البديع
البديع
الاستهلال
لا أنت أنت ولا الديار ديار ... خف الهوى وتقضت الأوطار
بودي لو يهوى العذول ويعشق ... ليعلم أسباب الهوى كيف تعلق
أتراها لكثرة العشاق ... تحسب الدمع خلقة في المآقي
يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر ... لعل بالجزع أعوانا على السهر
بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله وهذا دعاء للبرية شامل.
وأعطيت الذي لم يعط خلق. عليك صلاة ربك والسلام.
الاستعارة
فلسان حالي بالشكاية أنطق
صب قد استعذبت ماء بكائي
فإني رأيت الليل اكتم للسر
وضمَّ الثريا في ملاءته الفجرُ
يدَ المعروفِ بعدك شلت
وكأن أجرام النجوم لوامعا ... درر نثرن على بساط أزرق
عريض القفا
كل طويل نجاد السيف يطربه ... وقع الصوارم كالأوتار والنغم
الطباق
ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما كذب الليث عن أقرانه صدقا
لأن سائني أن نلتني بمساءة ... لقد سرني أني خطرت بالك
وقد نزلت من الملوك بماجد ... فقر الرجال إليه مفتاح الغنى
وأخلص منه لا عليَّ ولا ليا
ويوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر
وقد أطفأوا شمس النهار وأوقدوا ... نجوم العوالي في سماء عجاج.
لهم جل مالي أن تتابع لي غنى ... وإن قل مالي لا أكلفهم رفدا
جزعت ولم أجزع من البين مشفقا
وننكر عن شئنا على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول
يقيض لي من حيث لا أعلم النوى ... ويسري إلي الشوق من حيث أعلم
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر وألافلاس بالرجل
حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت ... بشدة اليأس منه رقة الغزلِ
فتىَ تم فيه ما يسر صديقه ... على أن فيه ما يسوء إلا عاديا
يا أمة كان قبح الجور يسخطها ... دهراً فأصبح حسن العدل يرضيها
فالصبح يشمت بي فيقبل ضاحكاً ... والليل يرثي لي فيدبر عابسا
على رأس عبدٍ تاج عز يزينه ... وفي رجل حر قيد ذل يشينهُ
صفر تراقيها وحمر أكفها ... وسود نواصيها وبيض خدودها
تلق بيض الوجوه سود مثار ال ... نقع خضر الأكناف حمر النصال
ببياض عزم واحمرار صوارم ... وسواد نقع واخضرار رحاب
بيضاء في الغادين يومي أسود ... من بعدها وبكاي أحمر قاني
خضر المرابع حمر السمر يوم الوغى ... سود الوقائع بيض الفعل والشيم
ص
فأوردها بيضا ظماء صدورها ... وأصدرها بالري ألوانها حمرا
بيض الوجوه كأن زرق رماحهم ... سر يحل سواد قلب العسكر
الجناس
إذا ملك لم يكن ذاهبه ... فدعه فدولته ذا هبه
فقلت لنفسي لا تنكريه=فكم للمشيب كراسي كراسي
عسى ما عسى من عود شملي يكتسي ... بعودهم بعد التسلب أوراقا
فلم يصف لي من بعد قط مورد ... ولا لذلي عيش وإن طاب أوراقا
ب سهل على فتاتي فتاتي ... لترى هل سلافتاها فتاها
علمته جفونها آي سحر ... ما تلاها في حبها مذ تلاها
ناظراه بما جنى ناظراه ... أو دعاني أمت بما أو دعاني
قف طالبا فضل الإله وسائلا ... واجعل فواضله إليه وسائلا
قلت لبدر التم لما غدا ... معتجبا من حسن أوصافه
إن شئت أن تسرق من حسنه ... فلذ به يا بدر أوصافه
تفرق قلبي في هواه فعنده ... فريق وعندي شعبة وفريق
إذا ظمأت نفسي أقول له اسقني ... وإن لم يكن ماء لديك فريق
لا تعرضن على الرواة قصيدة ... ما لم تكن بالغة في تهذيبها
فمتى عرضت الشعر غير مهذب ... عدوة مثل وساوس تهذي بها
قلت لقد هنا هنا ... مولاي أين جاهنا
قلت لها إلهنا ... صيرنا إلى هنا
وان أقر على رق أنامله ... أقر بالرق كتاب الأنام له
يرمي سهاما أن أسر المقت لي ... بالكيد لا يقصد غير المقتل
لقد راعني بدر الدجى بصدوده ... ووكل أجفاني برعي كواكبه
فبا جزعي مهلا عساه يعود لي ... ويا كبدي صبرا على ما كواك به
أيها العاذل في حبي لها ... خل نفسي في هواها تحترق
ما الذي ضرك مني بعد ما ... صار قلبي من هواها تحت رق
ومات في أثرهم تلك الكرامات لو أبصروا طيف ضيف في الكرى ماتوا
وكل غنى يتيه به غني ... فمرتجع بموت أو زوال
وهب جدي زوى لي الأرض طرا ... أليس الموت يزوي ما زوى لي
أأروم في أيام غيرك بسطة ... في الجاه لي أني لعين الجاهل
يا قوم ما بي مرض واحد ... لكن بي عدة أمراض
ولست أدري مع ذا كله ... أساخط مولاي أم راضي
وشادن قلت له ... هل لك في المنادمه
فقال رب عاشق ... سفكت بالمنى دمه
لي مدمع وصبي به ... من فيضه وصبيبه
وجوى غدا ولهي به ... من حره ولهيبه
ناديت من أسرى به ... بحياة من أسري به
صل مدنفا تجري به ... بلواه في تجريبه
جهول سفيه. يقذفه الناس بما ليس فيه
اعن العقيق سألت برقا أومضا ... أأقام حاد بالركائب أومضا
فأقمت بين الأزد غير مزود ... ورحلت عن خولان غير مخول
فما السلاف دهتني بل سوالفه ... ولا الشمول ازدهتني بل شمائله
ذهب حيثما ذهبنا ودر ... حيث درنا وفضة في الفضاء
فكن رجلا رجله في الثرى ... وهامة همته في الثريا
رب خود عرفت في عرفات ... سلبتني بحسنها حسناتي
لم أنل في منى منى النفس لكن ... خفت بالخيف أن تكون وفاتي
رعى الله عهدا مضى بالحمى ... بلغت الأماني به في أمان
وأيام أنس تقضت بكم ... كأحلام عان بأحلى معان
فلم تضع الأعادي قدر شاني ... ولا قالوا فلان قد رشاني
أنت الأمير وإن لم تؤت منشورا ... والملك بعدك أن لم تؤتمن شورى
وهت عزماتك عند المشيب ... وما كان من حقها أن تهي
وأنكرت نفسك لما كبرت ... فلا هي أنت ولا أنت هي
أترى ضمخ طيبا ... منك أم ضم خطيبا
ما العيش كذا لكن من عاش رغيد ... من غازل غزلانا ومن عاشر غيد
يمدون من أيد عواص عواصم ... تصول بأسياف قواض قواضب
ترى هل يريني الدهر أيد شيعتي ... تمكن يوما من نواصي النواصب
ني ونفسي منه السنا والسناء
حة والمسمع الغنى والغناء
ة والرقة الهوى والهوا
قد أعدا لك الحياة والحياء
هلال في بروج السعد سار ... غزال في مروج العز سارح
فيا يومها كم من مناف منافق ... ويا ليلها كم من مواف موافق
وكل هوى هوان
قسما بخصرك وهو واه واهن ... وبروض خدك وهو زاه زاهر
إني لأهوى ما تحب وإنما ... أنا فيك بين الناس شاك شاكر
وقول بهاء الدين محمد بن عبد الله المحب الطبري:
أراني اليوم للأحباب شاك ... وقدما كنت للأحباب شاكر
وما لي منهم أصبحت باك ... أباكر بالمدامع كل باكر
نهاري لا يزال القلب ساه ... وليلي لا يزال الطرف ساهر
أذاقوني عنادا طعم صاب ... وقالوا كن على الهجران صابر
وها قلبي إلى الأحباب صاغ ... يميل إلى رضاهم وهو صاغر
أحن إلى لقاهم كل عام ... وأرجو وصلهم في شعب عامر
أهيل الجود مقصد كل حاج ... وليس لهم عن الإحسان حاجر
سقى ربعا حماهم كل غاد ... وصين جمالهم من كل غادر
وقد تكون الزيادة في آخر المذيل بحرفين، ويخصه بعضهم حينئذ باسم المرفل.
كقول حسان بن ثابت:
وكنا متى يغز النبي قبيلة ... نصل جانبيه بالقنا والقنابل
صرف النوى والنوائب.
جديد الردى تحت الصفا والصائح
إن البكاء هو الشفاء ... من الجوى بين الجوانح
فرد إلي الطرف يدمى ويدمع
يا غلام الكأس فاليأ ... س من الناس مريح
يكفي الأنام بسيبه وبسيفه ... عند المكارم والمكاره دائما
وعند رامة أوطاري وأوطاني
لم تلق غيرك إنسانا نلوذ به ... فلا برحت لعين الدهر إنسانا
يا هماما له المعالي قصور ... لا تلمني أن عن مني قصور
حالي بهم حالي وكاسي كاسي
وأرضهم ما دمت في أرضه
غيري بحبل هواكم يتمسك ... وأنا الذي بترابكم يتمسك
عالم ... فداؤك نفسي كيف تلك المعالم
بمدام صاف وخل مصاف ... وحبيب واف وسعد مواف
أبا العباس لا تحسب بأني ... لشيبي من حلي الأشعار عار
فلي طبع كسلسال معين ... زلال من ذرى الأحجار جار
إذا ما أكبت الأدوار زندي ... فلي زند على الأدوار وار
ثنائي من تلك العوارف وارف
لشكري على تلك اللطائف طائف
تذكرت عيشا مر حلوا بكم فهل ... لأيامنا تلك الذواهب واهب
وما انصرفت آمال نفسي لغيركم ... ولا أنا عن دعوى الرغائب غائب
سأصبر كرها في الهوى غير طائع ... لعل زماني بالحبائب آيب
النبيذ بغير النغم غم وبغير الدسم سم
الدنيا: إن قبلت بلت، أو أدبرت برت، أو واصلت صلت، أو أيسرت سرت، أو أطنبت نبت أو أسفت سفت، أو عاونت ونت، أو نوهت وهت
غرك عزك فصار قصار ذلك ذلك، فاخش فاحش فعلك، فعلك بهذا تهدا
من سعادة جدك، وقوفك عند حدك
عقله يغنيه عما لا يعنيه
العذل على البذل فعل النذل
من فعل ما شاء، لقي ما ساء.
وشر من القائل القابل
ولم يكن المغتر بالله إذا سرى ... ليعجز والمعتز بالله طالبه
من بحر جودك أغترف ... وبفضل علمك أعترف
فاقتسمنا التصحيف لفظا ومعنى ... لك مني شكر ولي منك سكر
هن الحمام فإن كسرت عيافة ... من حائهن فإنهن حمام
بيت من الشعر أو بيت من الشعر
وفي الألسن العذاب العذاب
ليلي وليلى نفى نومي اختلافهما ... بالطول والطول يا طوبى لو اعتدلا
يا شادنا مت قبله ... قد صار في الحسن قبله
أمنن علي بقبله
تركته أعطاف الغصون مظللا ... ولنا عن النهج القويم مضللا
أروح وفي الحلق مني شجى ... وأغدو وفي القلبي مني شجن
أحسن خلق الله وجها وفما ... إن لم يكن أحق بالحسن فمن
حكى الغزال مقلة ولفتة ... من ذا رآه مقبلا ولا افتتن
لسيري في الفلا والليل داج ... وكري في الوغى والنقع داجن
وحملي مرهف الحدين ظام ... لحامله وجود النصر ضامن
في هذا البيت شاهد على ما نحن فيه من جهتين. وبعده:
وهزي ذابلا للخيل مار ... يلين بهزه صدرا ومارن
وركضي أدهم الجلباب صاف ... خفيف الجري يوم السلم صافن
وخطوي تحت راية ليث غاب ... بسطوته لصرف الدهر غابن
شديد البأس ذي أمر مطاع ... مضارب كل قوم أو مطاعن
أحب إلي من تغريد شاد ... وكأس مدامة من كف شادن
إلى آخر القصيدة. وعارض بيتي التلمساني بقصيدة أولها:
كم قد أفضنا من دموع ودما ... على رسوم للديار ودمن
وكم قضينا للبكاء منسكا ... لما تذكرنا بهن من سكن
معاهدا تحدث للصبر فنا ... إن ناحت الورق بها على فنن
تذكارها أورث في الحلق شجى ... وفي الحشا قرحا وفي القلب شجن
لله أيام لنا على منى ... فكم لها عندي أياد ومنن
كم كان فيها من فتاة وفتى ... كل لقلب المستهام قد فتن
حسامك فيه للأحباب فتح ... ورمحك منه للأعداء حتف
تحمل الناقة الادماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلى نوره الظلما
بيض الصفائح لأسود الصحائف في
تلقى بها الرواد روضا زاهرا ... وتصادف الوارد حوضا مفعما
وألفيتهم يستعرضون حوائجا ... إليهم ولو كانت عليهم جوائحا
ارحيقا سقيتني أم حريقا
لبق أقبل فيه هيف ... كلما أملك إن غنى هبه
أرض خضرا فيها أهيف
ليل أضاء هلاله ... أنى يضيء بكوكب
كلفي منهم ببدر حل في ... فلك العلياء فاعرف من هم
أبدا أبسط خدي أدبا ... لكم يا أهل ذاك العلم
أملي أني أرى ربعكم ... فبه يذهب عني ألمي
رقت شمائل قاتلي ... فلذاك روحي لا تفر
رد الحبيب جوابه ... فكأنه في اللفظ در
رضت فؤادي غادة ... ما كنت أحسبها تضر
ردت سؤالي خائبا ... فمدامعي أبدا تدر
كبر أجر ربك.
أبدا لا تدوم إلا مودة الأدباء
كن كما أمكنك
سور حماة بربها محروس
حوت فمه مفتوح.
عقرب تحت برقع
مودتي تدوم لكل هول
أنا أشعر الفقهاء غير مدافع ... في العصر لا بل أفقه الشعراء
فرد شعورهن السود بيضا ... ورد وجوههن البيض سودا
وقيل لحكيم: لم لا تمنع من يسألك؟ فقال: لئلا أسأل من يمنعني
ويجمع المال غير آكله ... ويأكل المال غير من جمعه
فلولا دموعي كتمت الهوى ... ولولا الهوى لم يكن لي دموع
لولا مشيبي ما جفا ... لولا جفاه لم أشب
فلا مجد في الدنيا لمن قل مال ... ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
إذا حقدت لم يبق في قلبها رضى ... وإن رضيت لم يبق في قلبها حقد
فقصارهن مع الهموم طويلة ... وطوالهن مع السرور قصار
جارية أعينها جنة ... وجنة أعينها جاريه
سريع إلى ابن العم يلطم وجهه ... وليس إلى داعي الندى بسريع
جمال هذا الغزال سحر ... يا حبذا ذلك الجمال
تمتع من شميم عرار نجدٍ ... فما بعد العشية من عرار
سقى الرمل جون مستهل غمامه ... وما ذاك إلا حب من حل بالرمل
ولم يحفظ مضاع المجد شيء ... من الأشياء كالمال المضاع
فلو سمح الزمان بها لضنت ... ولو سمحت لضن بها الزمان
وجوه لوان الأرض فيها كواكب ... توقد للساري لكانت كواكبا
سلام وهل يدني البعيد سلام
أهل تلك الخيام أكرم أهل
من كل ساجي الطرف أغيد أجيد ... ومهفهف الكشحين أحوى أحور
فقدناه لما تمَّ واعتمَّ بالعلى
تعود وسم الرهب والنهب في العلى ... وهذان وقت اللطف والعنف دابه
ففي
الالتزام
الخطل
التقسيم
ثمانية لم تفترق مذ جمعتها ... فلا افترقت ما ذب عن ناظر شفر
يقينك والتقوى وجودك والغنى ... ولفظك والمعنى وسيفك والنصر
فقال فريق الحي لا وفريقهم ... نعم وفريق قال ويحك لا ندري
فإن الحق مقطعه ثلاث ... يمين أو شهود أو جلاء
صلى لها حيا وكان وقودها ... ميتا ويدخلها مع الفجار
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة ... يواسيك أو يسليك أو يتوجع
أفنى جيوش العدى غزوا فلست ترى ... سوى قتيل ومأسور ومنهزم
أن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسده
آراؤه وعطاياه ونقمته ... وعفوه رحمة للناس كلهم
أيوم نداه الغمر أم يوم بأسه ... وما منهما إلا أغر محج
فدموعها تحيا الرياض بها ... ودموع عيني قرحت خدي
فوجهك كالنار في ضوئها=وقلبي كالنار في حرها
حتى أقام على أرباض خرشنة ... تشفى به الروم والصلبان والبيع
للسبي ما أنكحوا والقتل ما ولدوا ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
الست أنت الذي من ورد وجنته ... وورد نعمته أجني وأغترفُ
والسكر في وجنته وطرفه ... يفتح ورداً ويغض نرجس
فعل المدام ولونها ومذاقها ... في مقلتيه ووجنتيه وريقه
آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... في الحادثات إذا دجون نجومْ
منها معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدجى والأخريات رجوم
غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ... ومن نفسي بالماء والسيف والنار
فإذا رنا وإذا مشى ... وإذا شدا وإذا سفر
فضح الغزالة والغما ... مة والحمامة والقمر
وجدي حنيني أنيني فكرتي ولهي ... منهم إليهم عليهم فيهم بهمِ
هندية لحظاتها خطية ... خطواتها دارية نفحاتها.
كم ماطر وكفا أو باهر خطفا ... أو طائر هتفا أو سائر وقفا
فطربت ما لم تطربي ورغبت ما ... لم ترغبي ورهبت ما لم ترهبي
ببارق خذم في مأزق أمم ... أو سابق عرم في شاهق علم.
وأسمر مثمر بمزهر نضر ... من مقمر مسفر عن منظر حسن.
فالحق في أفق والشرك في نفق ... والكفر في فرق والدين في حرم
تجلى به رشدي وأقرب به يدي ... وفاض به ثمدي وأروى به زندي.
فعالُ منتظمِ الأحوالِ مقتحمِ الــ = ــأهوالِ ملتزِمٍ باللهِ معتصمِ
تدبير معتصم بالله منتقم ... لله مرتغب في الله مرتقب
فحريق جمرة سيفه للمعتدي ... ورحيق خمرة شهده للمغتدي.
قرون في رؤوس في وجوه ... صلاب في صلاب في صلاب
شموعك والكؤوس مع الندامى ... نجوم في نجوم في نجو
فيا قبر معن أنت أول حفرة ... من الأرض خطت للسماحة مضجعا
ويا قبر معن كيف واريت جوده
وهيهات هيهات العقيق وأهله ... وهيهات خل بالعقيق نواصل
لهُ السَّلامُ من اللهِ السَّلامِ وفي = دار السَّلامِ تراهُ شافِعَ الأُمَمِ
رشقت قلبي أحاق الرشاق ... فسقامي لسقام بالحداق.
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا ... أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
على ذا مضى الناس على اجتماع وفرقة ... وميت ومولود وقال ووامق.
وقوله:
هنيئا لضرب الهم والمجد والعلى ... وراجيك والإسلام أنك سالم.
ولكن بالفسطاط بحرا أزرته ... حياتي ونصحي والهوى والقوافيا.
وقوله
أنت الجواد بلا من ولا كدر ... ولا مطال ولا وعد ولا مذلز
أصدق وعف وبر واصبر واحتمل ... واحلم ودار وكاف وابذل وأشجع
فَلَا يومكَ الْمَاضِي عليكَ بعائدٍ ... وَلَا يومكَ الْآتِي بِهِ أَنْت واثق
فَلَا كمدى يفني وَلَا لَكِ رقةٌ ... وَلَا عَنْك إقصارٌ وَلَا فيكِ مطمعُ)
فِي بَاعه طولٌ وَفِي وجههِ ... نورٌ وَفِي العِرْنِينِ منهُ شمم
ثمانيةٌ لم تَفْتَرِق مُذْ جمعتها ... فَلَا افْتَرَقت مَا ذبَّ عَن ناظرٍ شَفْرُ)
(ضَميرُك وَالتَّقوى وكفك والندى ... ولفظك وَالْمعْنَى وسيفك والنصر) /
صفاءٌ وَلَا ماءٌ ولُطْفٌ وَلَا هوَى ... ونورٌ وَلَا نَار وروحٌ وَلَا جسم)
فللخامل العليَا وللمعدمٍ الغنىَ ... وللمذنبِ الْعُتْبِي وللخائف الْأَم
وَفِي أَربع منِّي حَلَتْ منكَ أرْبَعٌ ... فَمَا منهُ أَدْرِي أيُّها هاجَ لي كربي)
(أوجهنك فِي عَيْني أم الرِّيقُ فِي فمي ... أم النُّطْق فِي سمْعي أم الحُبُّ فِي قلبِي
أثغرٌ ما أرى أم أقحوانُ ... وقدٌّ ما أرى أم خيزرانُ
وطرفٌ ما تقلبُ أمْ حسامٌ ... ولفظٌ ما تساقطُ أمْ جمانُ
وشوقٌ ما أكابد أم حريقٌ ... وليلٌ ما أقاسي أمْ زمانُ
شراكها كورها ومشفرها ... زمامها والشسوع مقودها
لعمري لقد بذ الملوك جميعهم ... بأربعة في غيره لن تألفا
بأمن لمن يخشى وقهر لمن طغى ... وسبق لمن جارى وعفو لمن هفا
شيآنِ لو بكتِ الدماءُ عليهما ... عيناي حتى يأذنا بذهابِ
لم يبلغا المعشار من حقيهما ... شرخ الشباب وفرقة الأحبابِ
فيومان من عبدِ العزيزِ تفاضلا ... ففي أيِّ يوميه تلومُ عواذله
فيومٌ تحوطُ المسلمينَ جياده ... ويومُ عطاءٍ ما تغبُّ نوافله
سراجان للدنيا وللدين أشرقا
فشمس لمن أضحى وبدر لمن أمسى
ثلاثة إن صحبت ثلاثة ... أعيت علاج بدوها والحضر
عداوة مع حسد، وفاقة ... مع كسل، وعلة مع كبر
المدنفان من البرية كلها ... جسمي وطرف بابلي أحور
والمشرقات النيرات ثلاثة ... الشمس والقمر المنير وجعفر
ومثله في الحسن قول محمد بن شمس الخلافة من الكامل:
شيئان حدث بالقساوة عنهما ... قلب الفتى يهواه قلبي والحجر
وثلاثة بالجود حدث عنهم ... البحر والملك المعظم والمطر
ثلاثة ليس لهم رابع ... عليهم معتمد الجود
الغيث والبحر وعززهما ... بالملك الناصر داود
ثلاثة ما اجتمعن في رجل ... إلا وأسلمنه إلى الأجل
ذل اغتراب وفاقة وهوى ... وكلها سائق على عجل
في وجه إنسانة كلفت بها ... أربعة ما اجتمعن في أحد
الوجه بدر والصدغ غالية ... والريق خمر والثغر من برد
الاسلوب
قالت فإن القصر من دوننا ... قلت فإني فوقه طافر
قالت فإن البحر من بيننا ... قلت فإني سابح ماهر
قالت فحولي أخوة سبعة ... قلت فإني غالب ظافر
قالت فليث رابض بيننا ... قلت فإني أسد عاقر
قالت فإن الله من فوقنا ... قلت فربي راحم غافر
قال صفني وعليا ... أينا أبقى وأنفع
قلت إني أن أقل ما ... فيكما بالحق تجزع
قال كلا قلت مهلاً ... قال قل لي قلت فاسمع
قال صفه قلت يعطي ... قال صفني قلت تمنع
نمت وإبليس أتى ... بحياة منتدبة
فقال ما قولك في ... حشيشة منتخبه
فقلت لا قال ولا ... خمرة كرم مذهبه
فقلت لا قال ولا ... مليحة مطيبة
فقلت لا قال ولا ... أغيد بالبدر اشتبه
فقلت لا قال ولا ... آلة لهو مطربة
فقلت لا قال فنم ... ما أنت إلا خشبه
وليلة طال سهادي بها ... فزارني إبليس عند الرقاد
فقال لي هل في شمعة ... كيسة تطرد عنك السهاد
قلت نعم قال وفي قهوة ... عتقها العاصر من عهد عاد
قلت نعم قال وفي مطرب ... إذا شدا يرقص منه الجماد
قلت نعم قال وفي طفلة ... في وجنتيها للحياء اتقاد
قلت نعم قال وفي شادن ... قد كحلت أجفانه بالسواد
قلت نعم قال فنم آمنا ... يا كعبة الفسق وركن الفساد
قد ثقلت إذا أتيت مرارا ... قال ثقلت كاهلي بالأيادي.
قلت طولت قال لا بل تطول ... ت وأبرمت قلت حبل ودادي.
ثم قالت أنت عندي في الهوى ... مثل عيني صدقت لكن سقاما.
لقد تغيرت يا صديقي ... ويعلم الله من تغير.
وقل هل أبصرت منه يدا ... تشكرها قلت ولا راحه.
وحاول أن يرى مني سلوى ... فقال لقد تعذر قلت صبري.
وقالوا سيف مقلته تصدى ... فقلت نعم لقتل العاشقينا
وإخوان تخذتهم دروعاً ... فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاماً صائباتٍ ... فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب ... لقد صدقوا ولكن عن ودادي
وقالوا قد سعينا كل سعي ... لقد صدقوا ولكن في فساد
قالت أنت عندي في الهوى ... مثل عيني صدقت لكن سقاما
فقالت أنت حظك مثل عيني ... فقلت نعم ولكن في السواد
أقر برق إذ أقول أنا له ... وكم قالها يوماً ولكن لتهديدي
سألت الله أن يبلى بعشقٍ ... فأصبح عاشقاً لكن لهجري
وإذا طلبت وظيفة من قائم ... فأبشر فقد ولاك ولكن ظهرهُ
ويزعم كل أن تحط ذنوبهم ... تحط ولكن فوقهم في جهنم
فالعز إلا في حياتك ذلة ... والمال إلا من يديك محرم
وما الدر إلا ثغره وكلامه ... وما الليل إلا صدغه وغدائره
برئت من الرفض إلا له ... وتبت من النصب إلا عليه
إليك وإلا لا تحث الركائب ... وعنك وإلا فالمحدث كاذب
فكلما سر قلبي واستراح به ... إلا الدموع عصاني بعد بعدهم
قف بالديار التي لم تعفها القدم ... بلى وغيرها الأرواح والديم
فأف لهذا الدهر لا بل لأهله ... وإن كنت منهم ما أمل وأعذرا
أليس قليلا نظرة إن نظرتها ... إليك وكلا ليس منك قليل
لم تحك نائلك السحاب وإنما ... حمت به فصبيبها الرخصاء
ما به قتل أعاديه ولمن ... يتقي إخلاف ما ترجوا الذئابا
ألمع برق سرى أم ضوء مصباح ... أم ابتسامتها بالمنظر الضاحي
طرفك والمسحور يقسم بالسحر ... أعمدا رماني أم أصاب ولا يدري
أغر لا يمنع الراجين ما طلبوا ... ويمنع الجار من ضيم ومن حر
ولله سيف ليس يكهم حده ... على أنه إن لم تقلده يكهم
وننكر أن شيئاً على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حيث نقول
جواره فطن
ولا يمن ولو أعطى الوجود فتى ... لكن يمن على الأسرى بفكهم
ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا
يجزي إساءة باغيهم بسيئة ... ولم يكن عاديا منهم على ارم
إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها
إذا ما نهى الناهي فلج بي الهوى ... أصاخت إلى الواشي فلج بها الهجر
ما أحسن الدنيا وإقبالها ... إذا أطاع اله من نالها
لا عيب فيهم غير إن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
فتى كملت أخلاقه غير أنه ... جواد فما يبقي من المال باقيا
لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم ... يسلوا عن الأهل والأوطان والحشم
قبيلة لا يغدرون بذمة ... ولا يظلمون الناس حبة خردل
ولا يردون الماء إلا عشية ... إذا صدر الوراد عن كل منهل
إذا ما تميمي أتاك مفاخرا ... فقل عد عن ذلك كيف أكلك للضب
أرقيك أرقيك باسم الله أرقيكا ... من بخل نفسك عل الله يشفيك.قد جن أضيافك من جوعهم ... فقرأ عليهم سور المائدة
ويك يا أبا طلحة مل تستحي ... بلغت ستين ولم تلتح
فيا له من عمل صالح ... يرفعه الله إلى أسفل
أمير المؤمنين نداء شيخ ... أفادك من نصائحه اللطيفه.
تحفظ أن يكون الجذع يوما ... سريرا من أسرتك المنيفه
ما أنا للعلياء إن لم يكن ... من ولدي ما كان من والدي
أكلت دما إن لم أرعك بضرة ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشر
بل لا التذذت من الزمان بشربة ... إن لم أعضك من الزلال ذعافا
لا لَقَّبَتْنِي المَعَالِي بِابْنِ بَجْدَتِهَا = يومَ الفَخَارِ وَلا بَرَّ التُّقَى قَسَمِي
ما روضةُ وشَّعَ الوسميُّ بردتها = يوماً بأحسنَ من آثارِ سعيهِمِ
يقولون لو تصفو صفونا وهبهم ... وفوا لي بما قالوا فماذا الذي يجدي
سألت في الحب عذالي فما نصحوا ... وهبه كان فما نفعي بنصحهم
وهبني الصبح
شيب المفارق يروي الضرب من دمهم ... ذوائب البيض بيض الهند لا اللمم
جلت معاليه قدرا عن مشاركة ... وهو الزعيم زعيم القادة البهم
يا غائبينَ لقد أَضْنَى الهوى جسدي = والغُصْنُ يَذْوِي لِفَقْدِ الوابل الرَّزِمِ
ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المذهب
لله لذة عيش بالحبيب مضت ... فلم تدم لي وغير الله لم يدم
قالت بنات العم يا سلمى وإن ... كان فقيرا معدا قالت وإن
لا أنثني لا أنتهي لا أرعوي ... ما دمت في قيد الحياة ولا إذا
دنوت وقد أبدى الكرى منه ما أبدى ... فقبلته في الثغر تسعين أو إحدى
إن كنت لا تسمع الذكرى ففيم ثوى ... في رأسك الواعيان السمع والبصر
ليس الأصم ولا الأعمى سوى رجل ... لم يهده الهاذيان العين والأث
لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك الأع ... لى ولا النيران الشمس والقمر
ليرحلن عن الدنيا وإن كرها ... فراقها الثاويان البدو والحضر
للخلافة أنوار مقدسة ... تجلو البغيضين من ظلم ومن ظلم
الحمد لله الذي حباني ... بالأصغرين القلب واللسان
بواحد الحسن ثاني الريم في الحور ... وثالث النيرين الشمس والقمر
أمسي وأصبح من تذكاركم قلقا ... يرثي لي المشفقان الأهل والولد
وغاب عن مقلتي نومي لغيبتكم ... وخانني المسعدان الصبر والجلد
لاغرو للدمع أن تجري غواربه ... وتحته المظلمان القلب والكبد
كأنما مهجتي شلو بمسبعه ... ينتابه الضاربان الذئب والأسد
لم يبق غير خفي الروح في جسدي ... فدى لك الباقيان الروح والجسد
الاقتباس
لقد أنزلت حاجاتي ... بواد غير ذي زرع
ستبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سرائر ود يوم تبلى السرائر
دعهم وزعم الملك يوم غرورهم ... فسيعلمون غدا من الكذاب.
رحلوا فلست بسائل عن دارهم ... أنا باخع نفسي على آثارهم
لو أن لي عزا أصول به ... لأخذت كل سفينة غضبا.
بدت البغضاء من أفواههم ... والذي يخفون منها أكبر.
إن كنت أزمعت على هجرنا ... من غير ما ذنب فصبر جميل
وادفع ملامك بالتي هي أحسن
لست أنسى الأحباب ما دمت حيا ... إذ نووا للنوى مكانا قصيا.
وتلوا آية الدموع فخروا ... خيفة البين سجدا وبكيا.
وبذكراهم يسبح دمعي ... كلما اشتقت بكرة وعشيا.
وأناجي الإله من فرط حزني ... كمناجاة عبده زكريا.
انظر إلى القلب الذي تهوي به ... فإن استقر مكانه فستراني.
نسختي اليوم في المحبة أصل ... فعليها اعتماد كل عميد.
نقلوا مرسل المدامع منها ... وصحيح الهوى بغير مزيد.
قد رواها قبلي جميل وقيس ... حين هاما بكل لحظ وجيد.
ومحدث حسن الحديث غدا به ... وجدي صحيحا والتسلي معضلا.
لو لم يكن صبري ضعيفاً عنه ما ... أجرى الأسى دمعي عليه مسلسلا.
المسواك لي فيما روى ... أن ذاك الريق مسك وعسل.
قلت عمن قال عن ريقته ... قلت هذا خبر صح وجل.
من تبدى جوهريا ثغره ... صح في الحسن لدينا ما نقل.
قفي تغرمي الأولى من اللحظ مهجتي ... بثانية والمتلف الشيء غارمه.
ملكت الحسن أجمع في نصاب ... فأد زكاة منظرك البهي.
عسى زكاة الجمال تخرجها ... على فقير الوصال معدمه
حد سكري منها ثمانون كأسا
رمى فأصاب قلبي باجتهاد ... صدقتم كل مجتهد مصيب
وعدك مستقبل وصبري ... ماض وشوقي إليك حال.
في روضة نصبت أغصانها فغدا ... ذيل الصبا بين مرفوع ومجرور.
والماء ما بين مصروف وممتنع ... والظل ما بين ممدود ومقصور.
فلو استطعت رفعت حالي نحوكم ... لكن رفع الحال ليس يجوز
فطرفك معتل وجسمك سالم ... وصدغك مهموز وخصرك ناقص.
فبحر شوقي بها طويل ... وبحر دمعي بها مديد
وإن وجدي بها بسيط ... فليفعل الحب ما يريد
كأن فؤادي مركز وهم له ... محيط وأهوائي إليه خطوط
بانوا ولم يقض زيد منهم وطرا ... ولا انقضت حاجة في نفس يعقوب
كأنما يوسف في كل راحلة ... والحي في كل بيت منه يعقوب
بليد كأن الله خالقنا عنى ... به المثل المضروب في سورة النحل
فيفعلوا ما أرادوا ... لأنهم أهل بدر
لعمرو مع الرمضاء والنار تلتظي ... أرق وأحنى منك في ساعة الهجر
وعدت وكان الخلف منك سجية ... مواعيد عرقوب أخاه بيترب
إذا وصف الطائي بالبخل مادرٌ ... وعير قسا بالفهاهة باقل
وقال السها للشمس أنت خفية ... وقال الدجى للصبح لونك حائل
إن ألقها تتلقف كلما صنعوا ... إذا أتيت بسحر من كلامهم
أخلاق أحمد في تقوى أبي حسن ... وحسن يوسف في ملك ابن داود
رأسي بنو شيبان والطرف من ... نبهان والعذال فيها كلاب
ولا زال آي الفتح تتلو رماحنا ... وأسيافنا تتلو بها سورة النص
وواقعة قد صار منها تغابن ... على الروم لا تنفك أو يحصل الحشر
حسنك ما زال شافعي أبدا ... يا مالكي كيف صرت معتزلي
فناسب بين الطرس والسطور، والشكل والحروف.
بين قوم إمامهم ساجد لل ... كاس أوراكع على المزمار
صحبته والصبا يغري الصبابة بي ... والوصل طفل غرير والهوى يفع
سيفي والهوى فرسي ... ورايتي اللهو واللذات لي شيع
لرأت منها ما تخط يد الوغى ... والبيض تشكل والأسنة تنقط
<<
نياق ووجه الأرض قعب وثلجها ... حليب وكف الريح حالب ضرعها
لبسنا ثياب العناق ... مزررة بالقبل
على سابح موج المنايا ببحره ... غداة كأن النبل في صدره وبل
تجار لفظ إلى سوق القبول بها ... من لجة الفكر تهدي جوهر الكلم
لهم بيَوم حُنَيْنٍ أُسوَةٌ وهُمُ ... خيرُ الأنام وفيهم خاتَمُ الرُّسل
التضمين
وجُلُّ فعالهِ صاداتُ برّ ... صِلاَتٌ أَو صَلاَةٌ أَو صِيَا
هو القادم الملقي بأرضك رحله ... فإن زرته بدلت بالخاء قافه
خطيب إذا شاهدت آثار فضله ... شهدت بأن الباء بالراء مبدله
كأن رداهم واحداً بعد واحدٍ ... على نسق الأحزان أسماءُ توكيد
فكم همزةٍ فيه كمثل حمامة ... على ألفٍ فيه كغصن مقوّم
وكم فيه من عين كعين كحيلةٍ ... وكم فيه من ميم كدائرة الفم
وكم فيه من جيم كخالٍ مدبّج ... ونقطتها خالٌ يلوح لمغرم
وحَولَها سُورُ طِينٍ ، ** كأنهُ طورُ سينِ
بثَلاثِ واواتٍ وشِينٍ بَعدَها ** كافٌ وضادٌ أصلُ كلّ هوانِ )
( بوكالَةٍ ، ووَديعَةٍ ، ووَصيّةٍ ، ** وبِشركَةٍ ، وكَفالَةٍ ، وضَمانِ )
____________________
فقالوا : ما يَعيشُ ؟ فقلتُ : عدلٌ ، ** كذا هوَ في الحياةِ بغيرِ شينِ )
أيّها الفاضِلُ الذي لفظُهُ الدُّ ** رّ ، ولَفظُ الأنامِ كالأصدافِ ) ( كيفَ تلقَى الأنامُ شأوَكَ في الفض ** لِ ، وإن شُبّهوكَ في الأوصافِ ) ( أصلُكلّ الأنامِ طينٌ ، ولكن ** أنتَ طينٌ من بَعدِ ياءٍ وقافِ
لما تطاولَ بي إفراطُ مطلكَ لي ، ** وضاعَ وقتيَ بينَ العذرِ والعذلِ ) ( أيقنتُ أن لستَ إنساناً لفعلكَ ذا ، ** لقولهِ خلقَ الإنسانُ من عجلِ )
ليهنكَ أنّ لي ولداً وعبداً ، ** سَواءٌ في المَقالِ وفي المَقامِ ) ( فهذا سابقٌ من غيرِ سينٍ ، ** وهذا عاقِلٌ من غَيرِ لامِ
قد أتى تائباً لتصفحَ إن شئ ** تَ ، وإلاَّ ، فبَدّلِ الحاءَ عَينَا
وإذا أخطأ الكتابة حظ ... عدمت تاؤها فصارت كآبه
هوانٌ سرقت نونه
زال علم علمه مرفوعا أبدا، وبناء مجده منصوبا بخفض العدى، ولا برحت حروف أقلامه لأفعال الشك جازمة، ووفود السعود عن أعدائه متعديةولأوليائه لازمة.
وينهى أن فلانا حضر وذكر أن اسمه رخم في غير النداء، وجزم والجزم لا يدخل على الأسماء، واستثني من غير موجب بخفض وليسالخفض من أدوات الاستثناء، وادعى أن العامل الذي دخل عليه منعه من التصرف ولزمه لزوم البناء، ودخل معه في الشرط وأفرده بالجزاء،والمؤثر أيده الله نصب محله على المدح لا على الإغراء، ورفع اسمه المعرى من العوامل على الابتداء ففيه من التمييز والظرف ما يوجب لهالعطف، ومن العدل والمعرفة ما يمنعه من الصرف. لا زال باب مولانا للعائد والصلة، وحال مكانته شائعة غير منتقلة.
لم يقض زيدكم من وصلكم وطره ... ولا قضى ليله في هجركم سحره
تركتم خبري في الهجر مبتدا ... وكلّ معرفةٍ لي في الهوى نكره
ألِفتْ حَمَام الأيكِ وهي نضيرة ٌ
واليوم تألفها بكسر الحاءِ
أيا ذا الفضائل واللام حاء ... وياذا المكارم والميم هاء
ويا أنجب الناس والباء سين ... ويا ذا الصيانة والصاد خاء
ويا أكتب الناس والتاء ذال ... ويا أعلم الناس والعين ظاء
تجود على الكلّ والدال راء ... فأنت السخيّ ويتلوه فاء
لقد صرت عيبا لداء البغاء ... ومن قبل كان يعاب البغاء
فلو أصبحت ذا حاء وسين ... لما عنفت في حاء وباء
واقتسامُ الأموالِ من وقتِ سامِ ) 9 ( واقتحامُ الأهوالِ مِن وقتِ حامِ
ألا ليت السلاح بدون حاء
ونبدلها بأمر الله ميما
وليت الحرب تغدو دون راء
ونحذفها تماما أجمعينا
ونلغي نون قنبلة المآسي
لتصبح قبلة للمسلمينا
لبسَ البرنسَ الفقيـهُ فباهـى *** ورأى أنّـهُ المليـحُ فَتاهـا
لـو زليخـا رأتـهُ حينَ تبدّى *** لَتمَنتْهُ أن يكـونَ فَتاهـا
في شأن يوسف إن فكّرت معتبرٌ وهو الدليل الذي ما فيه معترض
لاقى الشدائد بالتّسليم منتظراً لطف الإله ولم يظهر له مضض
وكم أرادت زليخا صرف خاطره إلى هواها ببسط وهو ينقبض
وآثر السجن إرضاء لخالقه ولم يزل به في خطره الدَّحض
عناية الله تحميه وعصمته فما يتمّ لشيطان به غرض
كان ظاهره نوراً وباطنه لم يلف في ظلمات الجهل ينتهض
لَمَّا رأى اللهُ منه صدق باطنِهِِ وأنَّ حبلَ تقاه ليس ينتقض
كانت عبارته الرؤيا له سبباً للملك والناس في أهوائهم فضض
ومُلّك الأمرَ يطويه وينشرُهُ فالبذل في يده والقَبضُ والقَبضُ
وجاء أخوتُهُ طوعاً ووالده شوقاً له وهو مما ناله جرض
فجمَّع الشمل ربٌّ كان فَرَّقَه وليس لله في الحالين معترض
لا يخدعنَّك ظاهرٌ من باطنٍ حتى يصدّقه لك البرهان
كم ظاهر قد غرّ وهو مزورٌ ولربّما خدع القلوب لسان
وقضيةُ الأسباطِ فيها عبرةٌ إن كنت تفهم أيّها الإِنسان
سفكوا دماً فوق القميص وطالبوا بالثأر ذئباً ما له عدوان
وبكوا عشاءً كي يصحَّ مقالُهُم والحقُّ تقبل نوره الأذهان
وفؤاد يعقوب يكذِّبُ قولهم فالأكل شكٌ والدماء عيان
أنى يصحّ الفرع ينكر أصله ما للمحال بحاله إمكانه
كانَ الوُشاةُ وَقَد مُنيتُ بِإِفكِهِ
أَسباطَ يَعقوبٍ وَكُنتُ الذيبا
وَإِذا المُنى بِقَبولِكَ الغَضَّ الجَنى
هُزَّت ذَوائِبُها فَلا تَثريبا
تراودك الدنيا الى ذات نفسها فلا دولة إلا تناديك هيت لك()
وقَالَ رَسُولُ اللهِ فِيْهِمْ مُمَثِّلا
لَهُمْ بالنُّجُومِ الزُّهْرِ هَدْيٌ لِمُقْتَدي
إنَّ أَصْحَابي نُجُومٌ مَنْ اقْتَدَى
بِهمْ في سَبيْلِ العِلْمِ والحِلْمِ يَهْتَدي
إن الـوزير ولا أزر يشـد بــه
مثل العروض له بحر بـلا مـاء
رماكم أمير المؤمنين بحيّة
أكول لحيات البلاد شروب
فإن يك باقي إفك فرعون فيكم (٤)
فإنّ عصى موسى بكفّ خصيب
وقال أعرابي لعبد الله بن طاهر :
دان لك الشام بأقطارها
وأذعن المؤمن والكافر
أنت عصا موسى التي ألقيت
تلقف (٥) ما يأفكه الساحر
وقال البحتري للمعتز بالله :
تعجّبت (٦) من فرعون إذ ظنّ أنه
ولو شاهد الدنيا وعاين ملكها (١)
لقلّ لديه ما يكنّز من مصر
لي ، كلَّ يومٍ ، منكَ عُذرٌ واضِحٌ ، ** وأخافُ أن يُفضِي إلى تَصحيفِهِ )
إِذا قِيل فِي الدّنيا خَلِيل فَقل نعمْ ... - _ خَلِيل اسْم شخص لَا خَلِيل وَفَاء)
(وَإِن قيل فِي الدّنيا جواد فَقل نعم ... - _ جواد ركُوب لَا جواد عَطاء)
الشين فِي الشَّيْخ من شين الم بِهِ ... وَالْيَاء يأس من اللَّذَّات والهمم)
(وَالْخَاء من خامر الْجِسْم الصَّحِيح أَذَى ... يقصي قواه ويدنيه من الْعَدَم)
فإِذا ولي ابْن عَبَّاس ومُوسَى ... فَأمر النَّاس لَيْسَ بِمُسْتَقِيم)
فديوان الضّيَاع بِفَتْح ضادٍ ... وديوان الْخراج بِغَيْر جِيم
فتنفست صعدًا وقالت ما الهوى ... إلا الهوان فزال عنه النون
إنما أنت من سليمٍ كواوٍ ... ألحقتْ في الهجاءِ ظلماً بعمرو
وقالوا: لحيقٌ ظلمنا بهِ ... كما ظلمتْ مائةٌ بالألفْ
فَلَو أَصبَحت ذَا حاء وسين ... لما عنفت فِي حاء وباء
ثَلَاث باءات بلينا بهَا ... البق والبرغوث والبرغش
«شجون نحوها العشّاق فاؤا ... وصبّ ماله في الصّبر راء
إذا نسبت عدياً في بني ثعل ... فقدم الدال قبل العين في النسب
أنا القادم بأرضك رحله ... فإن زرته بدلت بالخاء قافه
إِذا ولي ابْن عَبَّاس ومُوسَى ... فَأمر النَّاس لَيْسَ بِمُسْتَقِيم)
فديوان الضّيَاع بِفَتْح ضادٍ ... وديوان الْخراج بِغَيْر جِيم3 -
فإن يحيى فيهم بغي جالوت جدهم
فأحجار داود لديك مثول
وكما زدتَهُ عُلـُواً وفضـلاً
لا تـزدْ حاسديـهِ إلا تَبارَا (136)
عاد من مصر يوسف وإلى يعقوب ** بالتهنئات جاء البشير
ويستقر بمصر يوسف وبه ** تقر بعد التنائي عين يعقوب )
( ويلتقي يوسف فيها بإخوته ** والله يجمعهم من غير تثريب
لم تدع بالظبى رؤوسا وأصنا ** ما من المشركين غير جذاذ
سفائن الآمال من جوده ** قد استوت منا على الجودي
وإن بغى جالوتها ضلالة ** فأنت في إهلاكه داودها )
وما كان فيها قتل يوسف شاورا ** يماثل إلا قتل داود جالوتا
ويوم الفرنج إذا ما لقوك ** عبوس برغمهم قمطرير
3( ونأيت عن قومي ليرفع دونهم ** قدري اصطناعك لي فجئت على قدر )
____________________
سطوة زلزلت بسكانها الأرض ** وهدت قواعد الأطواد )
( أخذتهم بالحق رجفة بأس ** تركتهم صرعى صروف العوادي )
وكل نفس مشيح رهن ما كسبت ** والسامري رهين بالذي قبضا
وطارت على نار المواضي فراشهم ** صلاء فزادت من خمودهم قبسا ) 49 ( وقد خشعت أصوات أبطالها فما ** يعي السمع إلا من صليلالظبى همسا
فصبوا على الإفرنج سوط عذابها ** بأن تقسموا ما بينها القتل والأسرا
ووضعنا للمستضيء بأمر الله ** عن أوليائه كل إصر
فقدت حياتي مذ فقدت لقاءكم ** فهل بحياتي منكم نشأة أخرى
وما أصيبوا إلا بطل ** فكيف لو أمطروا بوابل )6
قالوا الخروج لأرْضِ الرُّوم منقصَةٌ. فقلتُ كَلا ولكن صادُها باءُ. إ
وإذ لا صباحي رقيب عتيد
ولا ليل وصلي ظلام بهيم
وكيف وشمس الضحى لي أليف
وأنى وبدر الدجى لي نديم
وخمري من الدر مسك مذاب
وروضي من السحر دل رخيم
وأوجه أرضي زهر تروق
وملء سمائي نجوم رجوم
كأنجم يوسف عددا ولكن
برؤيا هذه برح الخفاء
وكلهم كيوسف إذ فداه
من القتل التغرب والجلاء
وإن سجن حواه فكم حواهم
سجون الفلك والقفر القواء
وأية أسوة في الحسن منه
لإحساني إذا ارتخص الشراء
وفي باكيه من بعد وصدري
وأجفاني بمن أبكي ملاء
آها لشرخ شبابٍ كان لي ومضى واعتضت شرخاً ولكن ماله خاء
تَمَلّكَ الحَمْدَ حتى ما لِمُفْتَخِرٍ
في الحَمْدِ حاءٌ وَلا ميمٌ وَلا دالُ
جمالُكِ صِيغَ من طاءٍ ولامٍ
وقلبي صيغَ من حاءٍ وسين
نبذ الوفاء، فحذفنا الفاء، وجفا الكريم، فالغينا الميم،
فميلوا بنا نحو العِراقِ ركابَكُمْ ... لنكتالَ من مال العزيزِ بصاعِهِ
ولم يسمعِ الحفّارُ ساعةَ دفنِه ... وتوسيدِه إلا خُذوه فغُلّوه
قسا ثمّ أجرى عبْرَني فكأنّني ... على فقدهِ الخنساءُ تبكي على صخْرِ
ووكّلْ مصابيحَها الزاهراتِ ... بإحراقِ شيطانِ همّي الرّجيمِ
وإن ناديت باسم أبيك حقاً=وضعت (به) مكان الكاف خاء
هل النون في صفوان إلا مزيدة ... من الصفو والإخلاص يستبن صفوان
جعلوا مكان الراء عينا في اسمه ... كي يكتموه وإنه معلوم. عياض
دخلتم فأفسدتم قلوباً بملككم ... فأنتم على ما جاء في سورة النمل
وبالعدل والإحسان لم تتخلقوا ... فلستم على ما جاء في سورة النحل
(فَقلت لَهُ جعلت الْعين واوا ... فَإِن الضعْف أجمع فِي الموده
أيا معن السخاء بِلَا عَطاء ... وحاتم طائي وَالتَّاء رَاء
خطيب إذا شاهدت آثار فضله ... شهدت بأن الباء بالراء مبدله
إنّي من الشّاكرينَ، لكن ... بغير راءِ، فكن ذكيّا
وكنت كرهت لفظ الشيب جدّا ... وإن قالوا يكون الشيب زينا
فشين إن جعلت الباء نونا ... وعيب إن جعلت الشّين عينا
ألِفتْ حَمَام الأيكِ وهي نضيرةٌ ** واليوم تألفها بكسر الحاءِ )
بتستقسم الأزلام في مهجاتنا
وتسيل أنفسنا على الأنصاب
تحركني إليها دواعي الوجد، فأولع بها ولوع ابن الدمينة بصبا نجد
فمن جاراه في طرف الرقة، بعدت عليه الشقة.
أَنا السَّمَوْءَلُ في حفظ الوداد لهم ** وهم إِذا وعدوا بالوصل ، عُرقوبُ
كأنما يوسفٌ في كلِّ راحلةٍ ** والحيُّ في كل بيتٍ منه يعقوب )
فديوانُ الخَراجِ بطرْحِ جِيمٍ ... وديوانُ الضِّياعِ بفتْحِ ضادِ
خُذ اسمَ المُيسّرِ بالفارسيّ ... فمقلوبُ أولِ حرفيْهِ لَكْ
وباقيهِ لي لأرُدَّ الَّذي ... تعيْهِ فعالجْ به أسفلَكْ
فرجع قائلاً لكلِّ يومٍ غد، ولكل سَبْت أحَد، فلم تر عينُ أمله سُروراً، ولم يُذق كأساً كان مزاجُها كافورَا
فترى ودق الدم يخرج من خلاله. زيتن بزينة الكواكب سماء غمده. وصدق القائل: السيف أصدق إنباء من ضده
فلست للجار كمن جار. ولا لأهل الدار كالغدار
من نال من دنياه أمنية ... أسقطت الأيام منها الألف
عارضوا مرسل الظلام بنقل ... مسند عن حسان تلك الفروع
عذلوا في رواية الحب جفني ... مع جرح الدموع عند الهموع
عنعنوا نقل لوعتي عن دموعي ... عن جفوني عن قلبي الموجوع
سل هضبها المنصوب أين حديثه ال ... مرفوع من ذيل الصبا المجرور
حذفت وغيري مثبت في مكانه ... كأني نون الجمع حين يضاف
شبه لقمان بلا حكمة ... وخاسرا في العلم لا راسخا
النبيذ بغير النغم غم وبغير الدسم سم
إن قبلت بلت، أو أدبرت برت، أو واصلت صلت، أو أيسرت سرت، أو أطنبت نبت أو أسفت سفت، أو عاونت ونت، أو نوهت وهت
حكاني بهار الروض لما ألفته ... وكل مشوق للبهار مصاحب
فقلت له ما بال لونك شاحباً ... فقال لأني حين أقلب راهب
قمر لم يبق مني حبه ... وهواه غير مقلوبقمر
ومثله قول قمر الدولة:
قمر لم يبق مني حبه ... وهواه غير مقلبو قمر
فقالت ترى ما بالذي أنت قانع ... به من هوانا معكوس قانع
وانتظر العود عن قريب ... فإن قلب الوداع عادو
قيل كل القلوب من ... رهبة الحرب تضطرب
قلت هذا تخرص ... قلب بهرام ما رهب
من نال من دنياه أمنية ... أسقطت الأيام منها الألف
"أتى الهَجْرُ فلا ميمٌ ... ولا راءُ ولا حاءُ
ولا باءٌ ولا سينٌ ... ولا هاءٌ ولا لاءُ
يعني لا مرحبًا ولا سهلًا بالهجر ("
"كم واعظ إذا خطب سبقت الباء الطاء"
"منهمْ صديقٌ بلا قافٍ ومعرفةٌ ... بغير فاءٍ وإخوانٌ بلا ألفِ"
في البخل ثلاثة: الباء وهو البلاء، والخاء وهو الخسران، واللام وهو اللوم. فالبخيل بلاء على نفسه، وخاسر في سعيه، وملوم في بخله
قمر لم يبق مني حبه ... وهواه غير مقلبو قمر
فقالت ترى ما بالذي أنت قانع ... به من هوانا معكوس قانع
ساق يريني قلبه قسوة ... وكل ساق قلبه قاس
وآلم القلب ولا غرو إذ ... كل ملوم قلبه مولم
وانتظر العود عن قريب ... فإن قلب الوداع عادوا
فقالوا أفق من حبه فهو ناتف ... فقلت عكستم إنما هو فتان
قيل كل القلوب من ... رهبة الحرب تضطرب
قلت هذا تخرص ... قلب بهرام ما رهب
كرسي تفاءل فيه لما ... رأيت مقلوبه يسرك
أحرقه الله بنصف اسمه ... وصير الباقي صراخا عليه
صفي الدين الحلي رحمه الله تعالى
براعة الاستهلال والتجنيس المركب والمشتبه
إنْ جئتَ سلعاً فسلْ عنْ جيرةِ العَلَمِ = واقْرَ السَّلامَ على عُرْبٍ بِذي سَلَمِ
الملفق
فقد ضمنتُ وجودَ الدّمْعِ من عَدَمِ = لهم، ولم أستطعْ مع ذاك مَنْعَ دِمي
المذيل واللاحق
أَبيتُ والدَّمْعُ هامٍ هملٌ سربٌ = والجسمُ في أَضَمٍ لحمٌ على وَضَمِ
التام والمطرف
مِن شأنهِ حملُ أعباءِ الهوى كمداً = إذا همى شأنُهُ بالدَّمعِ لمْ يُلَمِ
المصحف والمحرف
من لي بكلِّ غريرٍ من ظبائهمُ = غريرِ حسنٍ يداوي الكلمَ بالكَلِمِ
اللفظي والمقلوب
بكلِّ قَدٍّ نضيرٍ لا نظيرَ له = ما ينقضي أملي منه ولا ألمي
المعنوي
وكلِّ لحظٍ أتى باسمِ ابنِ ذي يزنٍ = في فتكِهِ بالمُعَنَّى أو أبي هَرِمِ
الطباق
قد طالَ ليلي وأجفاني به قَصرُتْ = عن الرّقادِ فلم أصبحْ ولم أنَمِ
الاستطراد
كأنَّ آناءَ ليلي في تطاولها = تسوفُ كاذبَ آمالي بقربهمِ
التوشيح
هم أرضعوني ثُدِيّ الوصل حافلة = فكيف يحسن منها حال منفطم
المقابلة
كان الرضى بدنوي من خواطرهم = فصار سخطي لبعدي عن جوارهمِ
اللف والنشر
وجدي حنيني أنيني فكرتي ولهي = منهم إليهم عليهم فيهمِ بهمِ
التذييل
لله لذةُ عيشٍ بالحبيب مضت = فلم تدم لي وغير الله لم يدم
الالتفات
وعاذل رام بالتعنيف يرشدني = عدمت رشدك هل أسمعت ذا صمم
التفويف
أقصر أطل إعذرِ اعذُل سل خل أغنْ = خُنْ هنّ عنّ ترفق كفَّ لجّ لمِ
الهزل الذي يراد به الجد
أشبعتَ نفسَكَ مِنْ دَمَّي فهاضك ما = تلقى وأكثرُ موتِ الناسِ بالتخم
عتاب المرء نفسه
أنا المفرِّطُ أطلعت العدوَّ على = سري، وأودعتُ نفسي كفَّ مخترمِ
رد العجز على الصدر
فمي تحدث عن سري فما ظهرت = سرائرُ القلبِ إلا من حديثِ فمي
المواربة
لأنت عندي أخص الناس منزلةً = إذ كنتَ أقدرهم عندي على السَّلَمِ
الهجاء في معرض المدح
من معشر يرخصُ الأعراضَ جوهرُهم = ويحملون الأذى من كلَّ مهتضِمِ
التهكم
محضتَ ليَ النصحَ إحساناً إليَّ بلا = غَشٍّ وقلدتني الإنعامَ فاحتكمِ
الإيهام
ليت المنيةَ حالتْ دون نُصْحِكَ لي = فنستريحَ كلانا من أذى التُّهَمِ
النزاهة
حسبي بذكرك لي ذَمَّاً ومنقصةً = فيما نطقت فلا تنقص ولا تَذُمِ
التسليم
سألتُ في الحُبِّ عذالي فما نصحوا = وَهَبْهُ كانَ فما نَفْعِي بِنُصْحِهِمِ
التخيير
عدمتُ صِحَّةَ جسمي مذ وثقتُ بهم = فما حصلتُ على شيءٍ سوى النَّدَمِ
القول بالموجب
قالوا: سلوتَ لِبُعْدِ العَهْدِ، قلتُ لهم: = سلوتُ عنْ صِحَّتِي والبُرْءِ من سقمي
الافتنان
ما كنتُ قبلَ ظُبى الألحاظِ قَطُّ أرى = سيفاً أراقَ دمي إلا على قدمي
المراجعة
قالوا: اصطبرْ، قلتُ لهم: صَبْرِي غَيرُ مُتَّسِعٍ = قالوا: اسْلُهُمْ، قلت: وُدِّي غيرُ مُنْصَرِمِ
المناقضة
وإنَّنِي سَوفَ أَسْلُوهُمْ إذا عُدِمَت = روحي، وأُحْييتُ بعدَ الموتِ والعدمِ
التغاير
فاللهُ يَكْلَأُ عُذَّالي ويُلْهِمُهُمْ = عَذْلِي فقدْ فرَّجُوا كَرْبِي بِذِكْرِهِمِ
الاكتفاء
قالوا: أَلَمْ تَدْرِ أَنَّ الحُب َّ غَايَتُهُ = سَلْبُ الخَوَاطِرِ والألبَابِ؟ قلتُ: لَمِ
تشابه الأطراف
لم أدرِ قبلَ هواهم والهوى حرمٌ = أَنَّ الظِّباءَ تُحِلُّ الصَّيدَ في الحَرَمِ
الاستدراك
رجوتُ أَنْ يرجعوا يوماً فقدْ رجعوا = عندَ العتابِ ولكنْ عنْ وفا ذِمَمِي
الاستثناء
فكلَّما سرَّ قلبي واستراحَ به = إلا الدموعَ عصاني بعدَ بُعْدِهِمِ
التشريع ويسمى التوأم
فلوا رأيتَ مُصَابي عِنْدَما رحلوا = رثَيت لي من عذابي يوم بينِهِمِ
التمثيل
يا غائبينَ لقد أَضْنَى الهوى جسدي = والغُصْنُ يَذْوِي لِفَقْدِ الوابل الرَّزِمِ
تجاهل العارف
يا ليتَ شِعْري أسِحْرَاً كانَ حُبُّكُمُ = أزالَ عَقْلِي أَمْ ضَرْبٌ منْ الَّلمَمِ
إرسال المثل
رجوتُكُمْ نُصَحَاءَ في الشَّدَائِدِ لي = لِضُعْفِ رُشْدِي واستسمنتُ ذا وَرَمِ
التتميم
وكمْ بَذَلْتُ طريفي والتليدَ لكم = طَوعَاً وأَرْضَيتُ عَنْكُمْ كُلَّ مُخْتَصِمِ
الكلام الجامع
منْ كانَ يَعْلَمُ أنَّ الشَّهْدَ رَاحَتُهُ = فلا يخافُ لِلَذْعِ النَّحْلِ منْ أَلَمِ
التوجيز
خِلْتُ الفَضَائِلَ بَيْنَ الَّناسِ ترفَعُنِي = بالابْتِدَاءِ فكانتْ أَحْرُفَ القَسَمِ
القسم
لا لَقَّبَتْنِي المَعَالِي بِابْنِ بَجْدَتِهَا = يومَ الفَخَارِ وَلا بَرَّ التُّقَى قَسَمِي
الاستعارة
إنْ لَمْ أَحُثّ مطايا العزْمِ مثقلةً = من القوافي تَؤُمُّ المَجْدَ عنْ أَمَمِ
مراعاة النظير
تِجارُ لفظي إلى سوق القبولِ بها = من لُجَّةِ الفِكْرِ تُهْدِي جَوهَرَ الكَلِمِ
براعة التخلص
من كُلِّ مُعْرَبَةِ الألْفاظِ مُعْجَمَةٍ = يزينُها مدحُ خيرِ العُرْبِ والعَجَمِ
الاطراد
مُحَمَّدُ المُصْطَفَى الهَادِي النَّبِيّ أَجَـــ = ــلُّ المُرْسَليِنَ ابْنُ عَبْدِ الله ذي الكَرَمِ
التكرار
الطَّاهِرُ الشِّيَمِ ابْنُ الطَّاهِرِ الشِّيَم ابْـــ = ــنِ الطَّاهِرِ الشِّيَم ابْنِ الطَّاهِرِ الشِّيَم
التورية
خيرُ النَّبِيينَ والبُرْهَانُ مُتَّضِحٌ = في الحَجرِ عَقلاً ونقلاً واضِحُ الَّلقَمِ
المذهب الكلامي
كمْ بينَ منْ أقسَمَ اللهُ العَليُّ به = وبينَ منْ جاءَ باسمِ اللهِ في القَسَمِ
التوشيع
أُمِّيُّ خَطٍّ أبَانَ اللهُ مُعْجِزَهُ = بِطَاعَةِ المَاضيينِ السَّيفِ والقَلَمِ
المناسبة اللفظية
مُؤَيَّدُ العَزْمِ والأبطالُ في قَلَقٍ = مُؤَمَّلُ الصَّفْحِ والهَيجَاءُ في ضَرَمِ
التكميل
نَفْسٌ مُؤَيَّدةٌ بالحَقِّ تَعْضِدُهَا = عِنَايَةٌ صَدَرَتْ عنْ بَارِئ النَّسَمِ
العكس
أبدى العجائبَ فالأعمى بنفثتهِ = غدا بصيراً وفي الحَرْبِ البصيرُ عمِي
الترديد
لهُ السَّلامُ من اللهِ السَّلامِ وفي = دار السَّلامِ تراهُ شافِعَ الأُمَمِ
المبالغة
كمْ قدْ جلتْ جنحَ ليلِ النَّقْعِ طلعتُهُ = الشُّهْبُ أحْلَكُ ألواناً منَ الدُّهُمِ
الإغراق
في معْرَكٍ لا تُثيرُ الخيلُ عِثْيَرَهُ = مما تروَّي المواضي تُرْبَهُ بِدَمِ
الغلو
عزيزُ جارٍ لو الَّليلُ اسْتَجَارَ بِهِ = منَ الصَّباحِ لعاشَ النَّاسُ في الظُّلَمِ
الإيغال
كأنَّ مَرْآهُ بَدْرٌ غَيْرُ مُسْتَتِرٍ = وطِيبَ رَيَّاهُ مِسْكٌ غَيْرُ مُكْتَتِمِ
نفي الشيء بإيجابه
لا يهْدِمُ المَنُّ مِنْهُ عُمْرَ مَكْرُمَةٍ = ولا يَسُوءُ أذَاهُ نفْسَ مؤتهِمِ
الإشارة
يولِي المُوالِينَ من جدْوى شفاعتِهِ = ملكاً كبيراً عدا ما في نفوسِهِمِ
النوادر
كأنما قلب معنٍ ملءُ فيه فلم = يقلْ لسائلِهِ يوماً سوى نَعَمِ
الترشيح
إنْ حَلَّ أَرْضَ أُناسٍ شَدَّ أَزْرَهُمُ = بما أناحَ لهُم منْ حَطِّ وِزْرِهِمِ
الجمع
آراؤهُ وعطاياهُ ونقمتُهُ = وعفْوُهُ رحمَةٌ للنَّاسِ كُلِّهِمِ
التفريق
فجُودُ كَفَّيهِ لم تُقْلِعْ سَحَائِبُهُ = عنِ العِبَادِ وجودُ السُّحبِ لم يُقِمِ
التقسيم
أفنى جُيوشَ العِدَى غَزْوَاً فَلَسْتَ ترى = سوى قتيلٍ ومأسورٍ ومنهَزِمِ
الجمع مع التفريق
سناهُ كالنَّارِ يجلو كُلَّ مظلمَةٍ = والبأسُ كالنَّارِ يُفني كُلَّ مُجْتَرِمِ
الجمع مع التقسيم
أبادَهُم فلبيتِ المالِ ما ملكوا = والرُّوحُ للسَّيفِ والأشلاءُ للرَّخَمِ
ائتلاف المعنى مع المعنى
من مفردٍ بغرارِ السَّيفِ منتثرٍ = ومزوجٍ بسنانِ الرِّمحِ منتظِمِ
الاشتراك
شيبُ المفارقِ يروي الضربَ من دمهم = ذوائبَ البيضِ بيضِ الهندِ لا اللَّمم
الإيجاز
واستخدَمَ الدَّهرَ ينهاهُ ويأمرهُ = بعزمٍ مُغْتَنِمٍ في زِيِّ مُغْتَرِمِ
المشاكلة
يجزي إساءةَ باغيهِم بسَيئَتهِ = ولم يكنْ عادِياً منهمْ على إرَمِ
ائتلاف اللفظ مع المعنى
كأنَّما حَلَقُ السَّعْدِيّ منتثِرٌ = على الثَّرَى بينَ منفضٍّ ومنفصِمِ
التشبيه
حروفُ خَطٍّ على ِطِرْسٍ مُقَطَّعَةٍ = جاءتْ بها يدُ غَمْرٍ غيرِ مفتَهِمِ
الاشتقاق
لم يلقَ مرحبُ منهُ مرحباً ورأى = ضدَّ اسمهِ عندَ هدِّ الحصْنِ والأُطُمِ
التصريع
لاقاهمُ بكماةٍ عندَ كرِّهِمِ = على الجسومِ دروعٌ من قلوبهِمِ
التشطير
بكُلِّ منتصِرٍ للفَتْحِ منتظرٍ = وكُلِّ معتزِمٍ بالحقِّ ملتزِمِ
الترصيع
من حاسرٍ بغرار العضبِ ملتحفٍ = أو سافرٍ بغبارِ الحربِ ملتثمِ
الموازنة
مستقتلٍ قاتلٍ، مسترسلٍ عَجِلٍ = مستأصلٍ صائلٍ، مستفحلٍ خَصِمِ
التجزية
ببارقٍ خَذِمٍ في مأزِقٍ أمَمِ = أو سائقٍ عَرِمٍ في شاهقٍ عَلَمِ
التسجيع
فعالُ منتظمِ الأحوالِ مقتحمِ الــ = ــأهوالِ ملتزِمٍ باللهِ معتصمِ
المماثلة
سهلٌ خلائقهُ، صعبٌ عرائكهُ = جمٌّ عجائبهُ، في الحُكْمِ والحَكَمِ
التسميط
فالحقُّ في أُفُقٍ، والشّركُ في نفقٍ = والكُفْرُ في فَرَقٍ، والدِّينُ في حَرَمِ
التطريز
فالجيشُ والنقعُ تحتَ الجونِ مرتكِمٌ = في ظلِّ مرتكمٍ في ظلِّ مرتكمِ
الإرداف
بفتيةٍ أسكنوا أطرافَ سُمْرِهِمِ =منَ الكُمَاةِ مقرَّ الظَّعْنِ والأضَمِ
الكناية
كلُّ طويلٍ نجادِ السَّيفِ يُطْرِبُهُ = وقعُ الصَّوَارِمِ كالأوتارِ والنَّغَمِ
الالتزام
من كُلِّ مبتدِرٍ للموتِ مقتحمٍ = في مأزِقٍ بغُبارِ الحربِ ملتحِمِ
المواردة
تهوي الرقابُ مواضيهِم فيحسبُها = حديدُها كـأنَّ أغلالاً من القِدَمِ
التجريد
شُوس ٌترى منهمُ في كلِّ معترِكٍ = أُسْدَ العرينِ إذا حرُّ الوطيسِ حمي
المجاز
صالوا فنالوا الأماني من عُدَاتِهِمِ = ببارقٍ في سوى الهيجاءِ لم يُشَمِ
الترتيب
كالنارِ منهُ رياحُ الموتِ قد عصفت = لما روى ماؤهُ أرضَ الوغى بدمِ
الالغاز
حَرَّانُ ينقعُ حرُّ الكرِّ غُلَّتَهُ = حتى إذا ضمَّهُ بردُ المقيلِ ظَمي
الإيضاح
قادوا الشوازبَ كالأجيالِ حاملةً = أمثالَها ثَبْتَةً في كلِّ مضطَرِمِ
التوليد
من سُبَّقٍ لا يرى سوطٌ لها سملاً = ولا جديدٌ من الأرسانِ واللُّجَمِ
سلامة الاختراع
كادتْ حوافرُها تدمي جحافلَها = حتى تشابهت الأحجالُ بالرَّثَمِ
حسن الاتباع
يُكابرُ السمعُ فيها الطرفَ حينَ جرت = فيرجعانِ إلى الآثارِ في الأكَمِ
ائتلاف اللفظ مع اللفظ
خاضوا عُبابَ الوغى والخيلُ سابحةٌ = في بحرِ حرْبٍ بموجِ الموتِ ملتطِمِ
التوهيم
حتى إذا صدروا والخيلُ صائمةُ = من بعدِ ما صلَّتِ الأسيافِ في القِمَمِ
تشبيه شيئين بشيئين
تلاعبوا تحتَ ظلِّ السُّمْرِ من مَرَحٍ = كما تلاعبتِ الأشبالُ في الأجَمِ
ائتلاف اللفظ مع الوزن
في ظِلِّ أبلجَ منصورَ اللواءِ له = عدلٌ يؤلِّفُ بينَ الذئبِ والغنمِ
البسيط
سهلُ الخلائقِ سمحُ الكفِّ باسطُها = منزَّهٌ لفظهُ عن لا ولن ولمِ
السلب والإيجاب
أغرُّ لا يمنعُ الرَّاجين ما سألوا = ويمنعُ الجارَ من ضيمٍ ومن حرمِ
حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي
شخصٌ هوَ العالمُ الجزْئِيُّ في سَرَفٍ = ونفسُهُ الجوهرُ الكلُّيُّ في عِظَمِ
الفرائد
ومَنْ لهُ خاطبَ الجزعُ اليبيسُ ومن = بكفِّهِ أورقتْ عجراءُ من سَلَمِ
العنوان
والعقبُ الحَبْرُ في نجرانَ لاحَ له = يومَ التباهلِ عُقْبَى زلَّةِ القَدَمِ
حسن النسق
والذِّئْبُ سَلَّمَ، والجنِّيُّ أسْلَمَ، والــ = ــثعبانُ كلَّمَ، والأمواتُ في الرَّجَمِ
التعريض
ومن أتى ساجداً لله ساعتهُ = وغيرهُ ساجدٌ في العُمْرِ للصَّنَمِ
الاتفاق
ومن غدا اسمُ أُمِّهِ نعتاً لآمنهِ = فتلكَ لآمنةٌ من سائرِ النَّقَمِ
ائتلاف المعنى مع الوزن
من مثلهُ وذِراعُ الشَّاةِ حدَّثَهُ = عنِ اسمهِ بلسانٍ صادقِ الرَّنمِ
المقلوب المستوي
هلْ منْ ينُمُّ بحُبِّ منْ ينُمُّ له = بما رموهُ كمنْ لم يدْرِ كيفَ رُمِي
التهذيب والتأديب
هُوَ النَّبِيُّ الذي آياتُهُ ظَهَرَتْ = منْ قبلِ مظهرهِ للنَّاسِ في القِدَمِ
التقييد بحرف الميم
مُحَمَّدُ المُصْطَفى المُخْتَارُ من خُتِمَتْ = بمجدهِ مُرْسَلو الرحمنِ للأُمَمِ
الانسجام
فذكرُهُ قدْ أتى في هلْ أتى وسبا = وفضلُهُ ظاهرٌ في النُّونِ والقَلَمِ
الإبداع
إذا رأتهُ الأعادي قال حازمهم: = حتَّامَ نَحْنُ نُساري النَّجْمَ في الظُّلَمِ
التمكين
بهِ استغاثَ خليلُ اللهِ حين دعا = ربَّ العبادِ فنال البرْدَ في الضَّرَمِ
التسهيم
كذاكَ يونسُ ناجى ربَّهُ فنجا = منْ بطنِ نونٍ له في اليمِّ ملتقِمِ
الاستعانة
دعْ ما يقولُ النصارى في مسيحهمِ = من التَّغالي وقلْ ما شئتَ واحتكِمِ
التفصيل
صلَّى عليهِ إلهُ العَرْشِ ما طلعتْ = شمسٌ وما لاحَ نجمٌ في دجى الظُّلَمِ
التنكيث
وآلهُ أمناءُ اللهِ من شهدتْ = لقدرهم سورةُ الأحزابِ بالعِظَمِ
الحذف
آلُ الرسولِ محلُّ العلْمِ ما حكموا = للهِ إلا وكانوا سادةَ الأُمَمِ
الاتساع
بيضُ المفارقِ لا عابٌ يدنِّسُهُمْ = شُمُّ الأُنُوفِ طوالُ الباعِ والأمَمِ
التفسير
همُ النُّجُومُ بهم يُهْدَى الأنامِ وينجا = بُ الظَّلامُ ويهْمِي صَيِّبُ الدِّيَمِ
التعليل
لهم أسام سوام غير خافيةٍ = من أجلها صار يُدعى الإسمُ بالعَلَمِ
التعطيف
وصحبهُ من لهم فضلٌ إذا افتخروا = ما إن يقصِّرُ عن غاياتِ فضلهمِ
جمع المؤتلف والمختلف
همُ همُ في جميع الفضل ما عدِموا = فضلَ الإخاءِ ونصَّ الذِّكْرِ والرَّحِمِ
الاستتباع
الباذِلو النفسِ بذلَ الزَّادِ يومَ قِرىً = والصَّائنو العِرْضِ صونَ الجارِ والحرَمِ
التدبيج
خضرُ المرابعِ حمرُ السّمْرِ يومَ وغىً = سودُ الوقائعِ بيضُ الفِعْلِ والشِّيَمِ
الإبداع
ذلّ النّضارُ كما عزَّ النَّظيرُ لهم = بالفضلِ والبذلِ في علمٍ وفي كرمِ
الاستخدام
من كل أبلجَ واري الزَّنْدِ يومَ ندىً = مشمِّرٍ عنه يومَ الحربِ مصطلمِ
الطاعة والعصيان
لهم تهلُّلُ وجهٍ بالحياءِ كما = مقصورُهُ مُسْتَهِلٌّ من أكفِّهِمِ
التفريغ
ما روضةُ وشَّعَ الوسميُّ بردتها = يوماً بأحسنَ من آثارِ سعيهِمِ
المدح في معرض الذم
لا عيبَ فيهم سوى أنَّ النَّزيل بهم = يسلو عن الأهلِ والأوطانِ والحشَمِ
التعديد
يا خاتمَ الرُّسْلِ يا منْ علمُهُعَلَمٌ = والعدلُ والفضلُ والإيفاءُ للذِّمَمِ
المزاوجة
ومن إذا خفت من حشري وكانَ لهُ = مدحي نجوتُ وكانَ المدحُ معتصمي
حسن البيان
وعدتني في منامي ما وثقت به = مع التقاضي بمدحٍ فيك منتظمِ
السهولة
فقلت: هذا قبولٌ جاءَني سلفاً = ما نالهُ أحدٌ قبلي من َ الأُمَمِ
الإدماج
لصدقِ قولكَ لو حبَّ امرؤٌ حجرا = لكانَ في الحشرِ عنْ مثواهُ لم يَرِمِ
الاحتراس
فوفِّني غير مأمورٍ وعودَكَ لي = فليس رؤياك أضغاثاً من الحُلُمِ
براعة الطلب
فقد علمتَ بما في النَّفْسِ من أرَبٍ = وأنتَ أكبرُ من ذكري له بفمي
الاعتراض
فإنَّ من أنفذَ الرحمنُ دعوته = وأنتَ ذاكَ لديه الجارُ لم يُضَمِ
المساواة
وقد مدحتُ بما تمَّ البديعُ به = مع حُسْنِ مُفْتَتَحٍ منهُ ومُخْتَتَمِ
العقد
ما شبَّ من خصلتي حرصي ومن أملي = سوى مديحكَ في شَيبي وفي هرمي
الاقتباس
هذي عصايَ التي فيها مآربُ لي = وقد أهشُّ بها طوراً على غَنَمِي
التلميح
إن أُلقِها تتلقفْ كلما صنعوا = إذا أُتيتُ بسِحْرٍ من كلامِهِمِ
الرجوع
أطلتها ضِمْنَ تقصيري فقام بها = عُذري وهيهاتَ إن العذرَ لم يقمِ
براعة الختام
فإنْ سعدتُ فمدحي فيكَ موجِبُهُ = وإنْ شقيتُ فذنبي مُوجِبُ النَّقَمِ
البديع
التورية
التورية، وتسمّى ايهاماً وتخييلاً أيضاً، وهي أن يكون للّفظ معنيان: قريب وبعيد، فيذكره المتكلّم ويريد به المعنى البعيد، الذي هو خلاف الظاهر، ويأتي بقرينة لا يفهمها السامع غير الفطن، فيتوهّم انّه أراد المعنى القريب، نحو قوله تعالى: (وهو الّذي يتوفّاكم باللّيل ويعلم ما جرحتم بالنهار)(1) أراد من (جرحتم): ارتكاب الذنوب، وكقوله:
أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق ومن العجائب لفظها حرّ ومعناها رقيق
فللرقيق معنيان: قريب وهو العبد. وبعيد: وهو من الرقة، والشاعر أراد الثاني، لكن الظاهر من مقابلته للحرّ إرادة العبد.
مجردة
هذه أختي
مرشحة
كأن للمجاورة اقتسمنا فقلبي جارهم والدمع جاري
فالتورية في كلمة جاري ومعناها القريب من المجاورة والقرينة جاره والمعنى البعيد
منسكب وهو مراد الشاعر وقد ذكر ملائم المعنى القريب في صدر البيت وهو المجاور
مبينة
ذكرت والكأس في كفي لياليكم فالكأس في راحة والقلب في تعب
فقوله راحة له معنيان : القريب هو الإسترخاء والبعيد هو راحة اليد وقد ذكر مايلائمه
وهو قوله كفي في الصدر
الإستخدام
الإستخدام: وهو أن يكون للّفظ معنيان فيطلقه المتكلّم ويريد به أحد المعنيين، ثم يذكر ضميره ويريد به المعنى الآخر، نحو قوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)(2) أراد بالشهر أوّلاً: الهلال، ثمّ أعاد الضمير عليه وهو يريد أيّام الشهر المبارك، وكقوله:
إذا نزل السماء بأرض قوم ق رعينـــاه وإن كـــانوا غضابا
أراد بالسماء: المطر، وبضميره في (رعيناه) النبات.
الإستطراد
الإستطراد: وهو أن يشرع المتكلّم في موضوع، ثم يخرج منه قبل تمامه إلى موضوع آخر، ثم يرجع إلى موضوعه الأول، كقوله:
وانّا لقوم لا نرى القتل سبّة ق إذا ما رأته عامر وسلول
يقرّب حبّ الموت آجالنا لنـا ق وتـــكرهه آجالهم فتـطول
أراد مدح قومه، ثم خرج قبل تمام كلامه إلى ذم عامر وسلول، ثم رجع في الشطر الثالث إلى ما بدأ به في الشطر الأول.
الإفتنان
الإفتنان: وهو الجمع بين فنّين من الكلام، كالمدح والذم، والتهنئة والتعزية، والغَزَل والحماسة، وأمثالها، كقوله: (عينه كالذئب لكن سنّه كالاقحوان... ).
وقوله: (فقلبي ضاحك والعين تبكي...).
وقوله:
فوددت تقبيل السيوف لأنها ق لمعت كبارق ثغرك المتبسم
الطباق
الطباق: ويسمّى بالمطابقة وبالتطبيق وبالتطابق وبالتكافؤ وبالتضاد أيضاً، وهو: الجمع بين لفظين متقابلين في المعنى، ويكون على قسمين:
1 ـ طباق الايجاب: وهو ما لم يختلف فيه اللّفظان المتقابلان ايجاباً وسلباً، نحو قوله تعالى: (وانّه هو أضحك وأبكي)(3) وقوله سبحانه: (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء)(4).
2 ـ طباق السلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان المتقابلان ايجاباً وسلباً فمثبت مرّة ومنفي اُخرى، نحو قوله تعالى: (فلا تخشون الناس واخشون)(5) وقوله سبحانه: (هل يستوي الّذي يعلمون والّذين لا يعلمون)(6).
المقابلة
المقابلة: وهي أن يؤتى بمعنيين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بمقابلها على الترتيب، قال تعالى: (فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى فسنُيسِّرهُ لليُسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسّره للعسرى)(7) ونحو قوله:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ق واقبـــح الكفــــرَ والإفلاس بالرجل
مراعاة النظير
مراعاة النظير: وتسمّى بالتوافق والإئتلاف والتناسب أيضاً وهو: الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة، كقوله تعالى: (اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانو مهتدين)(8).
ومنها: ما بني على المناسبة في (المعنى) وذلك بأن يختم الكلام بما بدأ به من حيث المعنى، كقوله تعالى: (لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير)(9). فاللطيف يناسب عدم ادراك الابصار، والخبير يناسب ادراكه للأبصار.
ومنها: ما بني على المناسبة في (اللفظ) وذلك بأن يؤتى بلفظ يناسب معناه أحد الطرفين ولفظه الطرف الآخر، كقوله تعالى: (الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان)(10) فالنجم لفظه يناسب الشمس والقمر، ومعناه - وهو النبات الذي لا ساق له ـ يناسب الشجر.
الإرصاد
الإرصاد، ويسمّى التسهيم أيضاً وهو: أن يذكر قبل تمام الكلام - شعراً كان أو نثرا ـ ما يدل عليه إذا عُرف الرويّ، كقوله تعالى: (وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)(11) فإنّ (يظلمون) معلوم من السياق، وكقول الشاعر:
احلّت دمي من غير جرم وحرّمت ق بــلا سبب عـــند اللقاء كلامي
فـــليس الــــذي حـــلّلته بمــــحلّل ق ولـــيس الــذي حــرَّمته بحرام
فإن (بحرام) معلوم من السياق.
أو يدل عليه بلا حاجة إلى معرفة الرويّ، نحو قوله تعالى: (ولكلّ أمّة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)(12).
الإدماج
الإدماج: وهو أن يدمج في كلام سيق لمعنى، معنى آخر غير مصرّح به، كقوله:
وليل طويل لم أنم فيه لحظة ق أعد ذنوب الدهر وهو مديد
فإنه أدمج تعداد ذنوب الدهر بين ما قصده من طول الليل.
المذهب الكلامي
المذهب الكلامي: وهو أن يؤتى لصحة الكلام بدليل مسلّم عند المخاطب، وذلك بترتيب المقدمات المستلزمات للمطلوب كقوله تعالى: (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم)(13) فإن المسلّم عند منكر البعث ان اعادة الموتى أهون من خلق السماوات والارض، ولذا جعله تعالى دليلاً على البعث.
حسن التعليل
حسن التعليل: وهو أن يأتي البليغ بعلة طريفة لمعلول علّته شيء آخر، كقوله:
مـا بـه قتلُ أعاديه ولـكن ق يتقي إخلاف ما ترجو الذئابُ
فإنه أنكر كون قتل أعاديه للغلبة وقطع جذور الفساد، وادعى له سبباً آخر، وهو: أن لا يخلف رجاء الذئاب التي تطمع في شبع بطونها.
التجريد
التجريد: وهو أن ينتزع المتكلّم من أمر ذي صفة أمراً آخر مثله في تلك الصفة، وذلك لأجل المبالغة في كمالها في ذي الصفة المنتزع منه، حتى كأنه قد صار منها، بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر، وهو على أقسام:
1 ـ أن يكون بواسطة (الباء التجريدية) نحو: (شربت بمائها عسلاً مصفّى...). فكأن حلاوة ماء تلك العين الموصوفة وصلت إلى حدّ يمكن انتزاع العسل منها حين الشرب.
2 ـ أن يكون بواسطة (من التجريدية) كقوله:
لي منك أعداء ومنه أحبة ق تـــالله أيّكمــــا إلـــيّ حبيب
فكأنه بلغ المخاطب إلى حدّ من العداوة يمكن أن ينتزع منه أعداء، وكذلك بلغ غيره من المحبّة بحيث ينتزع منه أحبة.
3 ـ أن لا يكون بواسطة، كقوله: (وسألت بحراً إذ سألته) جرّد منه بحراً من العلم، حتى أنه سأل البحر المنتزع منه إذ سأله.
4 ـ أن يكون بطريق الكناية، كقوله: (... ولا يشرب كأساً بكف من بخلا) أي: أنه يشربها بكفّ الجواد، جرّد منه جواداً يشرب هو بكفّه، وحيث أنّه لا يشرب إلاّ بكف نفسه، فهو إذن ذلك الكريم.
5 ـ أن يكون المخاطب هو نفسه، كقوله:
لا خيل عـندك تـهديها ولا مـال ق فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
فإنّه انتزع وجرّد من نفسه شخصاً آخر وخاطبه فسمي لذلك تجريداً، وهو كثير في كلام الشعراء.
المشاكلة
المشاكلة: وهي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لايصح اطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وانما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كما في الدعاء: (غيِّر سوء حالنا بحسن حالك)(14) فإن الله تعالى لا حال له، وانما استعير له الحال بمناسبة سياق (حالنا) وكقوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)(15) فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة، وكقوله:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه ق قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً
أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام.
المزاوجة
المزاوج: وهي المشابهة وذلك بأن يزاوج المتكلّم ويشابه بين أمرين في الشرط والجزاء، فيرتب على كل منهما مثل ما رتب على الآخر، كقوله:
إذا قــال قولاً فأكّد فيه ق تجانبت عنه وأكّدت فيه
رتب التأكيد على كل من قول المتكلّم وتجانب السامع.
الطي والنشر
الطي والنشر، ويسمّى اللّف والنشر أيضاً، وهو: أن يذكر أموراً متعددة، ثم يذكر ما لكل واحد منها من الصفات المسوق لها الكلام، من غير تعيين، اعتماداً على ذهن السامع في إرجاع كل صفة إلى موصوفها، وهو على قسمين:
1 ـ أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي، ويسمّى باللّف والنشر المرتّب كقوله:
آرائهم ووجــوهم وسيوفهم ق في الحادثات إذا دجون نــجوم
منها معالـم للهدى ومصابح ق تجلو الدجى والأخريات رجـوم
فالآراء معالم للهدى، والوجوه مصابح للدجى، والسيوف رجوم.
2 ـ أن يكون النشر فيه على خلاف ترتيب الطي، ويسمّى باللّف والنشر المشوّش، نحو قوله تعالى: (فمحونا آية اللّيل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربّكم ولتعلموا عدد السنين والحساب)(16) فابتغاء الفضل في النهار وهو الثاني، والعلم بالحساب لوجود القمر في اللّيل وهو الأول، فكان على خلاف الترتيب.
الجمع
الجمع: وهو أن يجمع المتكلّم بين أمرين أو أكثر في حكم واحد، كقوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)(17) وقوله سبحانه: (إنَّما الخمرُ والميسرُ ولأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه)(18)، وكقوله:
انّ الشباب والفراغ والجده ق مفسدة للـمرء أيَّ مــفسدة
التفريق
التفريق: وهو أن يفرق بين أمرين من نوع واحد في الحكم، كقوله تعالى: (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اُجاج)(19).
التقسيم
التقسيم: وهو أن يأتي بمتعدّد ثم يحكم على كل واحد منها بحكم، كقوله تعالى: (كذَّبتْ ثمود وعاد بالقارعة فأمّا ثمود فاُهلكوا بالطاغية وأما عاد فاُهلكوا بريح صرصر عاتية)(20).
وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين:
1 ـ على استيفاء أقسام الشيء، كقوله تعالى: (يهب لمن يشاء اُناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوّجهم ذكراناً واناثاً ويجعل من يشاء عقيماً)(21) فإنّ الامر لا يخلو من هذه الاقسام الأربعة.
2 ـ على استيفاء خصوصيات حال الشيء، كقوله تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)(22).
الجمع والتفريق
الجمع والتفريق وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد، ثم يفرق بينهما في ما يختص بكل واحد منهما، كقوله:
قلب الحبيب وصخر الصم من حجر ق لكـــن ذا نــابع والقلـــب مغلوف
الجمع والتقسيم
الجمع والتقسيم: وهو أن يجمع بين متعّدد ثم يقسّم ما جمع، أو يقسم أولاً ثم يجمع، فالأول كقوله:
حتــى أقـام على أرباض خرشنة ق تشقى به الــروم والصلبان والـبيع
للرق مـا نسلوا والقتل ما ولدوا ق والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
والثاني كقوله:
قــوم إذا حـاربوا ضروا عدوهم ق أو حاولوا النفع في أشياعهم نفـعوا
سجية تلك فــيهم غــير مــحدثة ق انّ الخلائق فــاعلــم شرّهــا الـــبدعُ
الجمع مع التفريق والتقسيم
الجمع مع التفريق والتقسيم: وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد ثمّ يفرّق بينهما بما يخصّ كلّ منهما ثمّ يقسّم ما جمع، نحو قوله تعالى: (يوم يأتي لاتكلّم نفس إلاّ بإذنه فمنهم شقيّ وسعيد، فأمّا الّذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السماوات والارض إلاّ ما شاء ربّك انّ ربك فعّال لما يريد، وأمّا الّذين سُعدوا ففي الجنّة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلاّ ما شاء ربّك عطاءاً غير مجذوذ)(23) جمع الانفس في عدم التكلّم ثمّ فرّق بينها بأن بعضها شقيّ وبعضها سعيد، ثم قسّم الشقي والسعيد إلى ما لهم هناك في الآخرة من الثواب والعقاب.
المبالغة
المبالغة: وهي الإفراط في الشيء، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ التبليغ، وهو أن يكون الإدعاء ممكناً عقلاً وعادة، كقوله:
جـــــــــــــاء رجـــــــــــال البلد ق مــليكمـــهم كـــــــــــــالفرقـــــــد
فإن مجيْ جميع رجال البلد ممكن عقلاً وعادة.
أباد عسكرنا ما دب أو درجـــا ق في أرض نجد وما فرد لهم برجا
فإن الإبادة ممكنة عقلاً، مستحيلة عادة.
2 ـ الغلو، وهو أن يكون الإدعاء مستحيلاً عقلاً وعادة، كقول الغالي:
ان الوصــــي هـو الإله وأنما ق آياتــــــه احياء عظــــــم رمــــيم
فإن الوهية علي (عليه السلام) مستحيلة عقلاً وعادة.
المغايرة
المغايرة: وهي ـ أن، يمدح المتكلّم شيئاً ثم يذمّه، أو بالعكس، كقوله:
جـــزى الله الــحوادث منجيات ق وأخـــزاها حــــوادث مـــاحــقات
فإن الحادثة قد ترفع الشخص وقد تضعه.
تأكيد المدح
تأكيد المدح بما يشبه الذمّ، وهو على ثلاثة أقسام:
1 ـ أن يأتي بمستــثـــنـــى فيه معنى المــــدح معمولاً لفعل فيـــه معنى الذمّ، نحو قوله تعالى: (وما تنقم منّا إلاّ أن آمنّا بأيات ربنا)(24).
2 ـ أن يستثني صفة مدح من صفة ذمّ منفية عن الشيء، نحو قوله:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ق بــهنّ فلول من قـراع الكـــتائب
3 ـ أن يثبت صفة مدح لشيء ثمّ يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة مدح اُخرى، نحو قوله:
فتى كملت أوصـــافه غيـــر أنّه ق جواد فما يبقى مــن المال باقياً
ونحو قوله في مثال الإستدراك:
وجوه كاظهار الـرياض نضارة ق ولكــنها يــوم الهيـــاج صخــور
تأكيد الذمّ
تأكيد الذم بما يشبه المدح، وهو على قسمين:
1 ـ أن يثبت صفة ذمّ لشيء ثمّ يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة ذمّ اُخرى كقوله: (كله ذم سوى أنّ محياه قبيح(.
2 ـ أن يستثني صفة ذمّ من صفة مدح منفية عن الشيء، كقوله:
خلا مــــن الفضل غـــير أنّي ق أراه فـــي الحُمـــق لا يجــــــارى
التوجيه
التوجيه: وهو أن يؤتى بكلام يحتمل أمرين متضادين كالذمّ والمدح، والدعاء له وعليه، كقوله - في خيّاط اسمه عمرو، وكان أعور -:
خــــاط لــي عمــــــرو قبــاءأً ق لـيــت عينيــــــــــه ســـــــــــواء
قلت شعــراً لــــــيس يــــدري ق أمـــــــــديــــــــــح أم هجــــــــاء
والفرق بين التوجيه والتورية: أن التورية لا تكون إلا فيما له معنيان بأصل الوضع، بخلاف التوجيه.
نفي الشيء بإيجابه
نفي الشيء بإيجابه: وهو أن ينفعي شيئاً عن شخص فيوهم اثباته له في الجملة، نحو قوله تعالى: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)(25).
وكقوله للخليفة:
لم يُشغَلَنْك عن الجهاد مكاسب ق تــــرجو ولا لــــهو ولا أولاد
فإنه يوهم اشغال المكسب له في الجملة - كما في الأولاد - مع أنه لا كسب للخليفة.
القول بالموجب
القول بالموجب: وهو أن يحمل كلام الغير على خلاف مراده، كقوله:
وقــــالوا قد صفت مـــنّا قلوب ق لـقد صدقوا ولكن عن ودادي
فإنهم أرادوا الخلوص له، فحمله الشاعر على الخلوّ من وداده.
ائتلاف اللّفظ والمعنى
ائتلاف اللفظ والمعنى: وهو أن يُختار للمعنى المقصود ألفاظ تؤديه بكمال الوضوح، كقوله ـ في الذمّ ـ:
ولو أن برغوثاً على ظهر قملـــــة ق تـــكرّ علـــى صفيّ تميم لـــــــــولّت
وكقوله في المدح:
اذا مـــــا غضبنا غضبة مــــضرية ق هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما
التفريع
التفريع: وهو جعل الشيء فرعاً لغيره وذلك بأن يُثبت لمتعلّق أمر حكماً بعد أن يُشتبه لمتعلّق آخر على نحو يُشعر بالتفريع، كقوله:
طبّــــــــــــه يــــــــنفي الــــــمرض ق فقهــــــه ينفــــــــــي البــــــــــدع
فله الله طبيباً وفقيهاً متّبع
الإستتباع
الإستتباع: وهو الوصف بأمر على وجه يستتبع الوصف بأمر آخر، مدحاً أو ذماً، مدحاً كقوله:
سمح البديهة لــيس يــمسك لفظه ق فـــــــــــكأنما ألفاظه مـــــــــن ماله
وذمّاً، كقوله ـ في قاضٍ ردّ شهادته برؤية هلال شوال ـ:
أتــــــــــــــرى القاضــــي أعمــى ق أم تــــــــــــــــراه يــــــــتعامـــــــــى
سرق العيـــــــــد كــــــــــــأنّ الـــ ق عـــــــــــيد أمــــــوال اليتــــــامــــى
السلب والإيجاب
السلب والإيجاب: وهو أن يسلب صفة مدح أو ذم عن الجميع ليثبتها لمن قصد، فالمدح كقوله:
كـــــــل شخص لقـــيت فيــه هنـات ق غـــــــير سلمى فخلقها من فضائل
والذم، كقوله: (لا أرى في واحد ما فيه من جمع الرذائل).
ويسمّى السلب والإيجاب: الرجوع أيضاً بمعنى العود على الكلام السابق بالنقض لنكتة، كقوله:
وما ضاع شعري عندكم حين قلته ق بلــى وأبيكم ضـــاع فــــهو يضوع
الإبداع
الإبداع: وهو أن يكون الكلام مشتملاً على جملة من المحسنات البديعية، كقوله تعالى: (وقيل يا أرض ابلعي مائك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقُضي الامر واستوت على الجوديّ وقيل بُعداً للقوم الظالمين)(26).
قيل: أنّه يوجد في هذه الآية الكريمة اثنان وعشرون نوعاً من أنواع البديع اشيرها إليها في المفصّلات.
وكقوله:
فضحتَ الحيا والبحر جوداً فقد بكى الـ ق حــيا مـــن حـــــياء منك والتطم البحر
الأسلوب الحكيم
الأسلوب الحكيم: وهو اجابة المخاطب بغير ما سأل، تنبيهاً على كون الاليق هو السؤال عمّا وقع عنه الجواب، كقوله تعالى: (يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للناس والحجّ)(27) فإنهم لّما لم يكونوا يدركون سبب اختلاف أشكال الهلال، اجيبوا بما ينبغي السؤال عنه، وهو فائدة اختلاف الأهلّة.
وكقوله:
قـــــلت: ثقلتُ إذ أتيتُ مـراراً ق قـــــــال: ثقّلتَ كـاهلي بالأيادي
قلت: طوّلتُ، قال أوليتَ طَولاً ق قلت: أبرمتُ، قال: حبل ودادي
تشابه الأطراف
تشابه الأطراف: وهو أن يكون بدء الكلام وختامه متشابهين لفظاً أو معنى:
الأول: وهو التشابه في اللــّفــــظ كقوله تعالى: (مثل نــــوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ درّيّ)(28).
الثاني: وهو التشابه في المعنى كقوله:
سم زعــــاف قـولـه وفعاله ق عند البصير كمثل طعم العلقم
فإن العلقم يناسب السمّ في المذاق.
العكس
العكس: وهو أن يكون الكلام المشتمل على جزئين أو أكثر، في فقرتين، فيقدم ما أخّره في الفترة الأولى، ويؤخّر ما قدّمه، كقوله تعالى: (لا هنّ حلّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ)(29) وكقوله:
في هواكم يا سادتي متُّ وجداً ق مـتُّ وَجداً يا سادتي في هـواكمُ
الهزل
الهزل: وهو أن يأتي بهزل يراد به الجدّ، كقوله:
إذا ما جاهلي أتاك مـــفاخراً ق فقل: عَدّ عن ذا كيف أكلك العنب
الاطراد
الاطراد: وهو أن يأتي باسم من يقصده واسم آبائه على ترتيب تسلسلهم في الولادة بلا تكلّف في السبك، كقوله:
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ق بعتيبة بن الحــارث بـن شهاب
ومنه قوله (صـــلى الله عليه وآله وسلم): الكريم ابن الـــكريـــم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم(30).
تجاهل العارف
تجاهل العارف: وهو أن يرى المتكلّم نفسه جاهلاً، مع أنه عالم، وذلك لنكتة كقوله: (أمنزل الأحباب ما لك موحشاً(...؟
أما إذا وقع مثل ذلك في كلام الله سبحانه، كقوله تعالى: (وما تلك بيمينك ياموسى)(31) أو في كلام أوليائه، فلا يسمّى بتجاهل العارف، بل يسمّى حينئذ: ايراد الكلام في صورة الإستفهام لغاية.
الجناس
الجناس: وهو تشابه لفظين، مع اختلافهما في المعنى، وهو قسمان:
1 ـ لفظي.
2 ـ معنوي.
أقسام الجناس اللفظي
الجناس اللفظي على أقسام:
1 ـ الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة:
نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلاف المعنى، كقوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)(1) فالمراد بالساعة الاولى: يوم القيامة، وبالساعة الثانية: جزء من الزمان.
2 ـ الجناس غير التام: وهو ما اختلف اللفظان في أحد الأمور الأربعة المذكورة (النوع والعدد والهيئة والترتيب).
فالإختلاف في عدد الحرف، نحو: (دوام الحال محال).
وفي نوعه: كقوله تعالى: (ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحقّ وبما كنتم تمرحون)(2).
وفي هيئته: نحو: (الجَدّ في الجِدّ والحرمان في الكسل).
وفي ترتيبه: نحو: (رحم الله من فكّ كفّه وكفّ فكّه).
3 ـ الجناس المطلق: وهو توافق اللفظين في الحروف وترتيبها، بدون أن يجمعهما اشتقاق، نحو: (غِفار، غفر الله لها).
وإن جمعهما اشتقاق سمي جناس الإشتقاق، نحو قوله تعالى: (لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد)(3).
4 ـ الجناس المذيّل: وهو ما يكون الإختلاف بأكثر من حرفين في آخره، كقوله:
يمدون من أيد عواص عواصم تـــصول بأسياف قواض قواضب
5 ـ الجناس المطرّف: وهو ما يكون الإختلاف بزيادة حرفين في أوله، كقوله:
وكــــم غرر مـــن برّه ولطائف لشكري على تلك اللطائف طائف
6 ـ الجناس المضارع: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع قرب مخرجهما، كقوله تعالى: (وهم ينهون عنه وينئون عنه)(4).
7 ـ الجناس اللاحق: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع بعد مخرجهما، كقوله تعالى: (ويل لكلّ هُمَزةٍ لُمَزةٍ)(5).
8 ـ الجناس التلفّظي: وهو ما اختلف ركناه خطاً مع اتحادهما في التلفّظ، كقوله:
اعــــذب خـــلق الله نطقاً وفمـاً إن لم يـــــكن أحق بالحُسن فمن
فالاول تنوين، والثاني نون.
9 ـ الجناس المحرّف: وهو ما اختلف اللفظان في هيئات الحروف من حيث الحركات، نحو: (جُبة البُرد جُنّة البَرد).
10 ـ الجناس المصحّف: وهو ما اختلف اللّفظان من حيث التنقيط، بحيث لو زالت النُقَط لم يتميّز أحدهما عن الآخر، ككتاب كتبه أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية: (غَرّك عزُّك فَصار قصار ذلك ذُلّك، فاخش فاحش فعلك، فعلّك تهدى بهذي)(6).
11 ـ الجناس المركّب: وهو ما اختلف اللفظان من حيث التركيب والإفراد، كقوله:
إذا ملك لم يكن ذا هبة فــدعه فــدولته ذاهبة
فالاول مركب بمعنى: صاحب هبة، والثاني: مفرد وهو اسم الفاعل:
12 ـ الجناس الملفّق: وهو ما كان اللّفظان كلاهما مركّباً، كقوله:
فلم تضع الأعادي قدر شأني ولا قــــــــالوا فلان قد رشاني
الاول: مركّب من (قدر) ومن (شأني) والثاني: مركّب من (قد) ومن (رشاني).
13 ـ جناس القلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان في ترتيب الحروف، نحو: (رحم الله امرءاً مسك ما بين فكّيه وأطلق ما بين كفيّه).
14 ـ الجناس المستوى: وهو من جناس القلب، ويسمّى أيضاً: (مالا يستحيل بالإنعكاس) وهو ما لايختلف لو قريء من حرفه الاخير إلى الأوّل معكوساً ومقلوباً، وانّما يحصل بـــعـــيــنـــــه، نحو قوله تعالى: (كلّ فــــي فلك)(7) وقوله سبحانه: (ربّك فكبّر)(8) فإنّه ينعكس بعينه، ونحو قوله:
مودّته تدوم لكلّ هولٍ وهل كـــلٌ مودّته تدوم
وكذا قوله: (أرانا الإله هلالاً أناراً).
أقسام الجناس المعنوي
الجناس المعنوي قسمان:
1 ـ جناس الإضمار: وهو أن يأتي بلفظ يحضر في ذهنك لفظاً آخر، واللفظ الآخر يُراد به غير معناه بدلالة السياق، كقوله:
فهو إذا رأته عين الرائي أبــو معاذ أو أخو الخنساء
فإن المراد بأبي معاذ: (جبل) وبأخ الخنساء: (صخر) وليس بمراد، وانما المراد: ذم المقصود بأنه كالصخر.
2 ـ جناس الاشارة: وهو ما ذكر فيه أحد اللفظين وأشير للآخر بما يدلّ عليه، كقوله:
ياحمزة اسمح بــــــوصل وامـــــنن علينا بقـــــــــرب
في ثغرك اسمك أضحــى مــــــــــصحّفاً وبقلـــــــــبي
أراد (الخمرة) و(الجمرة) إذ هما مصحفا حمزة.
التصحيف
التصحيف: وهو التشابه بين كلمتين أو أكثر خطّأً، والفارق النقط، كـ(التحلّي) و(التخلّي) و(التجلي).
الازدواج
الازدواج: وهو تجانس اللفظين المجاورين، نحو: (من لجّ ولج) و(من جدّ وجد).
السجع
السجع: هو توافق الفاصلتين أو الفواصل في الحرف الاخير- والفاصلة في النثر كالقافية في الشعر- وموطن السجع النثر، وأحسنه ما تساوت فقراته، كقوله تعالى: (في سدر مخضود وطلح منضود وظلّ ممدود)(9) وإن لم تتساو فقراته فالاحسن ما طالت فقرته الثانية نحو قوله تعالى: (والنجم إذا هوى، ما ضلّ صاحبكم وما غوى)(10) أو طالت فقرته الثالثة، نحو قوله تعالى: (خذوه فغلّوه، ثمّ الجحيم صلّوه، ثمّ في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه)(11) ولا يحسن العكس بأن تطول الفقرة الاولى دون الثانية، أو الثانية دون الثالثة، لأن السامع ينتظر بقيتها، فإذا انقطع كان كالمبتور.
التشطير
التشطير: وهو جعل كل من شطري البيت مسجوعاً سجعة مخالفة للسجعة الّتي في الشطر الآخر، وهذا يكون على القول بعد اختصاص السجع بالنثر، كقوله:
تدبير معتصم بالله منتقم لله مــرتغب في الله مرتقب
فالشطر الاوّل سجعته مبنيّة على الميم والثاني على الباء.
الموازنة
الموازنة: وهي تساوي الفاصلتين في الوزن فقط لا في التقفية، نحو قوله تعالى: (ونمارق مصفوقة، وزرابيّ مبثوثة)(12) فإن كلمة (مصفوفة) متفقة مع كلمة (مبثوثة) في الوزن، لا في التقفية.
الترصيع
الترصيع: وهو توازن الألفاظ مع توافق الاعجاز، أو تقاربها، ومثال التوافق قوله تعالى: (إنّ الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم)(13).
ومثال التقارب قوله تعالى: (وآتيناهما الكتاب المستبين، وهديناهما الصراط المستقيم)(14).
التشريع
التشريع: ويسمّى (التوشيح) و(ذا القافيتين) أيضاً، وهو بناء البيت على قافيتين أو أكثر، يصح الوقوف على كلّ واحد منها، كقوله:
يا خــــــاطب الدنيا الدنية انها شرك الـــردى وقرارة الأكدار
دار إذا ما أضحكت في يومها أبـــــكت غداً تبّاً لها مــــن دار
فيصح الوقوف على (الردى) و)غدا) فتنقلب الأبيات من (بحر الكامل) وتكون من (مجزوء الكامل) وتقرأ هكذا:
ياخـــــاطب النيــــا الدنـــــــــــ ـــــــيّة انها شَرَك الــــــــــردى
دار إذا مـــــــــــــــا أضحكت فــــــــــــــــــي يومها أبكت غداً
لزوم ما لا لزم
لزوم ما لايلزم: ويسمّى الالزام والتضمين والتشديد والإعنات أيضاً، وهو أن يجيء قبل حرف الرويّ - في فاصلتين وأكثر أو بيتين وأكثر - بحرف لا يتوقّف السجع عليه، كقوله تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر)(15).
وكقوله:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحليــة الفضل زانتني لدى العَطَل
فالراء في الآية واللام في الشعر، حروف الروي، وقد جيء قبل الراء بالهاء وقبل اللام بالطاء، وهو غير لازم لتحقّق السجع بدون ذلك.
ردّ العجز على الصدر
ردّ العجز على الصدر: وهو ان يعاد ما بدأ به الاخير، كقوله تعالى: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه)(16).
وقوله:
سريع الى ابن العم يلطم وجهه ولــــيس إلى داعي الندى بسريع
ما لا يستحيل بالانعكاس
مالا يستحيل بالإنعكاس، ويسمّى: القلب المستوي كما مرّ في جناس القلب، وهو: أن يقرأ عكساً كما يقرأ طرداً: (دام علاء العماد). ونحو: (كن كما أمكنك) فإنه إذا قرئ عكساً من الاخير الى الاوّل كان أيضاً: (دام علاء العماد) و(كن كما أمكنك).
المواربة
المواربة: وهي أن يجعل المتكلّم كلامه بحيث يمكن تغييره بتصحيف ونحوه، كما يحكى عن أبي نؤاس أنّه كتب على باب قصر هارون العباسي البيت التالي:
لقد ضاع شعري على بابكم مـــــا ضاع عقد على خالصة
فلما أنكر عليه هارون ذلك، محى هلال العين، فصار البيت كالتالي:
لقد ضاء شعري على بابكم كمـــا ضاء عِقد على خالصه
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ: وهو أن يؤتى في العبارة بألفاظ من واد واحد في الأنس والغرابة ونحوهما، نحو: (ما لكم تكاكأتم عليّ... افرنقعوا) جمع بين غريبين (تكاكأتم) و(افرنقعوا).
التسميط
التسميط: وهو أن يجعل الشاعر بيته على أربعة أقسام، كقوله:
فنحن في جزل، والروم في وجل والبــــــرّ في شغل، والبحر في خجل
الإنسجام
الإنسجام: ويسمّى (السهولة) أيضاً، وهو سلامة الألفاظ والمعاني مع جزالتهما وتناسبهما، كقوله تعالى: (كلٌّ في فلك يسبحون)(17) وكقوله:
ما وهب الله لامرىء هبة أفضلَ مـن عقله ومن أدبه
هما كمال الفتى فـإن فقدا ففقــــــده للحياة أليق بــــه
الاكتفاء
الإكتفاء: وهو أن يحذف بعض الكلام لدلاله العقل عليه، كقوله:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كــان فقيراً معدماً قالت وإن
أي: وإن كان فقيراً معدماً.
التطريز
التطريز: وهو أن يكون صدر الكلام مشتملاً على ثلاثة أسماء مختلفة المعاني، ويكون العجز صفة مكررة بلفظ واحد، كقوله:
وتسقيني وتشرب من رحيق خليق أن يُلقّب بـــــالخلوق
كـــأن الكأس فـي يدها وفيها عقيق في عقيق في عقيق
تعليقات