناني نَحوَ غَيرِكَ لا يُلوى
وَهى جَلَدي إِن كانَ أَضمَرَ خاطِري = سُلُوّاً وَلَو أَنّي قَضَيتُ مِنَ البَلوى
وَحَقِّكَ قَد عَزَّ السُلُوُّ فَمُنَّ لي = بِوَصلٍ فَإِنَّ المَنَّ أَحلى مِنَ السَلوى
وَجَدتُ الهَوى حُلواً فَلَمّا وَرَدتُهُ = تَأَجَّنَ حَتّى شابَ بِالكَدَرِ الصَفوا
وَأَعقَبتَني مِن خَمرِ حُبِّكَ نَشوَةً = فَها أَنا حَتّى الحَشرِ لا أَعرِفُ الصَحوا
وَلِعتُ بِذِكرِ الغانِياتِ تَمَوُّهاً = عَنِ اِسمِكَ كيلا يَعلَمَ الناسُ مَن أَهوى
وَأَكثَرتُ تَذكاري لِحَزوى وَرامَةٍ = وَما رامَةٌ لَولا هَواكَ وَما حَزوى
وَعَدتَ جَميلاً ثُمَّ أَخلَفتَ مَوعِدي = فَما بالُ وَعدِ الهَجرِ عِندَكَ لا يُلوى
وَصَلتَ العِدى رَغماً عَلَيَّ وَحَبَّذا = لَوَ اَنَّكَ أَصفَيتَ الوِدادَ لِمَن يَسوى
وَحَقِّ الهَوى العُذري وَهِيَ أَلِيَّةٌ = تُنَزِّهُ أَربابَ الغَرامِ عَنِ الدَعوى
وِصالُكَ لِلأَعداءِ لا الهَجرُ قاتِلي = وَلَكِن رَأَيتُ الصَبرَ أَولى مِنَ الشَكوى
وَفَيتَ لَهُم دوني فَسَوفَ أَكيدُهُم = بِصَبري إِلى أَن أَبلُغَ الغايَةَ القُصوى
وَإِلّا فَلا أَضحَت لِنُجبِ عَزائِمي = إِلى المَلِكِ المَنصورِ عُصبُ الفَلا تُطوى
وَلِيٌّ لِأَمرِ المُسلِمينَ وَحافِظٌ = شَرائِطَ دينِ اللَهِ بِالعَدلِ وَالتَقوى
وَصولٌ عَبوسٌ قاطِعٌ مُتَبَسِّمٌ = يُخافُ وَيُرجى عِندَهُ الحَتفُ وَالجَدوى
وَلِيٌّ عَنِ الفَحشا سَريعٌ إِلى النَدى = بَعيدٌ عَنِ المَرأى قَريبٌ مِنَ النَجوى
وَبالٌ لِمَن عاداكَ وَبلٌ لِمَن راعا = كَ قَحطٌ لِمَن ناواكَ خِصبٌ لِمَن أَلوى
وَفِيٌّ يُجازي المُذنِبينَ بِعَفوِهِ = وَلَكِنَّهُ عَن مالِهِ لا يَرىالعَفوا
وَيُصبِحُ عَن عَيبِ الخَلائِقِ لاهِياً = وَعَن رَعيِهِم بِالعَدلِ لا يَعرِفُ السَهوا
وَأَبلَجُ قَد راعَ الزَمانَ سِياسَةً = وَشَنَّ عَلى أَموالِهِ غارَةً شَعوا
وَصَفنا نَداهُ لِلمَطِيِّ فَأَطلَعَت = يَداها وَسارَت نَحوَهُ تُسرِعُ الخَطوا
وَظَلَّت بِها يَكوي الهَجيرُ جُلودَها = وَأَخفافُها مِن لَذعِ قَدحِ الحَصى تُكوى
وَبيدٍ عَسَفتُ العيسَ في هَضَباتِها = وَأَنضَيتُ بِالإِدلاجِ في وَعرِها النِضوا
وَرَدنا بِها رَبعاً بِهِ مَورِدُ النَدى = غَزيرٌ وَوَعلُ الجَودِ في ظِلِّهِ أَحوى
وَلُذنا بِمَلكٍ لَيسَ يُخلِفُ وَعدَهُ = إِذا مَوعِدُ الوَسمِيِّ أَخلَفَ أَو أَلوى
وَلَمّا أَنَخنا عيسَنا بِفِنائِهِ = أَفادَت يَداهُ كُلَّ نَفسٍ بِما تَهوى
وَأَورَدَنا مِن جودِ كَفَّيهِ نِعمَةً = وَصَيَّرَ جَنّاتِ النَعيمِ لَنا مَأوى
وَحَسبي مِنَ الأَيّامِ أَنّي بِظِلِّهِ = وَلي جودُهُ مَحياً وَلي رَبعُهُ أَحوى
الياء


يا هِلالاً مِن سُلطَةِ العَيِّ حَيّي = أَشرَقَ الصُبحُ تَحتَ لَيلٍ دَجِيِّ
يوسُفِيُّ الجَمالِ كَم تاهَ صَبٌّ = في مَعاني جَمالِهِ اليوسُفِيِّ
يا فَتىً في الأَعراقِ وَاللَحظِ وَاللَف = ظِ أَيُّ حُسنٍ بِحُسنِ خَلقٍ سَوِيِّ
يَستَعيرُ القَضيبُ مِن قَدِّهِ اللي = نَ وَيُزري بِالذابِلِ الخَطِّيِّ
يُحاكي العودَ واهِبُ القَودِ هامي ال = جودِ حَتفُ الضُدودِ فَتحُ الوَلِيِّ
يَحمِلُ اللُدنَ لِلقِتالِ وَلَم تَغ = نَ بَلَدنٍ مِن قَدِّهِ السَمهَرِيِّ
يَرنو بِعَينٍ تُغنيهِ في قَتلِهِ العُش = شاقَ عَن كُلِّ ذابِلٍ يَزَنِيِّ
يَتَلَقّى دَمَ القُلوبِ بِخَدٍّ = زانَهُ نَقطُ خالِهِ العَنبَرِيِّ
يَحتَمي وَردُهُ بِنَبلِ لِحاظٍ = قَوسُها خَطُّ حاجِبٍ مَحنِيِّ
يَقَقٌ مُذ بَدا العِذارُ عَلَيهِ = وَأَنبَتَ الآسَ في اللُجَينِ النَقِيِّ
يَتَجَنّى مِن بَعدِ ما باتَ طَوعي = وَيَسقيني مِنَ المُدامَةِ رَيِّ
يَمزُجُ الكَأسَ لي فَإِن عَزَّتِ الرا = حُ سَقاني مِن ريقِهِ السُكَّرِيِّ
يَمنَحُ المُستَهامَ خَمرَ رُضابٍ = في حَبابٍ مِن ثَغرِهِ اللُؤلُؤِيِّ
يَهتِكُ اللَيلَ نورُها بِبُروقٍ = أَذكَرَتنا بَرقَ الحِمى الأُرتُقِيِّ
يا حُداةَ المَطِيِّ ها نورُ نَجمِ ال = دينِ قَد لاحَ يا حُداةَ المَطِيِّ
يَمِّموا نَحوَهُ تَلقوا سَماحاً = وَوَلِيّاً يَجودُنا بِوَلِيِّ
يَرِدُ الرُكبُ مِنُه بَحرَ سَماحٍ = مِن وِلا الجودِ بَحرٍ رَوِيِّ
يَقِظٌ قَد رَعى الأَنامَ بِطَرفٍ = رَدَّ عَنهُ الرَدى بِطَرفٍ عَمِيِّ
يافِعٌ شَديدُ المَعالي وَوا = تى الحُكمَ مِن قَبلِ رُشدِهِ المَرضِيِّ
يَمُّ جودٍ جادَت عَلى الناسِ كَفّا = هُ فَأَغنَت عَنِ الحَيا الوَسمِيِّ
يَتَّقي الهَولَ مِنهُ طَوراً وَطَوراً = جودُهُ سَعدٌ لِكُلِّ شَقِيِّ
يُقسِمُ الدولَ بِالسَطا وَالعَطايا = بَينَ يَومَي إِقامَةٍ وَمَطِيِّ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التذكرة